لا يمكن لإبداعٍ أن يتوقف, في ضل عقلٍ مُطلق القيود, ولا تقف عجلةِ التقدم أمامِ إنجازٍ معينٍ, ما لم يتوقف الوجود؛ كما قال سيد البلغاء علي (عليه السلام) ” أطلب العلم من المهد إلى اللحد”.
كل الأمم المتطورة, تتسابق من أجل الرقي بشعوبها, لتصنع لنفسها تأريخاً, يضعها في قمة التقدم, إلا الأمة العربية, الغارقة في إرث الحضارات القديمة, التي تكاد أن تكون عقيمةٌ في نتاجاتٍ عديدةٍ؛ فلم يأتي العرب بشئٍ جديدٍ, إلا بشق الأنفس .
عندما يحتفل العالم بعيد الأم من كل عام, لم يهد العرب لأمهم هدية, سوى (ست الحبايب), فتوقفوا عن إبداعها, وعند إقبال ليلة العيد يوقضوا أم كلثوم من قبرها, لتعلن عن عيدهم بأغنيتها المعروفة (الليلة عيد) .
أما في مجال الدراما؛ فباب الحارة أصبحت أبواب لستة أجزاء, لم يعلن عن إغلاقها, كأن أقلامهم لم تتجرا بعبور شهرة الحارة, فأنتجوا للمشاهد العربي حارات أخرى على غرارها, كما إنهم أبدعوا في دبلجة الدراما المستوردة, لترويج واقع جديد, وبأسعار الثقافات التنافسية الرخيصة, إلى الآن تضحكنا (مدرسة المشاغبين), وطالما أبكتنا تلك الكوميديا في المسرحية العراقية (المحطة), في حين نرى اليوم تقطع لأوصال الخشبة, من جراء القفز على مسرح الإبداع, بالرقص التجاري.
حتى على المستوى الرياضي, لم تحقق الفرق العربية, حلم شعوبها في المحافل العالمية, للوصول إلى نصف نهائي كأس العالم, أو حتى ربعها, الأمر الذي دفعهم للوقوف خلف فريقٍ قويٍ, يحقق لهم البطولات, ولا يخذلهم أبدآ, فشجعوا فريق (الكابتن ماجد),نعم في بطولاتهم يرتقون في المنافسة, ويجتهدون ويعدون العدة والعدد, كعدائهم فيما بينهم, تجدهم يتفننون في قتل بعضهم البعض, ويبدعون أيما إبداع, ويحصدون بذلك الجوائز والألقاب العالمية.
لم تفهم الشعوب العربية, اللعبة التي قتلوا بأدواتها, وفرقتهم وجعلتهم (طرائق عددا) تحت شعار (أمة عربية واحدة ), بئس الوحدة التي رسمت الحدود وعقدتها, ولم تشترك بسكة قطار, أو عملة موحدة, أو حتى إلغاء تأشيرة! لم تشترك العروبة إلا باللغة, التي ذهبت معالمها, وأصبحت مبهمة عند بعضهم! لا أعرف بماذا تفتخر هذه الأمة!؟ بتصدير الإرهاب للعالم, بدهاليز المؤامرات الخبيثة, بدهاءِ خيانة الجار وإباحة دمه.
أسفي على عراقيتي, التي نزفت قرناً من الدم, في روايةِ العرب السخيفة, ليرسمَ لنا اليوم ببغاء العروبةِ, بريشةِ سكين القومية, بأصباغ الدم العراقي, لوحةَ كركوك, ليتباكى عليها.
إنهم حقاً فنانون في إستغفال الشعوب العربية, التي أصبحت عقيمةً, في إنتاج قادةٍ أصلاء, يصنعون المجد والتأريخ لهم, من أمثال عمر المختار وأحمد عرابي وغيرهم.
ختاماً, بعض من سيصله صوتي, سيدافعون عن عروبتهم, ويتهمونني بالصفوية !حينها سأسكتهم متحايلاً, بإدعائي العثمانية.