ورشة البحرين والتى تم عقدها في المنامة في الايام الاخيرة ماهي الا عنوان بارز لخيبات االعرب. هذه الورشة التى تم فيها طرح الجانب الاقتصادي من صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية. بصرف النظر عن ما يقال عنها فأنها وبالتاكيد ولدت ميتة ولايوجد اي سبيل لتمريرها على ضوء الرفض الرسمي الفلسطيني بل مهاجتمها بكل الوسائل من الشعب الفلسطيني لجهتين الرسمي والشعبي المقاوم بالاضافة الى رفضها من قبل الشعوب العربية. لكن وهنا هو المهم من الذي دفع كوشنر الى الاستهانة والاستخفاف بالرفض الشعبي العربي والفلسطيني لها ومن جميع نواحيها؟ انه ضعف النظام الرسمي العربي الذي يعتمد في وجوده على الدعم الامريكي والاسرائيلي ولايعتمد على الشعب في دعمه. السؤال المهم هنا هل ان هذا الوضع، كان وليد اليوم؟ بالتاكيد لم يكن وليد اليوم بل هو وليد عقود من سنوات الخيبات العربية المتكررة والانحدار العربي وهنا نقصد النظام الرسمي العربي وليس شعوب العرب والتى الى الان ترفض وسوف تستمر في الرفض لأي عملية تطبيع مع هذا الكيان الاسرائيلي الغاصب والمجرم بجميع مقايس القانون الدولي والاخلاق. ان الذي مهد الطريق لها، هم امراء وملوك امارات وممالك الرمل في الخليج العربي. ان الذي يتم اظهاره من صفقة القرن ماهو الا الجانب القليل من تلك الصفقة سيئة الصيت والمنبع والنوايا والاهداف، وهناك جوانب اخرى كثيرة وكبيرة لم يتم الاعلان عنها ولن يتم الاعلان عنها في هذا الوقت لتظل طي الكتمان في ادراج الخيانة والعمالة لأنظمة الحكم العربية التى خولت لنفسها التصرف بحقوق الشعوب العربية وليس الشعب العربي الفلسطيني فقط، من اجل البقاء على كرسي الحكم الخالي من الكرامة والشرف والخائن للامانة وهي الامانة في حفظ حق الشعوب العربية في الحياة الحرة والكريمة، بالتنازل عن الارض وما فوقها وماتحتها لدهاقنة المال الامريكيين والصهاينة او وفي افضل الاحوال منح الامريكيين والصهاينة حق المشاركة في الادارة والانتاج والارباح لخيرات الارض العربية بمختلف وسائل وطرق الالتفاف وما اكثرها في عقل وجعبة ارباب ولصوص المال والخيرات العربية. هناك اسئلة كثيرة تقض مضجع من يتابع تطورات الاحداث في المنطقة العربية وجوارها ومن بينها بل من اهمها هي القضية الفلسطينية، وهو يتابع يعصره الالم والوجع لما وصل اليه العرب وقضيتهم المركزية الكبرى، قضية فلسطين، في القرن الواحد والعشرين، قرن ثورة الاتصالات والمعلوماتية. ومن بين هذه الاسئلة بل من اهمها: لماذا وصل العرب الى ما هم فيه، في الوقت الحاضر؟، من التبعية وتسيلم زمام امورهم الى من يستغلهم ابشع استغلال ويجرح سيادة دولهم وكرامة شعوبهم. هل هي الموامرة الدولية الامبريالية والاسرائيلية، بالتاكيد هذه الموامرة هي واحد من طرق الهيمنة، لأيصال العرب الى ما وصلوا اليه في الوقت الحاضر. ولكنها وفي الوقت عينه ليست هي الطريق الوحيد الذي سلب من العرب سيادتهم واستقلالهم وهنا نقصد الاستقلال الحقيقي في الارادة والقرار والعمل.بل ان التمسك بكرسي الحكم مدى الحياة ومحاربة الراي المختلف والاستبداد والطغيان وعدم فسح المجال للتبادل السلمي للسلطة،بالاضافة الى عدم احداث تنمية بشرية في مختلف الصعد وما ينتج عنها او ما هي تنتج من تنمية بشرية في حقول الصناعة والزراعة وبناء الجيوش التى تحمي الكرامة والسيادة والاستقلال الحق. بدلا عن هذا وبسبب التمسك المرضي بكرسي العرش المهتز اصلا، اخذ النظام الرسمي العربي وبالذات دول الخليج العربي العربية؛ يعتمدون في تثبت عروشهم على الامريكيين وفي الاوان الاخير وربما قبل هذا الاوان على الصهاينة الملطخة ايديهم وحتى كل جزء مهما كان صغيرا من اجسادهم بدم الشعب الفلسطيني. وهذا هو ما جعلهم يتامرون مع الصهاينة والامريكيين على حق الشعب الفلسطيني في الحياة في دولة ذات سيادة من خلال صفقة القرن الميتة اصلا، حتى يكسبوا ود الامريكيين والاسرائيليين في طرح وتبني صفقةتصفية القضية الفلسطينية. وما يؤلم هناك في المعمورة شعوب كثيرة، من شعوب العالم الثالث، اعتمد حكامها ومسؤولوها على الشعب في تثبيت مؤسسة الحكم القانونية والديمقراطية والحفاظ على جغرافية البلد وسيادته وقراره المستقل، وقد نجحوا في ذلك نجاحا واضحا وعلى مختلف الصعد، وهم لايمتلكون من الخيرات والمال ربع ما يمتلكه النظام الرسمي العربي. ان سر الخيبة العربية وانحدار الوضع العربي الى مناطق السوء والذيلية والتبعية للامريكان والصهاينة والتى لم نكن يوما نتصور ان دولنا العربية سوف تصل اليها؛ اربعة امور، اولا غياب الحرية وثانيا غياب الديمقراطية الحقيقية في التبادل السلمي للسلطة وثالثا عدم احداث تنمية في مختلف الصعد ورابعا محاربة الشعب بتحويله الى تابع للسلطة بعد ان سلبوا منه حرية التفكير والراي. ان انظمة الحكم العربية وبالذات انظمة الخليج العربي، تتصور وهي في هذا على وهم كبير، ان حماية دولهم وانظمتهم يعتمد على الامريكيين وعلى الاسرائيليين كجسر يعبرون عليه الى مناطق الود الامريكي، وصفقة القرن بركائزها المتعددة واحدة من اهم اعمدة هذا الجسر. لذلك وعلى هذا الطريق، طريق العار، يبنون سياستهم في الداخل والخارج. ففي الداخل يحاربوا شعوبهم ويقتلوا في المهد جميع الافكار التى تختلف معهم في الرؤية والتصور، سواء بالسجون او بالاعدام او بالمطاردة والحرمان من حق الظهور والحياة. يجندون جيوش كبيرة من التابعين لهم لتنفيذ هذه الاهداف. وفي الخارج يجندون انفسهم كمشغلين للأهداف الامريكية ومن اهمها صفقة القرن سيئة الصيت. كل هذا من اجل حماية كراسيهم من الخلخلة والفوضى والضياع. في العموم ان الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، هم من سوف ينتصروا في نهاية المطاف