23 ديسمبر، 2024 5:19 ص

العقيدة و الدين لا حدود لهما

العقيدة و الدين لا حدود لهما

جاء في زيارة عاشوراء، الواردة عن الامام الصادق عليه السلام (إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَوَلِيُّ لِمَنْ وَالاكُمْ وَعَدُوٌ لِمَنْ عاداكُمْ) من هذا المنطلق نعلم ان التشيع لا يرتبط بالوطن.
أهم المبادئ المهمة التي ورد التأكيد عليها، في زيارة الامام الحسين (عليه السلام)  ومنها زيارة عاشوراء هو مبدأ الموالاة والمعاداة اي التولي لله تعالى ولرسوله والائمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم، وايضاً نصرة ومحبة من أحبهم، وكذلك التبري من أعدائهم، فعلينا ان كنا من شيعتهم ان نقف مع كل شخص، او شعب او دولة، توالي اهل البيت عليهم السلام.
تكرر ذكر مبدأ الموالاة، في الزيارات ومن جملتها (اتقرب الى الله، ثم اليكم بموالاتكم وموالاة وليكم، وبالبراءة من اعدائكم والناصبين لكم الحرب، وبالبراءة من أشياعهم وأتباعهم، اني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، وولي لمن والاكم وعدو لمن عاداكم) رغم هذا كله ونجد بعض من يدعون انهم موالون، وشيعة لأهل البيت عليهم السلام، يعادون الشيعي والموالي فقط لأنه من دولة أخرى، ولا يعلمون ان النبي الاكرم واهل بيته الاطهار عليهم افضل الصلاة والسلام، نهوا عن تلك الاعمال المحرمة، التي تسبب التفرقة بين ابناء المذهب الواحد.
المؤمنون إخوة كما جاء في سورة الحجرات – الآية 10(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ  وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) هذه الآية واضحة المعنى، ولكي لا يبغض المؤمن أخاه المؤمن، في اي بلد كان ومهما كان عرقه، مادام يؤمن بالله والنبي الاكرم وأهل البيت الاطهار عليهم السلام، فتوحد الاخوة المؤمنين ومناصرة بعضهم لبعض، كافٍ لبغض الاعداء والانتصار عليهم، فكيف اذا كان عملهم موحد؟! اما التفرقة فقد صنعها وعمل بها، الكافرون منذ زمن نبينا محمد عليه افضل والسلام، والان تعمل بها قوى الاستكبار العالمي، حيث انتجت كثير من الاعلام المعادي، من خلال عملائهم و كثيرة هي المسميات التي يطلقونها للتفرقة، فمثلا حب الاخوة في الدين والعقيدة من الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن الاخوة والمحبة بين الشهيدين الحاج  قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس رحمهم الله، يثير حفيظتهم حيث اصبح المحب لأخيه المؤمن ومن نفس العقيدة، يطلقون عليه اسم الذيل فقط لكي يفرقوا ابناء المذهب الواحد.
مساعدة ومعاونة الاخوة في الدين والعقيدة، في كل شيء وبالخصوص توحدهم ضد أعدائهم، من الامور الطبيعية والمذكورة في كتاب الله، كما جاء في الآية ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ  وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة 2] فلماذا ينكرون ما جاء في كتاب الله عز وجل، ويتهاونون عما قالوه لنا اهل البيت عليهم السلام، ويفرقون بين ابناء المذهب بحجة انتمائهم للوطن، ولا يعلمون ان الدين نهانا عن ذلك، كما ان النبي الاكرم عليه السلام لم يفرق حيث قال، (سلمان منا اهل البيت) بالرغم ان وطن سلمان من بلاد فارس.
الرسول الاكرم لم يتوقف على منطق الاوطان، فكيف بنا وببعض الناس ممن يفرقون، ويكرهون اخوتهم في العقيدة، بسبب انهم من غير وطن، فكيف إذن سيكونون من انصار إمامنا المهدي المنتظر عجل الله فرجة، الذي سيحكم العالم كله، ولا يفرق بين أحد أبدا اللهم احسن خاتمتنا واجعلنا من أنصاره.