7 أبريل، 2024 8:29 م
Search
Close this search box.

العقد  الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم    

Facebook
Twitter
LinkedIn

قول مثير وجدته مدوناً ضمن أوراقي، لكني لم أدون الكاتب، ومن ثم لا اعرف، من هو صاحب هذا القول. ونص القول هو: نصف الناس مع الحاكم اذا عدل. فتصوروا صعوبة الحكم: اقصى ما يستطيع الحاكم العادل ان يحصل عليه، هو: رضا نصف الشعب. أما نتائج استفتاء مثل: (99.99 بالمئة)  فهي أرقام خادعة ومضحكة في آن واحد.
ماذا قال سنحاريب؟
ومهمة بهذه الصعوبة (الحكم) تستهوي أناساً عديدين. والتاريخ يذكر نماذج منهم. القائد العراقي سنحاريب قال: ان الآلهة اختارتني وانا في بطن امي.اما الملك الفرنسي لويس السادس عشر، فحسم الامر بقوله: انا الدولة.وعندما ولد الامين ابن الخليفة هارون الرشيد، وقف الشاعر العباسي ليقول:
اني لاشهد انه لخليفة
ان بيعة عقدت وان لم تعقد
نكران الجميل
لكن نيرون اراد منظراً اعجبه في الخيال، فاراد تطبيقه على ارض الواقع. المنظر هو: ان يرى روما تحارق، وحقق ما اراده. احرق روما. وجلس على رابية يتفرج.. وقاد تشرشل الشعب البريطاني في قتاله ضد الهتلرية وحلفائها: ايطاليين ويابانيين. كان، الى جانب ستالين، بطلاً من ابطال الحرب العالمية الثانية. ولكن الشعب البريطاني تخلى عن تشرشل في اول انتخاب جرى ببريطانيا مع توقف الحرب العالمية الثانية، بل حتى قبل توقيع معاهدة الصلح النهائي.. وفسر المفكر (بلوتارك) هذا الموقف بقوله: (ان نكران الجميل نحو الرجال العظام، هو أهم ما يميز الشعوب القوية). وقد وجد تشرشل في هذا القول بعض العزاء، وهو ما دعاه ان يدونه في الجزء الاول من مذكراته.الشيخ احمد الوائلي، حذر من خديعة التأييد الكاذب بقوله:
لا تطربن لطبلها فطبولها
كانت لغيرك قبل ذلك تقرع
من ينزل من المنبر؟
والتاريخ يقول: مرض الخليفة عمر بن الخطاب، فكلف صهيب الرومي ان يأم المسلمين. وبعد شفائه، عاتب بعض الصحابة الخليفة عمر عن ذلك، فأجابهم: ويحكم لو جلس أحدكم على المنبر لما نزل منه وسكت الصحابة..
لكن العراقي يستطيع انزال من جلس على كرسي الحكم. وهما:
الاول- الانقلاب العسكري، واذاعة البيان رقم واحد، ويبدو ان هذا الاحتمال قد اصبح ضعيفاً جداً، ولاسباب عديدة معروفة.
الثاني: صناديق الانتخابات، وهي المتوفرة والمعتمدة.
سوار الذهب
هذا القائد العسكري السوداني، قدم مثلاً، انفرد به، اذ قام سوار الذهب بالانقلاب، وحكم لمدة سنة وترك الحكم طواعية. لكن ملكاً عربياً ظل يحكم بلاده لمدة قاربت خمسين عاماً، ولم يغادر الكرسي، الا مودعاً الى دار الاخرة.
والعراقيون يتناقلون قولاً له دلالات كبيرة. ومضمون القول: ماتت حمارة الحاكم، مشت الجموع الغفيرة خلفها حيث (عزلت المدينة)، ولكن عندما مات الحاكم لم يمش خلف جنازته احد!!.
بين الحاكم والمحكوم عقد اجتماعي، كما اسماه المفكر الفرنسي (جان جاك روسو)، سواء تم توقيع العقد أم لا. والشعوب تريد التزام جهتي العقد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب