8 أبريل، 2024 3:33 م
Search
Close this search box.

العقدة اليهودية والفكرة الصهيونية وثقافة ألآنقلاب على العقب والمحور التوراتي

Facebook
Twitter
LinkedIn

هذا ألآستطراد في تجميع عناوين تاريخية لمسيرة البشرية ليس أفتراضا خياليا , بل هو تسليط الضوء على بؤر السخونة التي تجعل المجتمع البشري قلقا , وتجعل السياسة الدولية مدفوعة بأستعار نار الفتنة التي تقوض خزينها المالي والسلاحي وتشوه مصداقية شعاراتها في الديمقراطية والعولمة , وأن ربحت تجميع ثلاثي العقدة اليهودية والفكرة الصهيونية وثقافة ألآنقلاب على العقب , وسأوضح التمحور التاريخي لكل من ذلك الثلاثي الذي لم يدرس بمفهوم ” لخلق السماوات وألآرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لايعلمون ” – غافر – 57-  ” وبمفهوم ” فمن ينصرنا من بأس الله أن جاءنا ” – غافر – 29-  بل تم التثقيف بمفهوم ” قال فرعون  ما أريكم ألآ ما أرى وما أهديكم ألآ سبيل الرشاد ” – غافر -29- أن الفرعونية شكلت العقدة اليهودية تاريخيا مرورا با لسامري وقارون وأنتهاء بفرعون الذي ذبح رجالهم وأستحيى نساءهم , فشكل الخداع السامري والغرور القاروني والتعالي الفرعوني نمو العقدة اليهودية المتمثلة بألآعجاب بالقوة بجانبها ألآقتصادي والسلطوي , فتم العمل على بناء ألآسرة اليهودية أقتصاديا من خلال تنمية مالية ألآولاد بصناديق التوفير , وتم العمل بالتقرب والتأثير على مراكز السلطة الذي شمل السلطة غير ألآسلامية كما هو الحال في أوربا الغربية حيث الكاثوليكية والبروتستانتية , ثم أوربا الشرقية حيث ظهرت الماركسية سريعا لتختفي سريعا , ولم تكن العين اليهودية بعقدتها التاريخية  بعيدة عن البوذية والهندوسية في جنوب شرق أسيا , أما في المحيط ألآسلامي فوجدت العقدة اليهودية فرصتها في حدوث ظاهرة ألآنقلاب على العقب التي تحدثت عنها ألآية “144” من سورة أل عمران – فثقافة ألآنقلاب على العقب التي سلخت الغالبية من المسلمين من مقومات الثقافة القرأنية في ألآصطفاء ومفهوم الذرية الصالحة والعصمة وألآمامة والشفاعة والتقية والبداء ومفهوم علم الغيب ,

وعندما تحقق ذلك ألآنسلاخ الثقافي أصبحت الغالبية من المسلمين قطيعا بلا راع , وهو مما حذر منه رسول الله “ص” عندما قال : أني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ” وأضاف “ص” مؤكد على أهمية قيادة العترة الطاهرة ترجمة لقوله تعالى ” وأبتغوا اليه الوسيلة ” فقال “ص” لاتتقدموا عليهم فتهلكوا , ولا تتأخروا عنهم فتندموا ” ثم بين “ص” السبب في هذا التوجيه وهو أنه لاتعلموهم فأنهم معلمون ” أي أن علمهم لدني من الله , وهذا العلم اللدني  الذي عمل أصحاب ثقافة ألآنقلاب على العقب على التغاضي عنه حيث أشاعوا مقولة : أمرنا الناس فتأمرنا ” فجعلوا ألآمرة بيد الناس على مختلف أهوائهم  وليست بيد الله تعالى الذي يعلم خائنة ألآعين وما تخفي الصدور ” وعندما تخلى أصحاب ثقافة ألآنقلاب على العقب عن الهوية الثقافية القرأنية , وأطلقوا العنان لآهوائهم في ألآنغماس في السلطة الزمنية وجدوا أنفسهم في مسرح التلاعب اليهودي في المرحلة ألآموية حيث كان معاوية بن أبي سفيان يقرب كعب ألآحبار مستشارا , ثم في المرحلة العباسية حيث يصبح ميمون اليهودي منظرا للفلسفة حتى عد من ضمن الفلاسفة المسلمين نتيجة غياب العقل الذي قال عنه ألآمام علي “ع” هو وضع الشيئ في محله ” والذي وضع له ” أي للعقل ”  ألآمام الكاظم “ع” خمسا وسبعين  جندا ومثل ذلك لجنود الجهل لتصبح الثقافة ألآسلامية في جانبها الفلسفي والعرفاني تستند الى قواعد عقلية قبل أن يظهر ألآشعري الذي أصبح منظرا لمذاهب ألآنقلاب على العقب مما جعل بعض الغلاة الجدد المحسوبين على الشيعة ينسبون جهلا ثقافة مراجع الشيعة الفقهية الى ألآشعري والى الشافعي وقد رددنا على تلك المزاعم الباطلة في كتابنا المخطوط ” الغلو العجيب في فضائية القمر والغزي المريب ” ولم تكن السلطنة العثمانية التركية ببعيدة عن ألآهواء اليهودية التي أنتجت الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر , حيث أصدر هرتزل سنة 1898 بيانات ما يسمى بحكماء بني صهيون ,

