لم تشهد المنطقة منذ إبتلائها بنفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية فترة زمنية تشهد فيها تراجعا ملفتا للنظر لهذا النفوذ کما تشهد ذلك في الفترة الحالية، وخصوصا بعد عملية عاصفة الحزم و التحالف الاسلامي لمواجهة الارهاب و الاتجاه السلمي للأحداث و التطورات في اليمن و سوريا.
منذ أن شرع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالعمل من أجل بسط نفوذه على دول المنطقة، إستفاد دائما من عامل صمت و تجاهل تلك الدول له و إستغله أيما إستغلال وبعد أن کان نفوذه في البداية مقتصرا على لبنان فقط فقد توسع هذا النفوذ ليشمل العراق و سوريا و اليمن الى جانب تطلعات محمومة بإتجاه البحرين و السعودية و الکويت، وهذا ماأثار خوف و توجس دول المنطقة و دعاها للتحرك ضد هذا النفوذ و مواجهته، وقد کانت عملية عاصفة الحزم الخطوة العملية الاولى بهذا الاتجاه.
النفوذ الايراني في المنطقة و الذي تداعى عنه العبث بأمن و إستقرار المنطقة و التلاعب بالامن الاجتماعي لها و بث و نشر الافکار الطائفية التي تبعث على الحقد و الکراهية و الاختلاف الانقسام بين مکونات شعوب المنطقة، وإن مايجري في العراق و سوريا و اليمن و لبنان ماهو إلا من ثمار و نتائج هذا النفوذ الذي صار يشکل وباءا تعاني منه شعوب المنطقة وقد آن الاوان للتخلص من هذا الوباء و القضاء عليه قضاءا مبرما.
قبل أن يستشري النفوذ المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة بهذه الصورة الملفتة للنظر، حذرت المقاومة الايرانية على الدوام من هذا النفوذ و ضرورة التصدي له و عدم التغاضي عنه و إهماله، بل وإن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية عندما حذرت عام 2003 من نفوذ هذا النظام في العراق قد أعطت وصفا دقيقا لخطورة هذا النفوذ عندما قالت:( إن نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر من القنبلة الذرية مائة مرة)، وقطعا من يلاحظ ماقد نجم عن النفوذ الايراني في العراق من آثار و نتائج بالغة السلبية على دول المنطقة، يدرك و يستوعب عندئذ تحذير السيدة رجوي هذا.
طوال الاعوام الماضية، ثبت بأن طهران قد إستغلت عامل الصمت و التجاهل من قبل دول المنطقة لتتمادى في غيها، وإن عملية عاصفة الحزم و قطع العلاقات الدبلوماسية معها قد أثبت بأنه العلاج الوحيد المفيد للتصدي لهذا النفوذ مضافا إليه تعزيز و تقوية العلاقات مع المقاومة الايرانية من خلال الاعتراف بها کممثل شرعي للشعب الايراني