19 ديسمبر، 2024 3:10 ص

العقل الذرائعي المثبوروالمتبور من تفجيرات ديالى الى مخطوفي عرسال

العقل الذرائعي المثبوروالمتبور من تفجيرات ديالى الى مخطوفي عرسال

بل ألآنسان على نفسه بصيرة – ولو ألقى معاذيرة – 14-15- القيامة-

يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول ألآ كانوا به يستهزئون ” – 30- يس-

ذرائعية المثبور والمتبور هي المشاكسة للحق , وهي أصطلاحات قرأنية سبقت التحليل النفسي الوضعي الذي جعل لهيب العمل مبررا للكأبة وبذلك فتحت عيادات الطب النفسي لتصبح دكا كينا لجمع المال والتطاول بعلم ينقصه الفهم والحلم فتحول الى معلومات للضلالة التي تنسى خالق ألآشياء , وتنسى حتمية  العلاقة بين ألآرض والسماء , والمشاكسة تقطع طريق التواصل بين التعلم والتعليم , وبين الثقافة والمعرفة , وبين العلم والفهم والحكمة , فتترك المعلومات كحصاد القمح دون جمعه وكقطف الثمر قبل ينعه ونضوجه , وتترك المياه دون خزنها وتنظيمها كما فعلت حكومات العراق مع مياه دجلة والفرات حتى أصبحنا ملامين من قبل الدول المتشاطئة مما أصبحت شكوانا من العطش تقابل بأزد راء ؟

والمشاكسة نجدها حاضرة عند من يكتبون لابشروط الكتابة , ويعلقون ولا يدرون أن السؤال أنثى والجواب ذكر , فالذي يحلو له الحديث عن الجواري قمش جهلا وضيع علما مما جعله خصما لمن لايقوى على خصومته يوم تبلى السرائر , فالجهل هو ماكتبه صاحب كتاب ألآغاني المعروف بألآصفهاني ومن كتب عن جواري وغانيات العصر العباسي الذي توالى عليه سبع وثلاثون خليفة حكم بعضهم سنوات وحكم بعضهم أياما وبعضهم ساعات وقتل بعضهم أخاه وبعضهم قتلته أمه , حتى سقطت دولتهم بيد حفاة جفاة المغول , بينما كان للعلم معنى أخر في من تسمى جارية وهي ليست من الغانيات ولا من الراقصات ولا من بائعات الهوى , ولكنها ألآعراف والتسميات التي تولد ضمن ظروف حركة المفهوم والمعرفة , ولم يلتفت المشاكس لقولنا أن السيدة هاجر زوج النبي أبراهيم كانت جارية عند فرعون مصر ولكنها كانت طاهرة وعفيفة وأصبحت قدوة لحجيج الرحمن يطوفون بطوافها ويسعون بسعيها الى يوم القيامة وزوجات ألآئمة من أهل البيت عليهم السلام وهم عقول هذه ألآئمة ومنارات الهدى كان لبعضهن أسم الجارية نتيجة ظروف ألتباس لامجال لشرحها بهذه العجالة , وكن من أسر كريمة وشريفة لم يدنسن بما يقول به المشاكس الذي تبنى قولا مضحكا لايقره أحد من العقلاء .

ثم أن المشاكسة دفعت صاحبها الى أن يتذاكا بدون ذكاء فيقول هل كان مع هارون الرشيد أقمارا صناعية ؟ وألآمر ببساطة لايحتاج كل هذا التسرع : فهارون كان في رحلة صيد مابين النجف والكوفة وكان كلما يرسل كلاب صيده تجفل من مكان ما فضل يراقب ذلك المكان فرأى من بعيد أن بعض ألآسود عندما تقترب من ذلك المكان هي ألآخرى تتحاشى ألآقتراب منه فسأل أعرابي في المنطقة عن ذلك المكان فقال له هنا قبر علي بن أبي طالب , أما سؤال المشاكس الذرائعي المثبور عن مصير قبر هارون معتبرا ما قام به من بناء قبة لقبر ألآمام علي يدفع عنه مسؤوليته في أخذ الحق من أهله وما جر ذلك من جرائم ومذابح لآهل البيت ولآتباعهم أسست هي وجرائم ألآمويين لما تقوم به عصابات داعش اليوم , ثم نسى هذا المشاكس أن قبر معاوية في منطقة معروف سكانها ولكنه كذلك ظل مهملا في مزبلة بالقرب من المسجد ألآموي , وهذه هي عاقبة من يشاكس الحق .

وتفجيرات ديالى التي بلغت ثلاثة أطنان في سوق شعبي للمسلمين  وفي أيام العيد هي تعبير واضح عن سلوك المثبورين والمتبورين وأصحاب الذرائع التي فارقت العقل بدرجاته ألآربع : الهيولي والعقل بالقوة والعقل بالفعل والعقل الفعال , مثلما فارقت جنود العقل التي بلغت عند أهل العلم والفهم والحكمة والتي حفظها هشام بن الحكم عن مؤسس علم البيئة ذلك هو موسى بن جعفر الذي يتهمه المشاكس الذرائعي الموهوم بأن زوجته وأمه  كانتا من غواني وبائعات الهوى وهو يجل عن ذلك كما يجل النبي عن أتهامه بالجنون ,  وبعدا لقائل هذا القول المثبور  كما بعدت  ثمود وعادوقوم لوط .

وهناك ذرائعي صغير ضائع يتهمنا بالنفاق في قضية لم يعمل هو فيها عقله وأطلق لعواطفه التشظي على مداخل الولوج لحقائق التفكير , ولهذا وغيره من الذين لايقرأون نقول لهم : أن البعث أنتشر نتيجة جهل أبناء ألآمة الذي نتحمل نحن وزره وهو أفكار باطلة عبر عنها عفلق عندما قال عام 1948 من على مدرج جامعة دمشق : أذا كان محمد كل العرب , فليكن العرب كل محمد ” وهو خطأ فكري شنيع في تشخيص القيادة التي حرصت السماء على تشخيصها ولكن عقل ألآكثرية ظل في شراك الدنيا وأهوائها ولذلك قالت ألآية الكريمة ” أن ألآنسان لفي خسر ” وأستثنت أصحاب ألآعمال الصالحة , وبأختصار نقول للموهومين : أن بشار ألآسد وقف مع محور المقاومة وتنازل عن كل ألآغراءات التي قدمها له أمير قطر المخلوع أمريكيا  , ثم قدمها  له الرئيس الفرنسي عام 2010 وهو تقديم ” 50 ” مليارا لسوريا عبر خمس سنوات بشرط أبتعادها عن حزب الله وأيران , ولم يقبل وواجه ما واجهه عام 2011 من غدر , وقام فورا بأصلاحات منها تغيير المادة 8 التي تنص على قيادة حزب البعث , ومنها كتابة دستور جديد ومنها أطلاق التعددية الحزبية وزيادة الرواتب والعفو العام , وصدام حسين لم يقم بذلك ورفض ألآعتراف بالمعارضة ولو فعل ما فعله بشار لظل في الحكم حتى يخرجه صندوق ألآقتراع , وعليه فالموقف من بشار ليس أعترافا بالبعث وأنما هو موقف أخلاقي لآنصاف الناس , ومن لايعرف ذلك لايعرف شيئا في السياسة وألآخلاق  وعليه أن يتعلم قبل أطلاق التهم على ألآخرين .

