الصحفية الراحلة سميرة لاري زوجة السيد طالب الرفاعي كانت تعمل في صحيفة عكاظ قابلت الملك فهد وتحدثت معه عن دار التقريب في مصر فابدى استعداده لان يكون مقر المركز في الرياض ، تحدثت الى زوجها السيد عن ذلك وطلبت منه ان يكتب رسالة الى الملك يشكره على هذه المبادرة وبالفعل كتب الرسالة ، وذهبت الى شيخ الازهر ليكتب كذلك رسالة مثل التي كتبها السيد الرفاعي ، فقال لها الشيخ جاد الحق علي جاد الحق ان الشيخ طالب نعرفه جيدا ونحن مترصدون لنشاطاته المذهبية ، فقالت له لا علم لي بذلك ولكن تسمح لي بسؤال : قال : تفضلي يا بنيتي، قالت لماذا تسمحون للشيوعية والبهائية بممارسة نشاطهم ومن غير مراقبة ؟ قال لها : هنالك سر في الموضوع ، قالت ماهو ؟ قال : ان فسحنا المجال للدعاية الشيعية في مصر فلا تمر سنين قليلة حتى ينقلب الشعب المصري باجمعه للمذهب الشيعي لان شعب مصر في ظاهره يدين بالمذاهب الاربعة ولكن في رواسبه الباطنية يعتنق معتقدات الشيعة في فضل اهل البيت عليهم السلام الشعب المصري له مناعة ذاتية في قبالة الكثير من المذاهب الهدامة ولكنه يتصف بضعف المناعة امام المذهب الشيعي( عالم شيعي في مصر ص 145ـ146)
هذا الراي الذي ذكره الشيخ جاد الحق رحمه الله رايه الشخصي وعلى ارض الواقع لا يمكن ان يتحقق بالعموم فالشعب المصري شعب مثقف بعمومه وهذا لا يعني انه لا يوجد متطرفين على شكل الذين قتلوا الشهيد حسن شحاته وليس في مصر فقط بل في العراق وايران والسعودية وغيرها ، لكن عندما يكون هكذا تفكير شيخ الازهر فكيف للمسلمين ان يحققوا الوحدة ؟
من المستفيد من الخلافات الاسلامية سواء كانت المصرية الايرانية او السعودية الايرانية او اي دولتين اسلاميتين ؟ مما لاشك فيه يصب في مصلحة امريكا والكيان الصهيوني وكل اعداء الاسلام ، مصر السعودية ايران الاردن الجزائر المغرب العراق تونس وبقية الدول الاسلامية لها ثقلها الاسلامي في العالم .
نعم هنالك بعض السياسيين يستخدمون العلاقات من حيث قطعها او انعاشها لغايات اخرى كان يكون الرد على طرف ثالث وهذا امر مؤسف ، فالدين الاسلامي هو الغاية والوسيلة ، الامام علي عليه السلام كان خير سند ومستشار للخلفاء الراشدين الثلاثة ، لم تكون هنالك ثقافة السنة والشيعة بل الاسلام فوق كل اعتبار مع احتفاظ كل مسلم بمعتقده المذهبي.
من حق السعودية ان تحافظ على معتقداتها المذهبية ومثلها مصر وكذلك ايران ، وان يسخّرْ هذا الاحتفاظ لخدمة الانسان واحترام معتقداته الاسلامية خصوصا وبقية الاديان عموما .
لماذا نتطرق لما يثير الخلاف ؟ لماذا نقطع العلاقة اذا ما اختلفنا حول نقطة معينة ، فلتبقى العلاقات مستمرة مع الاحتفاظ كل طرف بنقطته الخلافية .
العالم الاسلامي يعلم ثقل السعودية وايران ومصر في المنطقة فاذا ما اتحدوا سيكون هنالك كلام ثان للموقف الاسلامي حول كل مشاكل المنطقة .
هنا ياتي دور الاعلام لكل الدول ان يكون عنصر بناء لا ان يبحث او يكذب لاختلاق مشاكل يثير الراي العام بسببها وهذا امر لابد للعقلاء سواء من مسؤولين او مواطنين ان يلتفتوا له ولا يسمحوا او يسنحوا الفرصة لهذه الزمر الارهابية الاعلامية الكلام للكل وكل الدول وحتى خبثاء اعداء الاسلام فالمواقع الالكترونية لا يمكن حجبها لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي فعليها تقع المسؤولية في تاييد مثلا زيارة وزير خارجية ايران لمصر العرب والعروبة ، نحن بامس الحاجة لهكذا لقاءات وعلاقات .
نعم وحتى على من يؤيد ايران مذهبيا ان يكف عن اثارة المواضيع الخلافية ويحترم رموز الاخرين كفى تشتت كفى تشرذم كفى تفرقة