اتسمت العلاقة الأميركية السعودية بحالة من التشنج خلال فترة الحملة الانتخابية للرئيس ” دونالد ترامب” والتي بدا فيها واضحاً ان السعودية البلد الام لدعم الاٍرهاب في العالم ، وتناقلت وكالات الأنباء العالمية تصريحات الرئيس الامريكي المنتخب والتي تناول فيها السعودية كدولة داعمة وراعية للارهاب ، ومشجعة للتطرف في العالم ، وبعد توليه زمام إدارة البيت الأبيض اتخذ أجراءات حازمة ي الهجرة من والى الولايات المتحدة الأميركية ، ووضع السعودية في مقدمة الدول الخطيرة على مصالح الشعب الأميركي ، الامر الذي أحرج الموقف السعودي عربياً ودولياً وحتى إسلامياً ، الامر الذي جعل الاخيرة تسعى مسرعة الى استجداء عطف ورضا الادارة الأميركية عبر عقد مجموعة من الاتفاقات الاقتصادية المهمة والتي في مقدمتها استثمار ٢٥٠ مليار دولار في البنى التحتية للولايات المتحدة الأميركية ، عبر بناء مجسرات ، ومشاريع استمثارية الى جانب الصفقات التجارية وفِي مقدمتها شراء السلاح ، والتي تعد في مقدمة الدول المستوردة للسلاح من أميركا .
الاتفاق يقضي كذلك الى ضرورة تحييد ايران عن المشهد السياسي والامني في المنطقة ، عبر ابعادها عن اي دور سواء في اجتماعات القمم التي تكون برعاية سعودية ، كالقمة الاسلامية ، والقمة الخليجية ، وعزلها بما يحقق تضعيفها عن اي دور او تأثير على الوضع في منطقة الشرق الأوسط .
صفقات الأسلحة والضمانات الأمنية هي جزء من المعادلة بين الولايات المتحدة والسعودية ولكنها ليست كافية. والطريقة الوحيدة لوقف الطموحات الإيرانية في المنطقة هي تبني مدخل شامل لمواجهة التأثير الإيراني في المنطقة، لان دول الخليج خائفة من صفقة أمريكية – إيرانية تقسم المنطقة وتؤشر لتخلي واشنطن عن شركائها الدول العربية. كما إن السعودية هي الأكثر من بين الدول العربية التي عبرت عن موقفها بوضوح وقالت إن الولايات المتحدة ليست مهتمة إلا بتوقيع اتفاقية مع إيران، وهو ما يجعلها تتسامح مع التأثير الإيراني غير المحدود في المنطقة وما يقوم به الحرس الثوري الإيراني من دعم في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين ، لهذا تسعى السعودية الى شراء ذمة أميركا عبر صفقات السلاح والتي باتت غير مجدية امام تمدد نفوذ ايران في المنطقة ، او ريما هي حسابات انتخابية، وسعي وراء مصالح الحزب الجمهوري، وبحث عن أصوات الناخبين الأمريكيين، ولكن الحقيقة المؤكدة أنه كلما تقدمت الانتخابات الرئاسية الأمريكية واحتدمت قوة معاركها، واقترب موعد ذهاب الناخبين إلى صناديق الاقتراع، كلما زاد الضغط الأمريكي على السعودية، في محاولة لزيادة الدعم منها للولايات المتحدة ، وجعل أمنها مقابل نفطها .
اي علاقة بين الدول الكبرى ورعايها اذا بنيت على المصالح فان مصيرها مقوضة بهذه المصالح ، لهذا فان اي هدف ستراتيجي ستسعى لله السعودية في المنطقة لا يكتب له النجاح ، وان السعودية بنفطها واموالها لم تتغلب على جماعة الحوثي في اليمن ، فيكف ستكون في ملفات اخرى حساسة تؤثر على خارطة المنطقة عموماً. لهذا كله تلجأ السعودية الى حليفتها الاستراتيجية ” أميركا ” لتحمي بها ، وتقدم فروض الطاعة لها ، في محاولة لتقويض الوجود الإيراني في المنطقة، والسعودية لو كانت تمتلك الحس الدبلوماسي والسياسي ، لاصبحت قوة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط بتحالفها مع ايران ، وإجراء تفاهمات مهمة من شانها تغيير واقع المنطقة بما يحقق الأمن والاستقرار .