ولآن الدولة العثمانية التركية كانت تعبش أيام شيخوختها لذلك تقربوا للسلطان عبد الحميد العثماني وقبل ذلك لم يكونوا بعيدين عن ظهور محمد بن عبد الوهاب المولود سنة 1703 في نجد من أرض الجزيرة والذي درس في البصرة مما جعله صيدا ثمينا للجاسوس البريطاني المتخفي بصفة شيخ دين تركي والذي زرع الشك في نفسية الشاب النجدي قليل الخبرة ومبتدئ التعليم الديني والذي وجد في أراء أبن تيمية محفزا على أدعاءات أصبحت فيما بعد تجمعا لغوغائية الجهلاء وبدائية وجهل بدو الجزيرة فظهرت حركة أبن سعود وأبن عبد الوهاب بمؤازرة الحكومة البريطانية لتؤسس مملكة أل سعود ومشيخة أل الشيخ الدينية الوهابية , والذين سموا أنفسهم بألآخوان وقاموا بحملاة غزو للمراقد المقدسة في كربلاء والنجف ألآشرف عام 1246 هجرية تحدث عنها بأفتخار صاحب كتاب ” عنوان المجد” وعلى هذه النسخة الطائفية المعدة للعالم ألآسلامي بهوى يهودي ومزاج صهيوني وتعاطف دولة بريطانيا تم أصدار ما يسمى بوعد بلفور لتأسيس دولة أسرائيل في أرض فلسطين وذلك عام 1917  , ونتيجة تفشي ثقافة ألآنقلاب على العقب والسعي لنشر ثقافة ” التمكين من السلطة لكل من حكم حتى وأن كان فاسقا ألآ أن يعلن الكفر البواح ” لذلك عملت بريطانيا وحلفاؤها على جعل حكام المنطقة العربية وألآسلامية تابعين لها وتم وضع ما يسمى بسايكس بيكو لتقسيم البلاد العربية  وفي عام 1927 تم تأسيس ما يسمى بحزب ألآخوان المسلمين مقلدين بذلك تسمية الوهابيين بألآخوان , ومثلما نشأ الوهابيون على ثقافة ألآنقلاب على العقب تحت رعاية التاج البريطاني كذلك نشأت حركة ألآخوان المسلمين في مناخات ليست بعيدة عن الهيمنة البريطانية والتي أنتقلت لاحقا للهيمنة ألآمريكية مثلها مثل حركة أسامة بن لادن وما يسمى بألآفغان العرب الذين تم تجميعهم بالغطاء ألآمريكي وبالمال السعودي عبر ما يسمى بشركة المقاولات التي نسب لآدارتها ظاهريا اللبناني رفيق الحريري وهو من عائلة فقيرة من صيدا غادر لبنان الى السعودية وعمره “22” سنة وعاد في نهاية الثمانينات وبعد أنتهاء الحرب ألآفغانية ضد ألآتحاد السوفياتي حيث عاد رفيق الحريري وهو يملك ” 14″ مليار دولار أمريكي فراح يرسل بعض الطلاب للدراسة على حسابه الخاص ودخل الحياة السياسية بدعم من أل سعود من خلال مؤتمر الطائف فأصبح رفيق الحريري الزعيم السني ألآوحد في لبنان بعد أن كانت الزعامة لآل كرامي وأل الصلح وأل سلام , وبين كل هذه التفاصيل والجزئيات الفردية والعائلية والقبلية والحزبية كان لليهود الصهاينة حضورا غير مباشر وغير مرئي بواسطة اللوبي التوراتي الذي أمتزج مع الهوى الصهيوني لتثبيت وجوده وبقائه ولتفتيت المنطقة العربية وألآسلامية ولآضعاف القوى الدولية ألآخرى من أجل التفرد ألآمريكي في الهيمنة والتسلط , لذلك يجد العربي والمسلم غير الخاضع للهوى الصهيوني يجد نفسه في معترك لايعرف كيفية الخلاص منه , مثلما يجد محور المقاومة أنه يتحمل مسؤولية المواجهة مع الهوى اليهودي بمزاجه الصهيوني ومع المحور التوراتي المصمم على تفتيت المنطقة العربية وألآسلامية بفلسفة عميقة مفادها مواجهة الحضارة الحارة ويقصدون بالحضارة الحارة هو مشروع دولة المهدي المنتظر الموعود بألآنتصار ألآلهي , وبما أن أتباع ثقافة ألآنقلاب على العقب ليسوا مع حركة المهدي “عج” بمفهوم مدرسة أهل البيت “ع” الذين هم ترجمان القرأن , لذلك نرى أن حزب ألآخوان المسلمين وحزب التحرير والحركات الفرعية لهما في البلاد العربية وألآسلامية لاينفصلون عن الوهابية في منحاها العقائدي التكفيري ولآن المحور التوراتي أحتضن الحركة الوهابية لمصالحه الحاضرة والمستقبلية لذلك أصبح ألآخوان المسلمون وحزب التحرير وحزب العدالة والتنمية في تركيا وحزب المستقبل في لبنان وبعض ألآحزاب المسيحية المرتبطة بأسرائيل والمحور التوراتي كل هذه ألآطراف أصبحت صيدا ثمينا للعقدة اليهودية الصهيونية والمحور التوراتي , هذه هي قصة الصراع الذي يهلك فيه من هلك ويحيى من حيى , وللله ألآمر من قبل ومن بعد , والحمد لله رب العالمين وسلام على عباده الذين أرتضى .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب