23 ديسمبر، 2024 12:25 ص

العقل بمعنييه والنسبية والمعقولات الثلاث

العقل بمعنييه والنسبية والمعقولات الثلاث

لا بد للإنسان من أن يكتشف عقله، ويتعرف على سبل تحريكه في السير في طريق معرفة كل ذلك، ولا بد له من معرفة العقل، ثم من العقل نفسه معرفة حدود العقل التي هي من ناحية واسعة سعة هائلة، إلا إنها من ناحية لا تبلغ في سعتها أمد اللامحدود، مما يعني أن العقل الإنساني قد لا يبلغ كامل الحقيقة، وبالتالي تكون الحقائق في عالم الإنسان غالبا نسبية، ومتغيرة، أو مطردة التكامل، أو هي ناقضةٌ أو نافيةٌ، أو ناسخةٌ بعضها للآخر، لاسيما فيما هو غير خاضع للتجربة من العلوم، وبشكل خاص عندما نعني بالعقل معنى الذهن وقابليته على الفهم والإدراك والتحليل، وهو بهذا المعنى نسبي بكل تأكيد. أما العقل بمعنى العقليات، وهو قواعد صحيحة في ذاتها، ولكن ملكة استخدامها الاستخدام الصحيح وبدون ثغرة ما، يبقى هو نفسه قابلا للوقوع في الخطأ، لذا تكون حتى ما نعتبره حقائق عقلية نسبية.

المعقولات، أو أحكام العقل الثلاثة تجاه المقولات، هي أن أي مقولة أو أي مدعى ميتافيزيائي:

إما واجب (واجب الوجود أي ممتنع العدم، وواجب الصدق أي ممتنع الكذب).
أو ممكن (ممكن الوجود والعدم، وممكن الصدق والكذب).
أو ممتنع (ممتنع الوجود أي واجب العدم، وممتنع الصدق أي واجب الكذب).

الموجود (الكائن):

إما واجب كله.
أو ممكن كله.
أو هو بين واجب وممكن.

أما الممتنع فيقع بالضرورة خارج حيز الوجود، أي في حيز العدم.

المعدوم (اللاكائن):

إما ممتنع كله.
أو ممكن كله.
أو هو بين ممتنع وممكن.

وكوسيلة إيضاح للمعقولات أو أحكام العقل الثلاثة، كنت قد وضعت في كتابي رسما إيضاحيا بثلاث دوائر، يرجع تصميمه إلى التسعينات، لكن للأسف يصعب عرضها على المواقع، مع هذا سأحاول شرحها في مقالة قادمة.