وُضـِـعَ العراقُ تحت البند السابع عام 1990 وفقا لقرار مجلس الأمن المرقم (678) ، حين حرّك النظام العراقي السابق قواته لغزو دولة الكويت، مما دفع مجلس الأمن لإصدار قراره باستخدام القوة لإخراج القوات العراقية في عملية عسكرية بمشاركة قوات تحالف دولي واسع بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية،عرفت بعاصفة الصحراء في 27 كانون الثاني عام 1991.
ويتعلق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بحالات تهديد السلم ووقوع العدوان، وبموجبه يستطيع مجلس الأمن اتخاذ تدابير غير عسكرية أو اللجوء إلى القوة لحفظ السلم والأمن الدوليين في حال فشل أطراف النزاع في حل خلافاتها.
يوم الخميس 27/حزيران/2013 أعلن قرار مجلس الأمن رقم 2107 الذي صدر بالإجماع، إثر تقديم الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) توصية إثر تسلـّمه مذكرة مشتركة من (الكويت) و(العراق) حول اتفاقية وقــّعها البلدان ِ في هذا الشأن . تضمّن القرار الجديد دعوة الحكومة العراقية إلى مواصلة جهودها للتعامل مع الملفات العالقة مع (الكويت) ، بضمنها تلك المتعلقة بالمفقودين الكويتيين والتعويضات.
وُضِـعَ العراق تحت الوصاية الدولية وضوابط البند السابع،على الرغم من أنه من الدول التي كانت حتى ثمانينيات القرن الماضي تمثل مع إيران والسعودية ميزان القوى في منطقة الخليج العربي، هذا القرار اتخذه مجلس الأمن الدولي ليصنف العراق كبلد يهدد الأمن الإقليمي والدولي والسلم العالمي، بسبب الخلافات السياسية والعوامل الداخلية والخارجية التي أغرت وغررت وغدرت بنظام صدام حسين في مشكلة غزو الكويت ، بنتائج كانت وبالاً على صدام والصداميين،والعالم أجمع . دفع ضريبتها الشعب العراقي ـ المغلوب على أمره ـ اقتصادياً و سوسيولوجياً .
فترتبت على هذا القرار التزامات على العراق بأن يفي بها ، ومن أبرزها تعويض الكويت بـ41 مليار دولار يتم استقطاعها من صادرات النفط العراقي، وترسيم الحدود بين البلدين، والعديد من القرارات الأخرى التي التزم العراق بتنفيذها. وبعد محادثات بين الحكومتين العراقية والكويتية تم الاتفاق على تسديد العراق 11 مليار دولار للكويت على شكل دفعات لغاية العام 2015، لذا؛ رفعت الكويت توصية إلى مجلس الأمن الدولي تفيد بأن العراق أوفى بالتزاماته تجاهها ، تمهيداً لخروجه من طائلة البند السابع.
يبدو أنَّ هنالك ورقة رابحة أخفتها الإدارة الأمريكية بذكاء سياسي ، ليلعب بها مجلس الأمن الدولي ، بما يتعلق بالموعد الزمني لإخراج العراق من البند السابع ، إرتهن بموافقة العراق على عدم السماح لإيران بتقديم الدعم العسكري للحكومة السورية ، وتفتيش الطائرات المتجهة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى الجمهورية العربية السورية ، مروراً عبر الأجواء العراقية ، مستشفاً هذا التحليل من كلام معالي وزير الخارجية الدكتور هوشيار زيباري في جلسة مجلس الأمن الدولي بنيويورك حين قال : إنَّ العراق أوفى بكافة التزاماته تجاه الأسرة الدولية ومقررات مجلس الأمن .
وإلا ّ؛ فلماذا هذا التأخير الطويل عن إخراج العراق من طائلة البند السابع ، وهو قرار اتخذه مجلس الأمن الدولي ضد حكومة سقطت منذ عقد من الزمان ؟!! وهل عشرة أعوام من تاريخ العراق المعاصر غير كافية لحل أعقد النزاعات الدولية في العالم .
ثم؛ ما ذنب الشعب العراقي الذي رزح تحت ويلات البند السابع منذ 23 عاماً ؟!!
لقد جمّد مجلس الأمن أموالنا ، وعطـّل مشاريع بلادنا التنموية ، وأخـّر تقدمنا ، وأطال عرض الصورة القبيحة للعراق أم العالم ، وهو يخضع تحت قرار يصفه بالبلد الإرهابي الغازي المنتهك للحرمات الدولية .
أليس الأجدر بمجلس الأمن أن لا يتأخر عن أداء أعماله المكلف بها ؟!!
أليس الأحرى بمجلس الأمن أن ينظر بعين الرحمة والإنسانية للشعب العراقي المظلوم من قبل الحكومات وقراراتها التعسفية لسنين طويلة ، فينظر إليه بذات النظرة الإنسانية لحقوق الشعب الكويتي ؟!!
لماذا يجعل مجلس الأمن ميزانين للحقوق الإنسانية ، ولم يكل بميزان رعوي واحد ؟!!
لماذا الديون الكويتية أغلى من حقوق العراقيين ، وما ذنب الشعوب التي لا حول لها ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم ؟!!
ما ذنب الصائمين العراقيين وشهر رمضان سيشارفنا في تموز ؟!!
ما ذنب الشيوخ والأطفال والمرضى الذين عادوا إلى المراوح اليدوية المصنوعة من خوص سعف النخيل ، تلك التي كان يستخدمها أجدادنا السومريون في أهوار العراق ؟!!
ما ذنب دوائرنا الحكومية الخدمية المتعَبة ، وما ذنب شوارع ليلنا الظلماء الموحشة ؟!!
ما ذنب أطعمتنا التي أفسدت في ثلاجات بيوت العراقيين الكريمة ؟!!
ما ذنب بيئتنا الملوثة بمخلفات المولدات الكهربائية ؟!! ما ذنب ورود حدائقنا المثقلة بدخانها ؟!!
لماذا يُعاقب شعبنا ، لذنب اقترفته الحكومات والأنظمة والأحزاب المتسلطة على العراق عبر التاريخ ؟!!
لماذا تفرض الدول العظمى إراداتها على الشعوب المقهورة من أجل أن تحافظ على مصالحها في العالم ، فتتزامن موافقات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مع موعد صباحاتها ، دون مراعاة ليلينا العراقي الطويــــــــــــــــــــل ؟!!