23 ديسمبر، 2024 12:05 ص

العقلانية والتضحية ..حل الازمة

العقلانية والتضحية ..حل الازمة

ليس دائما الحل العقلي هو ان ينتهي الى سلامة او ينتهي الى برود الاطراف المتخالفة والمبتعدة عن العقل فأحيانا يكون العقل والحكمة لا يكفي لوحده بل يحتاج ان يكون متحداً مع القوة تارة ومع التضحية تارة اخرى وكلاهما في الميزان قوة، فالنبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه عاش سنواته الاولى بين قبائل متحاربة ومتصارعة ولأسباب مختلفة، فحينما أراد الله تعالى ان يهديهم كانت تلك الدعوة سببا لان تذيب تلك الصراعات والخلافات، فجمعهم تحت راية التوحيد لله تعالى وكان التوحيد من خلال العقل هو الحل الجذري لكل مشاكلهم المستعصية فاعتمد على الطرح العقلي المبسط لكن هل كان العقل كافيا في فلسفة الحل ..؟

بالتاكيد، لم يكن العقل وحده كافيا في نزع روح التقاتل التي كان يعتاش عليها العربي وكانت هي وسيلة بقائه كما يراها هو،  في حله وترحاله فقد كان الحياة إما قاتلا او مقتولاً، ولما وصل الامر بان يصدح النبي الكريم بما عنده من حل شامل لتلك الازمة الاخلاقية والفكرية كان عليه مع ما عليه من منهج عقلي سليم وطرح يتناسب مع كل الذهنيات ان يتحمل نتيجة المنهج العقلاني والدعوة اليه ، فكان الرفض وكان الاتهام وكان الحصار وكان الضيق من كل الاطراف سواء كانت اقطاب الصراع او غيرها الظالم والمظلوم الا اللهم النفر القليل لمن استجاب لسلمية الرسالة وانانية الطرح فانفتح عقله وقلبه معا لتقبل الحل الا انه في النهاية كان منطق الحق والعدالة والعقلانية هي الصائبة وهي الراجحة برغم ما مرت به من محن والام فليست القوة دائما هي من تفرض النتائج الصحيحة وليس الاكراه والقهر والغلبة هي من تثبت انك على حق وليس الحق من يعطيك التبرير ان تكون الاقوى والاكثر فتكا وبطشا، الحق يعطيم الوسائل والسبل الصحيح التي تجعل الجميع يلجا اليك لمافيك من الصراحة والصدق فيما تدعوا اليه  ومن ينظر الى ماوصلنا اليه يعرف كم اننا نتحمل نتائج ابتعادنا عن المنطق العقلي والتسامح والتحمل من اجل النتائج الطيبة ليس بالضرورة ان تكون النتائج انية فلعلها مستقبلية هي من ستفرض نفسها