الامريكيون اعلنوا او ان الادارة الامريكية اعلنت مؤخرا، وعلى لسان ترامب من ان الاعفاءات الامريكية على ثماني دول، تنتهي في الثاني من الشهر القادم، والتى بموجبها وفي حينها، تم اعفاءها من العقوبات الامريكية والتى تم اصدارها بعد ان خرجت امريكا من التفاهم النووي، المؤيد من مجلس الامن الدولي. بومبيو وزير خارجية امريكا هدد تلك الدول بالعقوبات الامريكية ان هي لم تلتزم بالعقوبات سالفة الذكر، واضاف من ان امريكا سوف ترد بشكل صارم ان تعرضت ايران للوجود الامريكي في المنطقة. الايرانيون من جهتهم هددوا باغلاق مضيق هرمز ان وصل تصدير النفط الايراني الى الصفر. الامريكيون يدركون جيدا وقبل الايرانيين؛ من المحال ان يتمكنوا من ايصال تصدير النفط الايراني الى الصفر؛ لسببين اساسيين، وفي اول هذاين السببين، ان الامريكيين هم ذاتهم وقبل غيرهم لايرغبون او لايخططون بالاساس في الوصول الى هذه النتيجة التى وما تنطوي عليها من مغامرة غير محمودة العواقب وليس للامريكيين قدرة او امكانية على احتواء هذه النتائج على الاقل في الوقت الحاضر، والذي فيه، تمتلك ايران عناصر ضغط وعوامل تاثير وتاجيج النيران الملتهبة على مصالح امريكا في المنطقة وعلى جيشها المتواجد في المنطقة وعلى البر تحديدا وليس في البحر..وفي ذات السبب وهذا الشق من هذا السبب هو الاكثر وجودا لجهة التفكير الاستراتيجي الامريكي في ايران كدولة وليس كنظام وضرورة بقاءها موحدة وقوية من الناحية العسكرية..وهنا نكتفي بهذه الاشارة فقط فلا مجال وفي هذه السطور المتواضعة، الخوض فيه.. ونترك البقية لفهم من يقرأ هذه السطور..اما السبب الثاني فهو؛ قدرة ايران على التغلب على هذه العقوبات وببساطة والتى سوف ناتي عليها تاليا، على الرغم من تاثير هذه العقوبات على الاقتصاد الايراني وعلى الواقع السياسي للنظام الايراني، وعلى جسور تواصله مع شعوب ايران، سواء في الوقت الحاضر وفي المقبلات من الايام، وهذا هو ماتخطط له امريكا، لأجبار النظام الايراني على الدخول معها في مفاوضات مفتوحة على جميع بنود الطاولة بلاشرط مسبق. مير حسين موسوي في مقابلة له وعلى قناة العهد، كشف من ان امريكا وعبر دولة عربية لم يسمها بالاسم (وهي بالتاكيد سلطنة عمان)، نقلت رسالة من الامريكيين الى ايران، مفادها؛ ان جميع الشروط الامريكية ال 12تعتبر لاغية ان وافق الايرانيون على الجلوس مع الامريكيين، حول منضدة البحث والتشاور في الذي يخص ملفات المنطقة..نعود الى الكيفية التى بموجبها او بها؛ تتغلب ايران على العقوبات الامريكية، اولا، ان ايران تصدر فقط مليون ومائتين برميل من النفط من اجمالي انتاجها البالغ 3،7مليون برميل من النفط الخام، وهذه الكمية، ايران، قادرة على تصديرها بمختلف الطرق، بالتهريب او بالالتفاف او بايجاد بدائل عن طرق التصدير المعتادة.. الصين رفضت هذه العقوبات وكذلك تركيا وحتى روسيا، لكن هذا الرفض وفي حقيقته لايعني شيئا، اذا ما تعرضت مصالح تلك الدول، مع الشركات الامريكية، للتاثير سلبا، فانها اي تلك الدول ان لم تتوقف فانها سوف تقلل الى حد كبير من استيرادها للنفط الايراني. ترامب اوضح من ان السعودية والامارات كانتا قد ابلغتاه من انهما سوف يعوضان النقص في اسواق النفط العالمية. لكن وفي الجانب الثاني بين مسؤول سعودي؛ ان السعودية لن تزيد انتاجها في الشهر القادم، وانها اي السعودية سوف تدرس الوضع وعلى ضوء هذه الدراسة تقرر ما سوف تقدم عليه.. وهذا الايضاح ضبابي ولايحمل اي موقف واضح بل على العكس يشير على ان السعودية سوف تلتزم بما وعدت به، روسيا حتى كتابة هذه السطور المتواضعة، لم توضح موقفها بصورة جلية، لكنها وفي عام 2018كانت قد اوضحت وفي حينها اي في وقت اصدار العقوبات الامريكية ضد ايران، انها سوف تقوم بتعويض النقص الذي سوف يحصل في الاسواق النفطية. ايران وعلى لسان مسؤوليها، هددت باغلاق مضيق هرمز، هذا التهديد بحد ذاته، هو وفي الاول والاخير للاستهلاك المحلي، لأن ايران تفهم وتعرف قبل امريكا من ان ليس في مقدورها بالمطلق اغلاق هذا المضيق وإلا فانها كما الذي يعد ميدان الحرب، لقتله. فالايرانيون وعلى وجه التحديد، الفرس والاذريين من الذكاء بحيث انهم ومهما كان ظروف المواجهة، لن يقدموا على هذا الاجراء..لسبب يعرفه الايرانيون تماما من ان هذا المضيق، ممر ملاحي دولي، فاذا قاموا باغلاقه فانهم وبهذا، يعطون للامريكيين الحجة الشرعية والقانونية وتمكين الامريكيون من ان يحشدوا دول العالم ضد ايران، مما يسمح للامريكيين القيام بتدمير كامل الاسطول الايراني. اذا، ان العقوبات الامريكية على ايران الهدف منها وحصريا ولانعتقد ان هناك هدف اخر غيره ألا وهو وكما اسلفنا في الذي سبق من هذه السطور المتواضعة، اجبار ايران على تغيير سياستها في المنطقة لجهة الامتناع عن دعم محور المقاومة اي مقاومة المشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة وملفات اخرى غير هذه. وهذا لايعني ان ليس لايران مصالح في المنطقة، وهذا هو الامر الطبيعي وبالذات حين تكون مصالحها متوافقة او متلاقية مع مصالح شعوب العرب في الاوطان العربية، في مجابهة التغول الامريكي والاسرائيلي،على اقل تقدير في الوقت الحاضر، فلكل ظرف شرطه ومتبنياته، وهنا نعني الشعوب وليس الحكام. اما الاصطفاف مع اغوال المال الامريكي والاسرائيلي، ضد ايران فهو وفي جميع الاحوال، هو الاصطفاف بالضد من مصالح دول المنطقة العربية وشعوبها، للناحية الاستراتيجية، لأن هذا بحد ذاته يشكل او يتشكل منه اول درجة من سلم الصعود الى سطح مشاريع حيتان المال الامريكية والاسرائيلية. ان الامريكيين والاسرائيليين وحتى الروس ولو بدرجة اقل واقل كثيرا لايعرفون إلا مصالحهم الاقتصادية والتجارية والمالية والسياسية والسيطرة على ثروات الشعوب وهنا نقصد ثروات شعوب العرب..ان العرب ان لم ينتبهوا الى ذلك، فان المشروع الامريكي والاسرائيلي سوف لامحال يذهب بهم وبدولهم وبشعوبهم الى التفكك والتشرثم وبالنتيجة، ان استمروا بالمشي على دروب ما هم حتى الان، ماشون عليه، الى بلقنة دولهم..وبالذات العراق وسوريا، اللتان هما، الان، على مضدة مشرط الجراح الامريكي والاسرائيلي، ودول عربية اخرى، لاحقا..