23 ديسمبر، 2024 8:39 ص

العقدة التي لايتخلص منها النظام الايراني

العقدة التي لايتخلص منها النظام الايراني

في خضم إنتفاضة العطش التي غطت مناطق في جنوب غربي إيران بسبب نقص المياه وسوء الأوضاع المعيشية، فقد أكدت منظمة العفو الدولية في بيان لها أصدرته يوم الجمعة الماضي بهذا الصدد، أن قوات الأمن الإيرانية استخدمت أسلحة آلية مميتة وبنادق لسحق التظاهرات السلمية في معظمها بأنحاء محافظة خوزستان. وأضافت المنظمة في بيانها إن قوات الأمن الإيرانية قتلت ما لا يقل عن 8 أشخاص في 7 مدن مختلفة، وأصابت واعتقلت العشرات منذ اندلاع الاحتجاجات في الأهواز. ودعت السلطات الإيرانية إلى الكف فورا عن استخدام الأسلحة الآلية وبنادق الرش والإفراج عن جميع المعتقلين. وأشارت إلى أن السلطات الإيرانية لديها “سجل مروع في استخدام القوة المميتة غير المشروعة”، لافتة إلى أن الأحداث في خوزستان تذكر بما جرى في نوفمبر 2019. لکن وفي الوقت الذي يتابع فيه العالم بقلق مايجري في هذه المناطق فإن ماقد بدر عن النظام الايراني بشأن مايجري في هذه المناطق من إنتفاضة إحتجاجية مشروعة على أوضاع سيئة خلقها النظام بنفسه، جاء ليس مخيبا للآمال بل وحتى مثيرا للسخرية!
الحرس الثوري الايراني الذي يمکن إعتباره المسٶول الاکبر في الجفاف الذي يضرب مناطق کبيرة في إيران بسبب من مشاريعه الاروائية ذات الطابع الربحي السريع، أعلن في بيان له عن ضبط شحنة أسلحة وذخائر في شمال غربي البلاد، زاعما أنها كانت ستستخدم “في عمليات تخريبية وضرب الأمن”، علما بأن هذا البيان يأتي بعدما أعرب خامنئي عن قلقه وقال أن مسألة المياه في خوزستان تمثل مصدر قلق للسلطات. ومن دون أن يشير الى أخطاء النظام في مجال تغيير مجاري الانهار أو ماشابه فإنه أضاف متحسرا من إنه”لو تم الاهتمام بمسألة المياه في خوزستان مسبقا لما واجهت السلطات المشاكل الحالية.”، ولاريب من إن هذا النظام الذي دأب على مواجهة الانتفاضات والتظاهرات الاحتجاجية ضده والتي يطالب الشعب من خلالها بحقوقه باللجوء الى نظرەة المٶامرة والسعي لإتهام أطراف خارجية بالتورط فيما يجري في داخل إيران وقد أثبتت الاحداث والتطورات بأن النظام يقوم باللجوء الى هذا الاسلوب مع کل نشاط إحتجاجي غير مألوف ضده حتى صارت قضية الربط بين النشاط الاحتجاجي الشعبي والتآمر الخارجي ضد النظام، بمثابة عقدة يعاني منها.
لم يکتفي النظام الايراني بتوجيه إتهامات لأطراف خارجية بالتورط في إنتفاضة العطش، بل وإن قائد الشرطة وفي تصريح ناري له خوفا من توسع إنتفاضة العطش الى مناطق أخرى في إيران قال:” على مجاهدي خلق و معاندي النظام أن يعلموا أن الخط الأحمر للشرطة هو حفظ الأمن.”، علما بأن النظام الايراني وعندما يقوم بإتهام أطراف خارجية للتورط بقضايا داخلية في إيران فإنه يبادر أيضا لإتهام مجاهدي خلق.