18 ديسمبر، 2024 9:52 م

العلاقات السعودية الامريكية الاسرائيلية.. متى بدأت والي أين تتجه؟

العلاقات السعودية الامريكية الاسرائيلية.. متى بدأت والي أين تتجه؟

من الخطأ التصور او التأكيد ان العلاقات الامريكية السعودية الاسرائيلية، وبالذات العلاقات الخفية بين السعودية واسرائيل لم تبدأ ابدا حتى الآن وهي في انتظار التطبيع في المقبل من الزمن. ان العلاقة بين امريكا والسعودية قاعدتها الاساس هي العلاقة الخفية بين السعودية واسرائيل، ربما منذ النشأة الاولى للكيان الصهيوني على ارض فلسطين السليبة؛ كل الدلائل والمؤشرات التي بدأت في الآونة الاخيرة بالظهور الى العلن بلا ادنى تحفظ او تستتر مثلما كان الحال علي هذه العلاقة في الزمن او في العقود المنصرمة. من هذه الدلائل على صعيد الماضي والذي ربما لم ينتبه له كثيرا؛ فالملك السعودي قبل اكثر من عشرة عقود اكثر او اقل؛ كتب في تصريح معلن ومكتوب من ان الملك ينظر في عين العطف والانسانية الى المساكين اليهود ومن الضرورة ان يكون لهم دولة تمثلهم وان السعودية تدعم هذا التوجه. أما على صعيد الماضي القريب الى حدا ما والحاضر المعيش؛ فقد دعمت المملكة السعودية الكيان الصهيوني بطريقة مباشرة او بطريقة أخرى غير مباشرة، لكنها في الحالتين كانت قد دعمت هذا الكيان الصهيوني المجرم. فقد تصدت لثورة اليمن بقيادة عبد الله السلال مما دفع مصر عبد الناصر ان يدعم عسكريا اليمن الجمهوري الجديد؛ ان هذا التدخل والدعم والتآمر السعودي؛ كان من نتيجته هو استنزاف القدرات العسكرية للجيش المصري، بالإضافة الى التأثيرات الاقتصادية؛ مما ساهم جزئيا في نكبة الخامس من حزيران. كما انه من الجانب الثاني؛ وهو دعم لإسرائيل غير مباشر؛ لأن العلاقة بين اسرائيل وامريكا هي علاقة تخادميه تلعب فيها اسرائيل دورا مخابراتي، وادوار أخرى ذات صلة. عندما تقدم السعودية خداماتها لأمريكا فهي في هذا وكتحصيل حاصل تقدم بطريقة غير مباشرة خداماتها لإسرائيل؛ لأن انهيار الاقتصاد الامريكي يؤثر على اسرائيل تأثيرا جديا وفاعلا، لأن اغلب رؤوس الاموال والشركات يملكها يهود صهاينة؛ يدعمون بالمال والاعلام وماهو ذو صلة بهما؛ في دولة عظمى؛ هي عبارة عن شركة عظمى؛ تتحكم في البيت الابيض وفي الكابيتول. هناك كتابات داخل امريكا بدأت في الانتشار وبالذات في العقدين الأخيرين.. تؤكد أن الدولار تم تقويته، وحمايته من التدهور والانهيار؛ ودعم استمراره كعملة دولية بالقياس الى النفط، وليس الى الذهب كما كان معمول به، قبل لحظة الاقتراب من حافة الانهيار، وبالاتفاق بين السعودية وامريكا في عام 1970؛ حين تعرض الدولار او الاقتصاد الامريكي الى هزة عنيفة كادت تطيح به كعملة دولية. انقذ الدولار والاقتصاد الامريكي نفط السعودية.. صار الدولار هو عملة التسويات في بورصة النفط والغاز؛ بأموال العرب وبنفط العرب…مما قاد الى الآن ان تشتري الدول الدولار باي طريقة حتى تدفع مشترياتها من النفط العربي والغاز العربي او غير العربي.. في يومي 25، و26من حزيران يونيو المنصرم؛ عقد مؤتمر هرتسيليا الصهيوني في مدينة هرتسيليا السياحية الصهيونية، وقد حضر في هذا المؤتمر الصحفي السعودي، عبد العزيز الخنجر. ان حضوره لم يتم الا بموافقات رسمية سعودية اما من يقول بانه لا يمثل الا نفسه، فهذا غش وكذب مفضوح. ان من بين ما صرح به الخنجر؛ هو؛ اولا، ان امريكا تدعم الاسلام السياسي ولا تقدم الدعم للسعودية وبقية دول الخليج العربي وثانيا وهذا هو الاهم والاخطر؛ ان كلا من اسرائيل والسعودية لهما عدوا واحدا مشتركا. وثالثا، ان اسرائيل هي دولة وهي جزء من المنطقة، ولا يمكن لرؤية الامير ولي العهد، لعام2030 ان تتحقق الا بتعاون مع امريكا والكيان الصهيوني وبخلاف ذلك فأنها لسوف تفشل. ان هذه التصريحات للصحفي السعودية تكتسب اهمية خطيرة وذات ابعاد استراتيجية، وانها تكشف بالجلي الواضح الذي لا غبار عليه ولا لبس ولا انعدام الرؤية الواضحة لمن يريد او البحث عن الحقيقة، وليس التغطية والتعمية عليها؛ تكشف ما يخطط في الظلام في الذي يخص القضية الفلسطينية، لجهة التصفية والتمييع، من جانب اما من الجانب الثاني؛ هو ما يخطط لدول المنطقة العربية ولجوارها، ليس تركيا من بينها؛ من أعادة رسم صورتها وشكلها. ان ما يؤكد ما ذهبت إليه هو ان هذا المؤتمر كان قد دعا له في عام 2000 او  هو من ابتدعه، وبالاتفاق مع ارباب الشر في تل ابيب وواشنطن؛ عوزي آراد وهو ضابط سابق في الموساد مستشار سابق لرئيس الوزراء الصهيوني نتن ياهو. يعقد المؤتمر بشكل دوري وسنويا. يشارك فيه جميع التخصصات من امريكا واوروبا. اهدافه؛ البحث عن السبل والوسائل التي تخص الأمن القومي للكيان الصهيوني وحجم التهديدات لهذا الامن داخليا وخارجيا. انها ومهما قيل عنها بخلاف هذا، ما هو الا محض رياء وفرية. لكن وفي المقابل هناك تغييرات وتحولات سواء في المنطقة او في فلسطين ذاتها وما افرزتها بقوة العملية التاريخية لطوفان الاقصى؛ من دعم وعربي واقليمي قتالي واعلامي وسياسي، وما اقصده هو الشعوب العربية وليس النظام الرسمي العربي، المنخرط في المؤامرة هذه الكبرى ليس بحق فلسطين فقط بل بحق كل الشعوب العربية واوطانها. وايضا الدعم الدولي من دول كثيرة ومن الشعوب ومن مؤسسات الامم المتحدة، وابرزها الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية..