9 أبريل، 2024 3:19 ص
Search
Close this search box.

العقوبات على قطر .. المضاعفات والتفاعلات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان ينبغي ويتوجّب إبلاغ أمير قطر ” سرّاً ” بهذه العقوبات الخليجية – العربية قبلَ  قبلَ 24 ساعة من الإعلان عنها رسمياً وفي وسائل الإعلام , وذلك بغية إقامة الحجّة عليها , ثمّ فسح مجالٍ مفترض لخطّ الرجعة لها في التراجع عن سياساتها المرفوضة , وايضا لترك فرصةٍ للأمير القطري في حفظ ماء الوجه أمام شعبه , فليس من المنطق الموضوعي أن ترفع قطر راية الأستسلام فور اعلان العقوبات وتغيّر مواقفها بِ 180 درجة .! , أمّا تحديد 24 ساعة فقط فهي لغرض إحداث إرباكٍ نفسيّ لحكومة قطر .

ومن الطبيعي اننا لا نتخذ موقفاً دفاعياً او مؤيداً لقطر , وهذا مُحال , لكننا نتحدث هنا عن مستلزمات الدبلوماسية في العلاقات الدولية.

لا شكَّ أنّ الرأي العام العربي يعبّر عن سروره للعقوبات الخليجية – العربية ضدّ إمارة قطر , وهو مصيبٌ في ذلك جرّاء التدخّل القطري في الشؤون الداخلية لدولٍ عربية وزعزعة أمنها واستقرارها فضلاً عن دعم قطر لمجاميعٍ ارهابية متباينة ومتناقضة ايديولوجياً , رغم افتقاد تلكم الجماعات لإية ايديولوجيا اصلاً .

وفي النظرة الإستقرائية والإعلامية لهذه العقوبات التي جاءت دفعةً واحدة يوم امس < وقد كتبنا قبل ستة أيام ” في 30 أيار ” الماضي مقالةً تفصيلية عن هذه العقوبات في موقع ” كتابات ” بعنوان : قطر .. سيناريو السيناريوهات , الرابط في اسفل المقال > , لكنه ينبغي التأنّي في قراءة هذا الحدث , وبتجرّدٍ عن العواطف .

نلاحظ ” اولاً ” أنّ سلطنة عُمان وهي العضو في مجلس التعاون الخليجي , لم تشترك في هذه العقوبات مع شقيقاتها الخليجيات .! حيث معروفٌ أنّ عمان طالما تصطاد في المياه العكرة , وهي مسيّرة بريطانياً بالكامل والمطلق , ثمّ نلحظ أنّ الكويت لم تشارك بهذه العقوبات ايضاً , وربما مؤدّى ذلك لترك فرصة محتملة لتكون حلقة وصلٍ مع حكومة قطر في وقتٍ لاحق . وكذلك فأنّ كلتا المملكتين الأردنية والمغربية التزمتا الصمت تجاه هذه العقوبات .! رغم علاقاتهما الوثيقة بالسعودية والأمارات , وقد يكون موقفهما جرّاء اعتباراتٍ امريكية .! ولا نتطرّق هنا الى دولٍ عربيةٍ اخريات كتونس وموريتانيا وجيبوتي من ذوي التأثيرٌ الضعيف على الساحة العربية , كما من الصعب التصوّر أنّ السودان سيبقي موقفه معلّقاً في هذا الموقف العربي ,  كما أنّ الجزائر تثير الأستغراب في عدم انضمامها للموقف العربي  , لكنه من غير المستبعد أن تحذو بعض الدول غير العربية حذو موقف دولة جزر المالديف بقطع علاقاتها مع قطر .

نشير ايضاً أنّ الموقف العربي تجاه هذه الإمارة غير متكامل ويفتقد الوسطيّة الى حدٍّ ما , ويجب التحسّب للموقف الأمريكي المقبل والذي قد يضحى متّسماً بالأزدواجية < وسبق لهنري كيسنجر – وزير الخارجية الامريكي لغاية منتصف سبعينيات القرن الماضي , أن ذكر قبل نصف قرنٍ بأنّ على الولايات المتحدة ان تمسك العصا من الوسط في تعاملها مع الأزمات الدولية > . وفي ذاته الوقت فأنّ الأمير الشاب القطري الذي يفتقد للتجربة والحنكة السياسية , ليس بوسعه أن يتحدّى هذه العقوبات الأقتصادية اولاً والسياسية ثانياً , فالشعب القطري سيتأثّر برمّته بهذه العقوبات وبمختلف الميادين , وقد تمسى هذه العقوبات بمثابة البذرة الأولى ” السريعة النموّ ” لتذمّرٍ واسع النطاق ومعارضة جماهيرية للشعب القطري , قبل أن تبرز المعارضة السياسية القطرية التي بدأت وسائل الأعلام العربية بأظهارها بوضوح .

التقديرات في ” الإعلام ” وفي الدبلوماسية توحي وتومئ بتغييرٍ قطريٍ نسبيّ ومتدرج في سياساتها بعد مضيّ فترةٍ من الوقت , وبوساطاتٍ من هنا وهناك ,  ومن الصعب الجزم أنّ الرئيس ترامب سوف يعزل الأمير القطري ” بسيناريو ما ! ” كما عزل اوباما والد الأمير السابق او الأمير السابق .!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب