25 ديسمبر، 2024 11:18 م

العلاقات العامة والاعلام.. اندماج وتكامل

العلاقات العامة والاعلام.. اندماج وتكامل

• لعل ابرز مهنتين او وظيفتين اخذتا نصيبا من التجني عليهما بأسلوب “ركوب الموجة” هما العلاقات العامة “ع.ع” والاعلام.
إذ لا تعدو “ع.ع” في ذهن المواطن عن “استعلامات” لاغير، مهمتها توجيه المراجع للجهة التي يريد أنجاز معاملته فيها.
بينما المعنى الاصطلاحي يشير الى ان الاستعلامات تساعدك في البحث عن بياناتك واستخدامها.
ويُعرف الاستعلام بانه؛ شكل من أشكال الاستجواب في خط التحقيق. وهو الصيغة المشتركة بين المحامين؛ للإستعلام عن نقطة مجهولة في الدعوى.
ولم يعد غريبا ان تلاحظ ان الجلافة والفضاضة والوجوه العابسة وسوء التعامل اساليب يعتمدها اغلب العاملين في استعلامات دوائر الدولة، فترن بأذنيك شكوى من مراجع وهو يبوح بضجره من تعامل بعض موظفي استعلامات مؤسسة ما. الامر الذي يلح ويطالب بادخالهم دورات للتدرب على وظائف ومفاهيم ع.ع وانعكاس ذلك على ادائهم بما يتوافق واساليب التعامل الحضاري.
• الاعلام
اما عن الشق الثاني الرديف لل”ع.ع” أي الاعلام.. فحدث ولا حرج.. ولم يعد غريبا أن تجد من يدير او يعمل باقسام ع.ع والاعلام من تخصصات او حملة شهادات لا علاقة لها بهما من قريب او بعيد، ولايعرفون ماهية وظائفهما ولا يتوفرون على ابسط معايير الكتابة الصحفية،
والأدهى من ذلك ان تصنف ” إعلانية” مثل “الفاشينيستا، او الماكيرة، او المطربة، والممثلة، والراقصة،  والمروجة على وسائل التواصل الإجتماعي.. تصنف إعلامية.. ومنهن او منهم من مارس هذه الادوار مجتمعة او بعضا منها وصُنف ظلما وعدوانا على مهنة عنوانها المتاعب لا “المواهب” لتضيع المقاييس وتتشوه المعايير، لاختلاط المفهوم بين الإعلام المهني الرصين، والإشهار ” المنمط” القائم على الإثارة، او مخاطبة الغرائز، او استدرار العواطف، او لفت الإنتباه في نقل الوقائع والترفيه.
 وفي المنتهى يبدو جليا ان كل ذلك لم ولن ينسجم مع رسالة الاعلام السامية من نواح الوضوح، المُعاصَرَة، الملاءمة، الجاذبية، الاختصار، المرونة، الاتساع، القابلية على التطور.
ولا مع وظائفه في تكوين الراي العام، النقد، الرقابة، توظيف المعلومات، ولا مع تنسيقاته من مقالات إخبارية أو عروض أو خطابات محررين أو مقالات افتتاحية
كما انه بعيد تماما عن علم الموضوعات التي تتعلق بتأثير الإعلام  على الفكر والمواقف والسلوك.
• العلاقات العامة ع.ع
لن نجافي الحقيقة إذا قلنا ان “ع.ع ” باعتبارها “مقدمة وواجهة” للمنظمة او المؤسسة او الكيان الذي يتضمن
– ادارة
– جمهور داخلي وخارجي، نالت اهتمام الدول المتقدمة، وأصبحت من اهم الوظائف التي يجري اعتمادها لإندماجها وتكاملها مع الإعلام”.
بينما نجد العكس تماما في معظم البلدان النامية ومنها العراق
امام هذا النكوص.. ازداد الطلب في الآونة الأخيرة على تطوير أقسام “ع.ع”باعتماد دورها المحوري بنقل وجهة نظر الجمهور  (الموظفين – المنسوبين- العاملين- الجهات والجماعات والافراد الذين يتعاملون مع المنظمة) الى الإدارة العليا في المنظمة ”… وبالعكس من الإدارة الى الجمهور من قبل ذوي التخصص والعلاقات الصحفية الذين درسوا اكاديميا هذا العلم، والتزاموا بقواعد الأخلاق والمعايير المهنية، للتعريف بالمنظمة ونشاطها، بغية تحقيق اقوى الوشائج  بين المؤسسة وجمهورها المستهدف،
• الاتصال والتواصل
 ع.ع تمثل النصف الثاني المكمل لصورة الإعلام، إذ هما كلا واحدا في مناهج دراستهما اكاديميا، ما يعني ان رجل “ع.ع” هو مصدر اساس في الاتصال والتواصل بين المؤسسة والجمهور، ويعتمد قنوات اتصال مباشر وغير مباشر بين إدارة المؤسسة والعاملين فيها باعتماد تخطيط استراتيجي، ومرحلي يُستخلص من التعرف الى؛
. أراء واتجاهات فئات الجماهير داخل وخارج المنظمة، وبحث مشكلاتهم واحتياجاتهم المختلفة.
. انعكاسات القرارات التي تتمخض عن ذلك على ٣ مستويات
– المديين القريب والبعيد
– الجمهور الداخلي والخارجي
– المؤسسة والجماهير.
من ذلك كله يتضح ان “ع.ع” قاعدة اساسية في نجاح المنظمة، و تشكل نقطة الاتصال والتواصل مع عامة الناس، عبر المنافذ الاعلامية المختلفة وتتطلب قدرات مشفوعة بدراسة اكاديمية، لتشكيل الصورة الذهنية الإيجابية عن المنظمة التي تنشط فيها.. .

أحدث المقالات

أحدث المقالات