23 ديسمبر، 2024 3:04 م

العلاقة بين الإبريق ورئيس الوزراء

العلاقة بين الإبريق ورئيس الوزراء

من حق العراقين مثل بقية الشعوب، الإفتخار بصناعتهم ومنتوجاتهم الوطنية، كما من الحق تقرير المصير والتعرّف على المصالح وإختيار القادة، لا أحد يزايد على أحد وطنياً، إذْ لا توجد له مقاييس عالمية، ومحليا يقدره واقع يلمسه المواطن، يصنعه بيده في وقت عجزنا عن صناعة إبريق يغسل فضلات الأموال الحرام.
من حق الشعوب أن تكون لها علاقات وتبادلات دبلوماسية وحسن جوار وتبادل مصالح، تكون المصلحة الوطنية في سلم الأولويات.
قاعدة  قديمة تقول: القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ، مفهوم ربما يتصوره البعض جانب إيجابي، على أساس نجاح العراقي من قراءة معظم الثقافات، يعطيه فراسة التميز بين السيء والجيد، ومن يقرأ لا يقف عند تعلم المفرادات والتباهي بكثرة الكتب! بمرور الأيام يجرب قلمه وما علق من ثقافات. المقولة تناقض كون وادي الرافدين او بلاد ما بين النهرين مهد الحضارات، على أرضه اشرقت الشمس وهبط أول الانبياء، كتب اول حرف وقانون ونظام سياسي، حتى كان الأول في تنظيم السباقات الرياضية والفدرالية.
 التطور ينتج التقدم في جميع المجالات سيما الصناعة دليل نجاح النظام السياسي، وتهالك الأنظمة وسوء إدارتها يعود بالمردود السلبي في الأقتصاد والصناعة والزراعية والثقافة، كما يتضح خلال السنوات العشرة المنصرمة تذيل العراق قائمة مكافحة الفساد ومحاربة الأمية, والنظافة والصناعة والأمن ووو…!! يؤشر خلل بنيوي سياسي ناتج من الخدمة السيئة وهشاشة العمل، المرتكزة على التخطيط والمال والتنفيذ؛ العمل بلا تخطيط ويسرق المال العام دون رقيب ويغش التنفيذ بعلم المسؤول!! مخالف لطبيعة النظام السياسي الذي يسمح للمواطن إقالة ومحاسبة أيّ شخص مسؤول من رئيس الوزراء الى أدنى عامل مضخة الماء ولم يشغلها يوم الامطار!
لا احد يزايد على أحد بالمواطنة، ولا يقف العراق غلى شخص، والحكام يذهبون والشعوب باقية، ومن يقف اليوم خطاً اولاً بالقيادة، كان على إدعاء معارضة الدكتاتورية من صفوف متقدمة، يطلق أهداف الثورة على الإستبداد والتفرد، والنهضة من إستثمار خيرات العراق المنهوبة للحروب العبثية، يمنع الأدوات القمعية ومحاربة الكفاءات والعلماء والمفكرين، وبصورة مفاجئة كان لمواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الأنترنيت حكومات لوحدها، تديرها افكار الشعوب تسقط بها اكبر العروش الجاثمة على صددور الشعوب، صارت منابر مبتذلة للتشويه والتسقيط وتبادل الإتهامات، يتناولها القادة لتمرير مشاريعهم بدكتاتورية رفض فكر الأخر.
توجيه الإتهامات هنا وهناك، سياسة  غير واضحة المعالم، إنقلبت على شعاراتها وأعادت العراق للعزلة الدولية والأدهى للصراعات المجتمعية.
 الكل يسعى ان يكون رئيس وزراء، كون النظام السياسي إنحرف  في الدورتين السابقتين الى الصلاحيات المركزية الشديدة، ما ينذر إنتاج دكتاتورية من صناديق، ورئيس الوزراء يكون فيها ليس بالضرورة أن يحبه جميع العراقيين، يصنع خلف اسوار الحدود، عاجز عن صناعة إستكان شاي عراقي  يقف غير مترنح وإبريق ماء؛ يشكك بصناعة رئيس وزراء عراقي (أصلي) بأيادي عراقية غيره.