البنك المركزي العراقي يُهزم المضاربين في خطوات محسوبة وإجراءات مدروسة ، وفق رؤية اقتصادية ومالية ونقدية نابعة من فهم واع لظروف العراق ، وبذلك يستحق الثناء ، بعد اليأس الذي انتاب السوق و مناداة بعض الاصوات التي كانت تعلن ان الامر خرج عن نطاق المعالجة ، لكن ها هو الدولار الامريكي ، يترنح امام الدينار العراقي .. والقادم سيكون اكثر فرحا ، والسوق ستشهد اطمئنانا بإذنه تعالى .
ان البنك المركزي العراقي ، بخطواته المتأنية ، والحُزم التي اتخذها بعقلانية واقتدار وحنكة ، ما كانت ان تحصل ، لولا عودة العقل الاداري والمالي ، الى ماكنة قيادته ، فالقيادة الفعالة هي القادرة على التأثير الفعال في الآخرين ليؤدوا الأعمال المراد إنجازها بصورة سليمة ، وتحقيق أهداف محددة بحماس، وفق اتجاه محدد ومخطط ، ففي رأيي ان القيادة الناجحة هي منهج هادئ ومهارة متزنة ، وعمل وطني يهدف إلى تأثير مجتمعي ، بأسلوب إبداعي متميز.
وانا اتلمس ، خطوات السيد علي العلاق ، محافظ البنك المركزي العراقي ، الذي عاد الى قيادة دفة البنك ، في ظرف صعب ، كاد ينذر بخطر كبير، فوجدتُ ان من الانصاف الاشارة الى دوره الواضح في عودة الاستقرار المالي والنقدي ، وقد تبين لي ان القيادة الناجحة تكمن بالأهداف والتركيز على وضوحها ، وقد حقق الرجل ذلك بوقت قصير جدا ، ما كان أملا ، حيث تركزت الشائعات على انهيار الدينار ، امام الدولار ..
ومعروف ، ان الشائعة .هي طائرة أسرع من الصوت ، في صوتها وجبروتها وخطورتها ، وهي تروج في أول الأمر، بخبث ثم تغوص تحت السطح لتظهر مرة أخرى عندما تتهيأ لها الظروف بالظهور، وفعلا لمسنا ذلك حين اتخذت الحكومة قرارا بتخفيض سعر السعر ، قبل عودة السيد العلاق ، حيث كنا نسمع في كل لحظة شائعة جديدة ، ووصل الامر حد تدخل القوات الامنية اسواق المضاربين ، لكن انتصار العقل القيادي ، المتمثل بالبنك المركزي العراقي ومحافظه ، اوقف انحدارا كاد ينحر الدينار العراقي .. فتحية للتخطيط والتأمل والتنظيم والقدرة على التحسين والتطوير والتوجيه والتحليل واتخاذ القرارات ..