وأمتدت لائحة الذرائع المهزومة من تفجيرات ديالى لتصل الى حالة مخطوفي عرسال وهم من الحنود اللبنانيين المخطوفين غدرا عند ما يسمى بجبهة النصرة ووسيطها المدعو مصطفى الحجيري ” أبو طاقية ” مع المثبور المدعو ” أبو مالك التلي ” الذي أصبح هو وجبهته نزلاء مستشفيات أسرائيل و الذي تلقى ضربات شجاعة ماحقة من فرسان حزب الله اللبناني فراح يستعطف أهالي المخطوفين لاسيما من النساء المخنوقات بعبرة الفراق لآحبائهن المخطوفين ليوهم تلك النسوة بأنهم جعلوا المخطوفين في رعاية وأحترام وأنهم لايريدون سوى أطلاق أتباعهم من ألآرهابيين في سجون الحكومة اللبنانية, والذين أستمعوا لتصريحات بعض النساء العائدات من مقابلة ذويهم المخطوفين لم يسألوا أنفسهم لماذا خطف العسكريون اللبنانيون ؟ ولماذا قتل وذبح بعضهم ؟ وهل الذي توسط لمثل هذا العمل يعد نفسه صائبا ؟ أم هو من أصحاب الذرائعية الفاشلة ؟ ومن أمثلتهم أخوان ألآردن والجماعة ألآسلامية في لبنان الذين مافتئوا يصرحون بأن ماتقوم به داعش في العراق هو بسبب الحكم في العراق والذين يسمونه صفويا ومجوسيا وفارسيا لآن المصطلحات لم تعد تحترم عند أصحاب الذرائعية التي ولجت في الخيانة عندما أعتبرت العدو الصهيوني جارا يجب أن يحترم وأعتبرت أيران ألآسلام عدوا يجب أن يحارب , وسعت الذرائعية الخائنة لآشاعة مفهوم التمدد ألآيراني ونسيت التمدد ألآمريكي والفرنسي والبريطاني والصهيوني الذي يمتلك ثلاث مدمرات هجومية في البحر ألآحمر وهو من تسبب في قطع المياه وشحتها عن مصر والسودان لآن الصهاينة هم من قاموا بتنفيذ مشروع سد النهضة في أثيوبيا , وهم من أغتالوا العلماء الذريين العراقيين في الثمانينات والتسعينات وهم من قتلوا علماء الذرة ألآيرانيين  , وهذا التلاعب بمشاعر الناس لم يكن جديدا , فله في التاريخ سوابق من أصحاب الذرائعية المثبورة , فنمرود كان يتصور أنه يحي ويميت حتى أفحمه النبي أبراهيم عليه السلام عندما قال له أن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب فبهت الذي كفر , وفرعون الذي طلب من هامان أن يبني له صرحا ليطلع الى أله موسى ؟ ولكن هؤلاء لم يكونوا بذرائعية ومثبورية أبي جهل الذي ركب عناد المشاكسة الخائبة فكان يقول عن كل دلائل الحق بأنها أوهام حتى لقي حتفه في قليب بدر .

ويبقى تفجير ديالى الذي جمعت له ثلاثة أطنان من المتفجرات لقتل ألآبرياء يسجل أدانة لكل الذين سكتوا وبلعوا ألسنتهم , وكل الذين سخروا فضا ئياتهم  التحريضية بعنوان ذرائعي باطل مثبور ومتبور أسمه ” الثورة السورية ” التي تكشفت عن لقطاء وشذاذ أفاق من الشيشان وألآفغان والسعوديين ولليبيين والتونسيين الذين رجعت منهم ستة ألآف فتاة حامل من مجهول نتيجة دعوى ماسمي بنكاح الجهاد وهو عنوان ذرائعي مشحون بالوهم والشبق الجنسي من  الذين تربوا في حجر الوهابية المسكون بالبدعة والتحريف حتى سقطوا في حضن الصهيونية والمحور التوراتي كما سقطت دولة بني العباس في يد المغول فراحت الذرائعية المثبورة تقدم أبن العلقمي عنوانا للتبرير مثلما قدمت سامري ألآمة عنوانا تبريريا للآنقلاب على العقب الذي أخبر عنه القرأن الكريم وظلت حقائق ما حدث وما جرى سرا مطويا وأن تحدثت به ركبان المتكلمين والفقهاء والرواة والمفسرين الذين عرفوا معنى ” أهل البيت هم عيش العلم وموت الجهل ” ولكن جنود الجهل أستفحلت حتى لم يعد للعقل من حضور في مرابع السلطة الزمنية وأعلامها المستقوي بالصورة وثقافتها والمبهور بألآنترنيت وما درى أصحاب السلطة الزمنية ومالكو الفضائيات والمشتغلين بعلوم الفضاء : أنهم محكومون بقانون : يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب , ومحكومون بحقيقة : الصيحة التي يفزع منها سكان السماوات وألآرض ألآ من رحم الله , وهذه الصيحة تجري وتتحرك في فيزياء الكون عندما يحين موعد : يوم تبدل ألآرض غير ألآرض والسماوات , وعنت الوجوه للواحد القهار , حينئذ تتبخر ذرائع المثبورين والمتبورين , ويومها لاينفع الندم.

أحدث المقالات

أحدث المقالات