23 ديسمبر، 2024 1:49 م

العلاقات الدولية المتردية في ظل حكومة المالكي.

العلاقات الدولية المتردية في ظل حكومة المالكي.

سؤال يفرض نفسه، ما هو الثمن الذي يدفعه العراق، لإعادة العلاقات الخارجية المتردية مع دول الجوار.
زيارة المالكي الاخيرة الى واشنطن، كشفت الكثير من الخفايا للشعب العراقي، اغلبهم كان يتصورها متكافئة بين رئيسيين، وهذا ما حصل في الاعلام فقط! ولكن ما خفي كان أعظم، لاسيما بعد عودته، تبين ان هناك سيناريو مكتوب في امريكا، مراعياً مصلحتها أكثر من مصلحة بلدنا، وعلى حكومتنا ان تسير دون ملل او كلل، وبخطى سريعة، أو ان يترك واحدة من نقاط مبادرتهم، والتي يأمل فيه المالكي من دعمه للولاية الثالثة بعد تبين أن هناك من المؤشرات الكثير عليه.
فالعلاقات الخارجية للعراق، تخالف المصلحة الأمريكية في الشرق الاوسط، ولحماية مصالحها؛ بدأت واشنطن بكتابة النقاط والخطوات، التي تساهم في اعادة هذه العلاقات، ويتم تنفذها من قبل الحكومة العراقية، بدون مناقشتها او الاعتراض على بنودها، لكونها قد تم كتابتها بيد المستشارين الخاصين بالرئيس الأمريكي، وهم الأقرب والأدرى بوضع العراق ومصلحته، أكثر من سياسينا ومستشارينا!
اهتمام واشنطن في اعادة العراق لعلاقاته الخارجية واضحة جداً، وعلى حساب تنازلات من قبل حكومة بغداد؛ كل هذا من أجل مصالح المنطقة أو بالأحرى المصالح الامريكية!!، كما يقول (هنري باركي) الباحث في المعهد الاسلامي الأمريكي، حيث تعتبر امريكا “الاستقرار التركي طويل الامد مصلحة ثابته” وذلك لأسباب كثيرة؛ اولها واهمها القواعد الموجودة هناك.
تركيا من جانبها وعلى صعيد علاقاتها الخارجية، وتعاملها مع مفهوم الجيوسياسية، بعد تغيرات عام (2013)، أصبح شيئاً اساسياً، وسعيها بتطبيع العلاقات مع اكراد العراق؛ لأسباب كثيرة منها الحدود بين البلدين، والحدود الفاصلة من سلسلة جبال، وتأثيرها الواضح على الاستقرار الداخلي لها، ولفرض سيطرتهم على الهجمات التي يشنها اكراد تركيا، من عمق الجبال الكردستانية.
و لا ننسى السعودية لما تحمله من اهمية, وهي البنت الغنية والمدللة الى أمريكا, وايضاً المحتلة من قبلها بقواعدها العسكرية, التي تغزو المملكة, وموزعة على تسعة قواعد, بدأً من “مدينة الملك خالد العسكرية _ انتهاء في مركز القيادة المتقدم للقوات المحتلة في (ريش المنجور) وهو تحت الارض” بيد انها اكبر مصدر للنفط الى امريكا, وموقعها الاستراتيجي لكونها في قلب الشرق الاوسط, وتعتبر من الدول الداعمة بقوة للوجود العسكري الامريكي في المنطقة, ومن هنا نعلم ان مصلحة المحتل يجب ان تتقدم على مصلحة الجميع, ومن اجل هذا واشنطن تكتب السيناريو وبغداد تنفذ!
وأخيرا لا أخرا، أن من يتابع سياستنا الخارجية، وعمل الحكومة عن كثب، يجد ان هناك تفاوتاً كبيراً فيها، من كرٌ وفرٌ ومماطلة، مع الدول الجارة والصديقة، الداعمة للإرهاب والحاضنة له! مما سبب الكثير من المشاكل؛ دون ان نلمس شيء ينفعنا، او يدفع عنا المصائب الخارجية بتصرفات خارجة عن المألوف في معظم الأحيان الغرض منها كسب التأييد الأمريكي من أجل مصالحة شخصية ضيقة، وليس من اجل المصلحة العامة.