18 ديسمبر، 2024 8:46 م

العلاقات والزيارات والنوايا الحسنة

العلاقات والزيارات والنوايا الحسنة

الزيارات المتقابلة و المباحثات الثلاثية للتنسيق بين الدول الثلاث مصر والعراق والاردن في مختلف المجالات اتت فى زمن تشهد فيه المنطقة والشرق الأوسط حالة حراك غير مسبوق على جميع المستويات و في ظل ظروف دقيقة تمر بها هذه البلدان تحتاج الى نوايا حسنة وثقة متبادلة بعيداً عن التدخلات الخارجية الاخرى والاستفادة من الإمكانات التي يتيحها تواصلها الجغرافي وتكامل مصالحها الاستراتيجية وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات بين الدول الثلاث في إطار العلاقات التاريخية والدينية المترسخة والمتميزة التي تجمعهم ، مثل هذه اللقاءات تعمق الثقة السياسية المتبادلة بين الاطراف المجتمعة على الصعيد الثلاثي في تمتين العلاقات فيما بينها ومما يساعد على الارتقاء إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية مع البعض وبوتيرة متزايدة في إطار التنسيق والتشاور المتواصل حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. وعلى الصعيد الجماعي، وفق آليات متعددة من التواصل السياسي على مختلف المستويات .

اللقاءات تمثل فرصة مهمة لترجمة العلاقات المميزة التي تجمع هذه البلدان نحو تعاون مثمر وبناء في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية إضافة إلى التنسيق فيما بينها حول مختلف القضايا وخاصة السياسية ، ومن اهمها ترسيخ التعاون ورسم مرحلة ما بعد إعلان الانتصار على “داعش” في العراق وقريباً في سوريا وفي ظل النجاح الذي حققته مصر في مكافحة التنظيمات الإرهابية و أهمية استكمال المعركة الشاملة على الإرهاب وفي وضع آلية فعالة لمواجهة انتقال المقاتلين الأجانب إلى مناطق أخرى خاصة في ضوء الانتصار التي تحققت في المعركة مع الارهاب، والتضحيات التي بذلها أبناء الشعب العراقي والسوري والمصري في هذا الإطار، وانتهاء السيطرة الجغرافية لتنظيم داعش وضعف تحركه وحصره في زاوية ضيقة . تنسيق المواقف بشأن العمل الموحد لمواجهة التطورات الجديدة تزامنا مع النوايا الأميركية التي اعلن عنها الرئيس الامريكي دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان و بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل اخيراً ضرورية وملحة حسب مقتضيات المرحلة ، اًو الاقتصادية حيث وضع مشروع الأنبوب النفطي المشترك موضع التنفيذ من حقل الرميلة العملاق في البصرة (545 كيلومترا جنوب بغداد إلى مرافئ التصدير في العقبة (325 كيلومترا جنوب عمان) وقع بين الأردن والعراق في أبريل/نيسان 2013 ويؤمن الأنبوب احتياجاتها من النفط الخام، التي تبلغ حاليا نحو 150 ألف برميل يوميا، والحصول على مئة مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا وتنشيط التجارة البينية برياً لتعزيز وتطوير المناطق الصناعية الحدودية والاسواق المشتركة ، والتعاون في قطاعات الطاقة النفطية والكهربائية والبنية التحتية وإعادة الإعمار وغيرها من قطاعات التعاون التنموية، بالإضافة لزيادة التبادل التجاري وتعزيز الاستثمارات المشتركة وتطوير علاقات التعاون الثقافي والاجتماعي فيما بينهم في ضوء الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعوب الثلاثة.

بلاشك ان مثل هذه اللقاءات تؤدي الى التقارب بين البلدان بشكل كبير ، وتعززاستعادة الاستقرارالامني والسياسي التي تحيط بدول المنطقة وخاصة الخليجية ومحاولة اعادة المياه الى مجاريها ، والعمل على إيجاد الحلول الممكنة للمشاكل وعلى رأسها القضية الفلسطينية ، كقضية مركزية ، في التعاون الامني والاستخباري والأزمات و في الوقوف مع مصر لمحاربة الحركات السلفية الارهابية وسوريا وليبيا واليمن وغيرها والتقليل من الوجود العسكري لبعض الدول الاجنبية ، وأهمية العمل المشترك المكثف والمنسق لتعزيز الضمانة الحقيقية ضد مخاطر التشرذم والإرهاب والنعرات الطائفية والمذهبية التي تتناقض مع روح المواطنة والمؤسسات الديمقراطية وحماية استقلالها .ولنقل تجاربهم للعراق بما يساهم في عملية إعادة إعمار المناطق التي تضررت بها، نتيجة الارهاب لاستكمال إعادة الإعمار وعودة النازحين وضمان حقوقه وحقوق مواطنيه التي انتهكتها هذه العصابات الارهابية، التي عدتها قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية ، فضلًا عن الاستعداد لعقد برامج ودورات تدريبية للكوادر العراقية في مختلف المجالات وفقًا لاحتياجاته بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، العراق لا يوجد لديه اليوم أعداء سوى الإرهاب والفقر والأمية والبطالة مما يطلب مساعدته في هذه الاطرمع توافر الخيرات المتنوعة مثل المياه والطاقة والزراعة والكوادر العلمية في مختلف الاختصاصات و الأمر الذي يجسد أواصر الصداقة الممتدة بين شعوب هذه البلدان عبر تاريخهم الطويل، لمواجهة التحديات الإقليمية والتهديدات المشتركة، والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات المختلفة التي تشهدها المنطقة، والحفاظ على المؤسسات الوطنية للدول التي تشهد هذه الأزمات، وصون سيادتها ووحدة أراضيها وكذلك الدفع بالتعاون في إطار الاتحاد من أجل منطقة الشرق الاوسط حتى تكون امنة والوقوف مع العراق بعيداً عن سياسة المحاور والداعم لوحدته واستقراره وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، بعد الانتصارات التي حققتها القيادة والجيش العراقي، لطرد التنظيمات الإرهابية من الأراضي العراقية، ونجاح العمليات العسكرية في استئصال تلك التنظيمات من مراكز نفوذها في المحافظات العراقية المختلفة ، بما يمهد الطريق لاستقرار العراق وعودته للقيام بدوره الفاعل في محيطه العربي الاقليمي والدولي ، ليكون أحد عوامل التأثير في الاستقرار والأمن والنمو الاقتصادي في المنطقة وحلقة تواصل لنزع فتيل الخلافات التي تشهدها ، وبما يساهم في تعزيز التكاتف والتضامن بين هذه الدول من أجل تحقيق مصالح شعوبهم في الاستقرار والازدهار الاقتصادي وتحقيق الأهداف المشتركة من خلال التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وبناء علاقات دولية متوازنة .

من هنا يجب على هذه الدول زيادة تعزيز التقارب وتكثيف التواصل والتنسيق طول الأوقات على وجه العموم كدول صاحبة حضارة ممتدة في عمق التاريخ ، وفي ظل الظروف الصعبة والدقيقة على وجه الخصوص، ونظرا لأن الكثير من الصعوبات أو المشاكل التي تقف في وجه التعاون المشترك ناجمة عن نقصان التفاهم وعدم اللين في المواقف بالاستنفاذ من جميع الوسائل الممكنة التي تضمن نجاح المباحثات لانها تقع تحت تأثيرات الضغوط الدولية التي يجب تجاوزها من اجل المصالح الوطنية لهذه الدول بالطرق المتاحة وأساليب التفكير لعبورالأمور الهامشية أوالخلافات الجانبية التي لا يتوقع منها الخير.