الغريب أن السياسي العراقي عندما يطل على أية فضائية تراه شخصا اسقاطيا بكل معنى الكلمة ، فهو مدرب تدريبا حزبيا او ربما تدريبا خاصا لأن يسقط ما يؤمن به او يفعله على الآخرين ، فيبدع بالتهم بدلا من الابداع بخطط التنمية ، ويبدع بالكلام بدلا من العمل ، وهكذا تراه يستنفذ الزمن دون تقدم ملموس لهذا الوطن ، والاكثر غرابة انهم جميعا بلا استقناء يشتركون بذات الصفات المشتركة الامر الذي يبقيهم في اماكنهم دون مغادرة نحو الاحسن ، الكل يتهم الكل ببيع المناصب ، الكتل يتهم الكل دون حياء بشراء المناصب، وهكذا تراهم لا يستحي احدهم من الاخر ، ولكن بات الشعب يستحي منهم ويأنف ان يكونوا قادة له او ممثليه ،وهكذا صار التظاهر من مظاهر حياته اليومية ، وان جميع السياسيين قد ركنوا الى فاعلية التهم التي نسبت للمتظاهرين على انهم مخربين واخدوا من هذا المدخل بوابة تحميهم من الشعب وغضبه الخفي الساكن وراء عملية انتظارر صعبة ، اذا استمروا عليها او استمراوها فانها ستدخلهم مدخلا عدئيا مستديما مع هذا الشعب، وحينها لا ينفع اي منهم حزب او تكتل ، المطلوب ايقاف مهزلة الاختلاف على الوزارات ، والتوجه فورا للعمل المفيد المنتج للخيرات ،
ان خلافاتهم سادتي لم تكن يوما على خطة إقتصادية او برنامج عمل للتنمية ، بل خلافاتكم نقابية عشائرية مصلحية او أهداف شخصية، ، لم تكن لتخلف سوى الفقر والجهل والأمية ، الا تتعقلون وترحموا الرعية…