8 مارس، 2024 9:24 ص
Search
Close this search box.

العقل السليم والكرسي القويم!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

القول المأثور ” العقل السليم في الجسم السليم” , يمكن ترتيبه بالقول ” العقل السليم في الكرسي القويم” بمعنى , إذا كان العقل سليما فأن الكرسي سيكون قويما , والكرسي يرمز للسلطة ومركز الحكم في المجتمع.
ويبقى الجسم السليم من مرتكزات العقل السليم , وتجدنا في ثلاثية فاعلة في حياتنا لا يجوز إسقاط أحد أركانها , لأنها متداخلة ومعتمدة على بعضها , فلا يصح أن يوضع في الكرسي شخص عليل البدن , أو يعاني من أمراض لأن عقله لن يكون سليما مهما توهمنا وتصورنا , وعندها سيكون الكرسي في مضطرب وتفاعلات ضارة بالمجتمع.
وقد فطن العرب لهذا الموضوع منذ قرون , وإنطلق الفارابي بتوصيف مميزات الذي يجلس على الكرسي لكي تستقيم أمور الدولة والمواطنين.
لكن الواقع العربي وخصوصا المعاصر قد أهمل هذه الجوانب المهمة , مما تسبب بجلوس المرضى والمصابين بعاهات نفسية وإضطرابات عقلية في الكراسي , ولهذا تمحنت الأمة وتراكمت ويلاتها وتداعياتها.
ويمكن القول أن أشهر قادة العرب في النصف الثاني من القرن العشرين كانوا مرضى , ويمكن التعرف عليهم من البحث عن تأريخهم الشخصي.
والمريض الجالس في كرسي السلطة لا يمكنه أن يكون سليم العقل , وسينجم عن ذلك إتخاذ قرارات غير صائبة مما يترتب عليها تفاعلات سلبية مضاعفة.
ولا يخفى أن عددا من قادة الدول العربية كانوا مرضى , وربما بسبب ما كانوا يعانونه من أمراض مزمنة ومتفاقمة تأثرت قرارتهم , وأسهموا في صناعة التداعيات المريرة التي عانت منها دولهم.
وبعضهم بقي في الحكم مدى الحياة , حتى داهمته الشيخوخة وأكلته أمراضها , وحف به الخرف وإضمحل دماغه لكنه متشبث بالكرسي العتيد.
ولا يمكن نسيان ما أحاق بالإتحاد السوفياتي بعد وفاة برجينيف , حيث تعاقب عليه قادة مرضى , حتى إنتهى الأمر بإختيار كورباتشوف , الذي ما وجد بدا من تفكيكه.
إن الأمم الحية تنتبه إلى الصحة البدنية لقادتها , ولسلامتهم العقلية اللازمة لتأمين أدوات القيادة وإتخاذ القرارات.
فهل لنا أن ندرك أن قادتنا بشر وعليهم أن يخضعوا لمراقية بدنية وعقلية للبقاء في السلطة؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب