ما أجمل النظافة … ولكن ما أعظمها عندما تكون في عقولن
جورج برنارد شو (بالإنجليزية: George Bernard Shaw) (ولد 26 يوليو 1856 – توفي 2 نوفمبر 1950)، مؤلف أيرلندي شهير
قد لايختلف اثنان عن ذلك الجمال الذي يتشكل من خيوط النظافة فالمكان النظيف يبعث السرور عندما تقع عليه العين ويدعوا الى التأمل بخيالات واسعه تتشكل اطرافها في الأفق لترسم تلك الصوره التي توازي في معناها مفردات الطبيعه قبل ان تعبث بها الايادي وتلوثها المتغيرات ، ولايختلف العقل او الفكر الانساني كونه احد اهم تلك الخيوط التي تسهم وبشكل مباشر لإنتاج المشاريع الابداعيه وعلى كافة المستويات مقدمةً بذلك خدمةً ترتقي بها المجتمعات، وإذا ما أخذنا على سبيل المثال عصرنا هذا الذي نحن نداول أيامه متنقلين مابين كل هذه الدمارات والترسبات الفكرية وبإتجاهاتها المختلفة والتي أوغلت في تعريتها للأفكار النقية لتضع البديل السيء لتحقق اهدافها لنصرت مشروعاتها وطرحها على واقعنا الذي بات يتقيء تلك السبل التي تكاد تتلف كل الأشياء الجميلة.
فلابد من الوقوف هنا والتأمل قليلاً لإيجاد الكيفيه لطرح اليات لتنظيف العقل والفكر من كل تلك الترسبات والمخلفات التي ألقت بها الاحداث في عصرنا هذا والعمل على السعي لإيجاد الحلول للتخلص من تلك الترسبات الدخيلة مِنْهَا والأصيلة، فالدخيلة مثلاً قد تزول بزوال المؤثر كما تقول القاعدة ولكن يجب على المجتمع العمل على تهيئة الظروف والمناخ الملائم للحد منها وإقصاءها وهذا يتوقف على عامل الإرادة والوعي فاذا ماتوفرت هذه العوامل فإنه يستطيع اكتساح تلك الرواسب والمخلفات للإستعداد الى مرحلة جديدة تطرح فيها تلك النتاجات الفكرية المعاصرة والمنطقيه والتي بالتأكيد انها ستلاقي ذلك الرواج والقبول الحسن والتفاعل من قبل خلايا المجتمع. اما الأصيلة منها فعند تسليط الضوء عليها والتعرف على حقبتها التاريخية والتطرق لأسباب ولادتها في ذلك الزمن تجعلنا أن نأخذ بها لتكون بمثابة المصدر الملهم للفكرة مع العمل على توظيفها وبشكلٍ معاصر لزمن اليوم الذي نعيشه اي بمعنى اخر تحديثها لتتلائم مع تأريخ اليوم والذي اصبح لامجال لإخفاء او حجب تلك الاستحداثات التي شملت لتعم وتخترق مختلف زوايا المجتمع وخصوصاً تلك التي تخص طريقة العَيْش ومعاملة الاخر والمعرفه والتعليم والتكنلوجيا وغيرها من الأمور التي يشهدها واقعنا المعاصر، لنخلص بالقول ان العقل والفكر هو عَصّب الحياة فانه يحتاج كغيره الى الادامه الدورية لتنظيفه من الشوائب عن طريق مسح بعض الملفات التي اصبحت كالاسطوانات المشروخه والتي انتفت الحاجه اليها، فهي الان اما ان تكون مخزونه وتملاء حيزاً بالإمكان الاستفاده منه بما هو أفضل وإيجابي او أصبحت تتزاحم وتعارض مع كل ماهو معاصر ومنطقي ويقبله العقل وتعرقل عملية النمو، وبهذا فإننا سوف نخرج بنتيجة ايجابيه يكون فيها الفكر متناسق مع المناخ المعاصر لنشهد بذلك ولادة طبيعية لاقيصريه تتفاعل مع ولادات الحياة الاخرى تفاعلاً إيجابياً وتشرق بها صورة لمجتمع متحضر لايعاني من أزمات يخلقها بنفسه…