22 ديسمبر، 2024 7:19 م

كيف نحقق علاقات عامة نوعية ؟

كيف نحقق علاقات عامة نوعية ؟

بادئ ذي بدء لابد من الإشارة الى ان العلاقات العامة هي اتصال باتجاهين ( المنظمة – سواء كانت دولة، وزارة ، مؤسسة ، تجمع، اتحاد ..) و ( الجمهور – شعب، فئة مستهدفة، منتسبين مريدين، متعاملين). وبكلمة اخرى ان العلاقات العامة حلقة وصل وربط مفصلية ” بين الجمهور الداخلي والخارجي من جانب، والإدارة العليا من جانب ثان.
وهي فلسفة اجتماعية للإدارة يتم التعبير عنها او ترجمة افعالها بسياسات وممارسات يتم العمل بها من خلال التفسير الصحيح لهذه الفلسفة التي تستند الى التفاهم المتبادل بين الطرفين .
وعلى اساس ذلك تتركز الجهود التي تقوم بها المؤسسة أو الدولة من خلال العلاقات العامة لكسب ثقة الجمهور وتحقيق التفاهم المتبادل بينهما.
هذا الدور المحوري *ما زال في مراحله الأولى ( في الدول النامية ومنها العراق) وما زالت النظرة إليها كوظيفة وكعلم و فن يشوبها الكثير من سوء الفهم والالتباس وفي الكثير من الأحيان التبسيط والتهميش.
إن فن معاملة الناس والفوز بثقتهم ومحبتهم وتأييدهم، يوضح ان العلاقات العامة، ببساطة، هو كسب رضا الناس بحسن المعاملة الصادرة عن صدق وإيمان بقيمة الإنسان في المجتمع.
ولكن هل تمارس هذه المهنة بمهنية وحرفية وبجودة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة منها أم أن هناك نقائص وتجاوزات واختراقات لأسس ومبادئ هذه المهنة.*
ما الذي نستنتجه مما سلف؟
إن نجاح العلاقات العامة يتطلب مجموعة أساسية من الأساليب تكفل نجاح النشاط وتحقيق الغاية، طالما هو نشاط يهدف إلى خلق وإنشاء علاقات طيبة وتحسين صورة المنظمة عند الجمهور. في ظل توفر العناصر التالية:
1- ان العلاقات العامة فعل مستمر ودائم .
2- عملية منظمة .
3- فلسفة اجتماعية تأخذ بالحسبان البناء الاجتماعي الذي تعمل من خلاله.
4- الهدف النهائي للعلاقات العامة تحقيق توازن مستمر بين مصلحة المنظمة ومصلحة الجمهور.
من الطبيعي أن تكون وسائل الإعلام الجماهيري جزء مما تستعين به العلاقات العامة من وسائل الاتصال، كونها نشاطا مهما لوسائل الاعلام الجماهيري عند تعاملها مع الجماهير لكسب ثقتها.
أهداف العلاقات العامة على مستوى الدولة
في المجال السياسي تسعى باتجاهين، أولهما – الى تحسين موقف المجتمع الدولي تجاه الدولة. وثانيهما – توعية الجمهور داخل البلد وتعزيز الشعور بالانتماء إلى الوطن والولاء له.
في المجال الاجتماعي تسعى الى كسب تأييد الجمهور داخل البلد للتشريعات الجديدة وإعلامهم بالوظائف التي تؤديها الدولة للمجتمع ونقل وجهة نظر الجمهور الى الجهات المعنية وحث الجمهور على التعاون.
في المجال الاقتصادي تسعى الى توعية الجمهور بأهمية ترشيد الإنفاق الحكومي وترشيد الاستهلاك والتوجه نحو الادخار والاستثمار والإسهام في فعالية البناء والتنمية.
كل ذلك يستند الى وظائف العلاقات العامة في
1- تحقيق التوازن بين اهداف المنظمة واحتياجات الجماهير
2- تخطيط وتنفيذ وتقويم البرامج الرامية الى كسب رضا الجماهير
3- تقديم المشورة ونتنفيذ البرامج
4- تسهيل تدفق آراء الجماهير لتحقيق التوازن بين سياسات البرنامج واحتياجات الجماهير
5- قياس وتفسير اتجاهات الجماهير
6- مساعدة الادارة في تحديد الاهداف 7
7- اطلاع المسؤولين على الوسائل الأمثل للتنفيذ.
خصائص ممارس العلاقات العامة
لابد من مواصفات خاصة لممارس العلاقات العامة، يمكن حصرها بالآتي
1- الدراسة الأكاديمية التي تكفل أخلاقيات المهنة لتكفل بالتالي ممارسة العلاقات العامة على أسس سليمة .
2- توفر مهارات الكتابة والتحدث وقوة الإقناع
3- توفر معلومات عامة عن مختلف مجالات المنظمة
4- الموضوعية في الأقوال والأفعال والحكم على الأمور
5- المظهر الحسن وخفة الظل لكسب ثقة الجمهور
6- قوة وتكامل الشخصية
7- القدرة على الاتصال والإلمام بأساليب الإقناع.
ان غياب وجود مهنيين او متخصصين في العلاقات العامة في أي منظمة “مؤسسات الدولة خاصة” يعني:
1- انعدام التخطيط الاستراتيجي لعدم وجود كادر مؤهل وثقافة تقوم على الشفافية واحترام الفرد ورأيه وفكره وحريته.
2- انعدام البحوث والدراسات المعنية، يجعل العلاقات العامة لا معنى لها بلغة الاستراتيجية والتخطيط ودعم صناعة القرار. فالعلاقات العامة تبدأ بوظيفة البحث وتنتهي بالبحث.
3- انعدام التخطيط الاستراتيجي للتعامل مع الأزمات والطوارئ: التعامل مع الأزمات والطوارئ بحاج وإذا غابت هذه الأمور غابت استراتيجية التعامل مع الأزمات.
كل ذلك يقود الى نتيجة تقول ان القرن *الذي نعيش فيه يفرض عولمة العلاقات العامة التي تقوم أساسا على الاحترافية والقيادة والتميز والأخلاق.
…………..
*انظر محمد قيراط/ متاعب العلاقات العامة في الوطن العربي