23 ديسمبر، 2024 2:04 ص

العلاج الأخلاقي لمعضلة الكهرباء في عراق اليوم !

العلاج الأخلاقي لمعضلة الكهرباء في عراق اليوم !

يبدو لي أن الحلول الفنية والعلمية باتت لا تنفع مع كهربائنا الوطنية جداً في عراق ما بعد التحرير،عراق ما بعد العراق،عراق اللا كهرباء،إذ وجدت أفضل سبيل لعلاج الكهرباء في العراق هو العلاج الأخلاقي،وأقصد إظهار القليل من الوطنية من قبل كادر الوزارة بكل موظفيها ” كباراً صغاراً نساءاً رجالاً ” ، ويكون هذا القليل منقسم ما بين جلوس النساء في البيت مع نصف راتب،أما الرجال فكلهم إلى جبهات القتال لمن يريد الراتب كاملاً، ومن لا يريد القتال عليه أن يقدم ورقة استقالة إلى السيد الوزير يكتب فيها السبب،فلا يوجد رجل عراقي(شريف وقادر على القتال) يقبل ببقاء داعش وهي قد احتلت أكثر من ثلث الوطن دون أن يبادر ولو بالحد الأدنى من المشاركة .
لي صديق وهو ضابط قديم محترف في القتالات الخاصة وصاحب أربعة شهادات واحدة دكتوراه في علم نفس الجريمة وأخرى ماجستير في العلوم العسكرية وأثنان بغير تخصص ويعمل مستشار في البرلمان العراقي وصاحب باع طويل في قراءة الوجوه وفحص اللصوص وكأنه سونار رباني،إذ زار قبل أيام ديوان وزارة الكهرباء(لقاء مع الوزير)وشاهد الجموع الغفيرة من الشباب متواجدين في استعلامات الوزارة وفي اروقتها وفي المصاعد. يقول هذا الصديق الصدوق لو سمح لي بأن أقود هؤلاء الشباب لتحرير الفلوجة لوصلت بهم إلى الجسر القديم بيوم واحد، إذ إنهم بوجوه نورانية وعطور وهواتف من الطراز الراقي وطقوم ملابس شبه موحدة وبصحة ولياقة عالية رغم ظهور الكروش البسيطة بسبب(المواجيل الدسمة) وبأعداد هائلة وكلهم استهلاكيون لا إنتاجيون وهؤلاء ضروري وجودهم في الجبهة ليتعلموا المراجل وتخف الكروش ويعرفوا طعم الماء الحار صيفاً والأستحمام بالماء البارد شتاءاً والجوع والعطش، ويشاهدوا الموت حين تسقط قنابر الهاونات ،حينها يحق لهم أن يقولوا نحن(رجال).
نعود للعلاج الأخلاقي أعلاه والذي يجب أن يطبق على هذه الوزارة بعدها نفكر بوزارت أخرى،فالرجال كما أسلفت للقتال والنساء للبيوت بنصف راتب وإلغاء وزارة الكهرباء(رسمياً) والأستفادة من العجلات والعفش والبنايات،ثم الأعتماد على المولدات ولا داعٍ لوجود (وزير) قد ترك ساحات الوغى بسبب الوزارة وجلس لإدارة وزارة متهالكة لا نفعية مطلقاً وتعد(ضررية )، ولا يمكن أن تكون وزارة ولو بعد حين،ولأن هناك جملة صعوبات كبيرة وكثيرة منها أن الوحدات السكنية قد زادت بطريقة مهولة،والطلب على الكهرباء ازداد معها ناهيك عن التجاوز على الشكبة،والخطوط قديمة والتجهيز قليل والنظام متخلف يعتمد على الكاز في المحطات ناهيك عن التلوث البيئي الذي تسببه لنا هذه المولدات العملاقة بالأضافة إلى الخسائر الكبيرة في الصفقات والتخصيصات المالية التي لا داع لها مطلقاً ناهيك عن المشاكل ما بين الكتل على هذه الوزارة  لما لها من منافع دولارية يسيل لها لعاب من لا لعاب له .
إذن الحل الأخلاقي يتمثل في مشاركة الشباب مع الحشد الشعبي وأغلبهم من أهل الأنبار لأن السيد الوزير أنبارياً فهداوياً والشباب كلهم تقريبا من ( الغربية ) فالقتال أولى لهم من التبختر في ممرات الوزارة مع العطور الهابة منهم وهواتفهم تعمل وكأنهم مديرية استخبارية مسؤولة عن حلف الناتو، كما علينا أن نبيع أعمدة الكهرباء ولا داع للأعمدة وبعد تحرير البلد من الدواعش نستعين بالشركات الأجنية التي ستكون مخلصة تماماً في العمل ولا صفقات ولا ومناقصات ولا رئيس الكتلة الفلانية يقول تلفازياً مشاكلي مع السياسي فلان لأن الفلان يريد وزارة الكهرباء وهي(وزارة أم الخبزة)فالكل يطمح للخبزة وهناك عشرات العرابين ينتظرون الصفقات واللهدات ( اللهدة تعني فلوس بلا حساب ).
في الختام نقول لا فائدة من وزارة الكهرباء في وطن لا يتمتع المواطن بالكهرباء طوال الصيف إلا لساعتين أو أكثر بقليل مع تذبذب ورجفة في الضوء وكأنه مصاب برعاش ناهيك عن القوائم التي لو نفذت لأنكسر ظهر الفقير إلى نصفين .
ـــــــــــــــــــــ
خارج النص: يقولون أن رئيس خبراء الوزارة قد هرب بسبب مشاكل لا نعلم سببها،ونحن بانتظار تنسيب رئيس خبراء جديد وحبذا يكون من أرباب السوابق(نقصد من مهندسي التصنيع الميامين أصحاب الرايات البيضاء والعقول الراجحة ).