من خلال الدعوات الربيعية الاجتماعية التي حضرتها هذه الفترة ولمناسبة الربيع رغم انه غير مفرح كموسم زراعي الا انني وجدت في كل تجمع توحد القبيلة وقوة صلة الرحم وهذا شيء ايجابي يحسب الى شيخ تلك القبيلة والى القبيلة نفسها.. ولكنني ارى في جانب آخر من الدعوات او التجمعات رائحة السياسة التي اصبحت تفرق بين المرء واخيه وخاصة في وجهات النظر فكل حزب بما لديهم فرحون وكلا يغني على ليلاه فالمفلس والجائع في هذه البلاد يبحث عن رئيس قائمة انتخابية تقدم وعود كثيرة مع وجبات دسمة جدا في الهواء الطلق لعله يسد رمق عيشه بلقمة قوزي او وجبة كباب دسمة…. والمثقف يبحث عن مرشح يقيم له مهرجان ثقافي في قاعة كبيرة يسمع فيها صوت الأوركسترا ومعزوفة بيتهوفن وكلام معسول
تشعر بانك في وطن يتهافت عليه الزوار من كل حدر وصوب… وبعد هذه التجمعات والمهرجانات تبدأ النقاشات السياسية واغلبها مبني على الهزل والنقد الهدام..
ولذلك تجد ان ابناء العشيرة او القبيلة الواحدة يجتمعون لجلسة سمر في ديوان او مضيف شيخ العشيرة ولكنهم مختلفون كلياً بآرائهم فمنهم من يؤيد مرشح القوزي والدبكة العربية ومنهم من يحب مرشح الموسيقى والكباب السفري ومنهم من يأخذه الحياء ويؤيد مرشح قبيلته لاعتبارات صلة القربى او ما شابه ذلك. اما البعض من رؤساء وشيوخ القبائل واقول البعض من عليين القوم بات طموحه وهدفه اكبر مع رئيس القائمة او المرشح السمين فاصبح يتأمل تلفونه الخاص في لحظة معينة وهو يبلغه ان الكريم صاحب السيادة امر بتكريمه سيارة من نوع كامل المواصفات وثمنها يعادل ان تبيع الوطن بأكمله وليس العشيرة فقط او يبلغونه ان اذهب ياهذا الى شركة الصيرفة الفلانية فقد فزت ورب الكعبة برضا رئيس القائمة واستلم خمسة شدات ولتعريف الشدة ايها القارئ الكريم هي عبارة عن مئة ورقة كل ورقة واحدة تعادل مئة دولار امريكي وقيمة كل ورقة في العملة العراقية مئة وستة واربعون الف دينار لا غيرها وان الحسنات يذهبن السيئات…
اما النوع الاخير من الناخبين فمازالوا يقولون الجلوس على التل اسلم ولا نعرف سبب الجلوس هل هو من باب روح وحماس وطني فائق ام عدم الوصول الى المرشح المطلوب ام بسبب الاحراج القبلي….
هذه هي الديمقراطية التي كنا نحلم بها وقد دفع مئات الشباب ارواحهم ثمنا لها وهم ينامون الآن في القبور ولا يعرفون ان ابنائهم واحفادهم يتدافعون على مواكب المرشحين من اجل المذكورات اعلاه او صورة سيلفي مع المسؤول تبقى خلفية على شاشة الموبايل…
وانا هنا في هذه المقالة القصيرة لا اعاتب الناس على تصرفاتهم وهدفي ليس الانتقاص من شخصية احد فالظروف القاسية تدفع المرء احياناً لعمل المستحيل..(والجوع كما يقولون كافر) ولكنني ايضا اوصيكم بمقولة الخلفاء والحكماء الذين عاشوا في هذه الدنيا قبلنا وتركوها على عروشها خاوية.. ان النفس تريد كرامتها أحياناً فلا تلوثوها بفعل فلان وهذا افضل من هذا واتركوا الجوانب الغير مهمة في جلساتكم وامسياتكم الجميلة وانتم تجلسون متحابين بينكم على انغام ستكان الشاي او فنجان القهوة….. واعلموا ان العراق فيه خيراً كثير وانكم جميعاً لكم الحق في هذا لو اراد الله ان يسخر لكم من يقيم العدل بتقسيم الثروات.. عندها سوف لن ولم يكون هناك فقير يقف مذلول على باب السياسيين واقصد رجال السياسة الغير الجيدين…
نتمنى لكم حياة افضل فانتم اهل الجود والكرم وانتم الانسانية والاخلاق وبكم كل القيم توسمت..
فتبً ليوم ٍ وشعبي جائعُ
وخاب ظني بصاحبي المسؤولُ
ان الكريم اذا جار الزمان به
تقصر يداه وكل الجسم مشلولُ
꧁꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧂