22 نوفمبر، 2024 12:41 م
Search
Close this search box.

العفو العام في ميزان العدالة

العفو العام في ميزان العدالة

لا يمكن لأحد أن يصم سمعه عن الاعتراضات التي أبدتها أطراف كثيرة على قانون العفو العام ، و لا يصح بأي شكل من الأشكال أن يتم تجاهل هواجس الناس عن من سيشملهم هذا القانون ، و علينا أن ندرك أننا نتحدث عن شعب ذاق و لا زال الأمرين من الإرهابيين و المجرمين ، و هذا كما في كل مرة لم يبقى لوحده بل عملت جهات متعددة على تضخيم هذه المخاوف مؤكدا من أجل مصالح ضيقة ، إلا أن هذا لا يمنع وجود هواجس و مخاوف حقيقية تجاه هذا القانون ، لعل أبرزها ما تحدث عنه رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي بما يخص موضوع مجرمي الخطف الذين لم يتعرض ضحاياهم إلى ضرر ، و نحن في هذا المقال نريد أن نقرأ هذا القانون على النحو الكلي بعين العدالة ، و من أجل هذا علينا الحديث عن دور السلطة القضائية العراقية تجاه عملية صياغة هذا القانون ، فالكل يعلم أن نص القانون الذي خرج من مؤسسات السلطة القضائية إلى مجلس الوزراء لم يبقى على حاله في مجلس النواب ( الجهة المشرعة ) ، و أن موقف القضاء كان حازما بما يرتبط بعدم قبول تجاوز الحقوق العامة و الخاصة بكل ما يرتبط بجرائم الإرهاب و الفساد و غيرها ، و هذا نقله رئيس مجلس النواب عقب لقاءه برئيس محكمة التمييز الاتحادية
ما ينبغي أن نقوله بوضوح و بإمكان أي شخص العودة الى نص القانون ، أننا أمام قانون عائم كأنه ماكث بحر هائج الأمواج ، و علة هذه قلناها في المقال السابق الذي حمل عنوان ( القضاء و قانون العفو العام ) ، إلا أن القانون في النهاية قانون ؛ و العدالة مهما كتب عنها أدبيا و قيميا لا تعرف إلا من منظور القانون ، و هنا ستأتي الاسئلة الحرجة ؛ هل أن مجلس النواب العراقي شرع قانون سيصيب قلب العدالة في العراق ؟ و هل أن مؤسسات العدالة ستجد نفسها مرغمة على الاستناد الى قانون لا ينصف مئات الاف الارامل و الايتام و المفجوعين ؟
أعترف بإن إجابات هذه الأسئلة تحتاج إلى معلومات لم يتح للكاتب الوصول إليها بحكم موقعه ( كاتب ) ، إلا أن ما بدى واضحا هو ثبات مجلس القضاء الأعلى على مركزية القانون كسبيل للعدالة ، و ليس كأداة للتفاوض السياسي أو تحقيق المكاسب الانتخابية ؛ و هنا سيأتي السؤال و كيف هذا ؟
اشتراط تنازل المشتكي هذا العنوان سيجده الباحث على طول قانون العفو العام و في كل القضايا حتى لو كانت مشاجرة من غير ضرر ، وهذه تمثل عدالة الحق الشخصي ، أما فيما يخص إعادة المحاكمات و هي نائبة تشريعية بلا نقاش إلا أنها أدركت بتذييل ( تقدير القضاء ) ، و الأمر الأخر المتبقي هو ما يرتبط بالفقرة سادسا من المادة (4 ) يستثنى من هذا القانون : جرائم الخطف التي نشأ عنها موت المخطوف او مجهولية مصيره او احداث عاهة مستديمة ، أي أن جرائم الخطف التي لم يتحقق فيها الموت او مجهولية المصير او عاهة مستديمة سيشمل بالعفو !؟ و لا أعرف ماذا أراد المشرع من السعي للعفو عمن فشل في قتل أو إجهال مصير أو إصابة ضحيته من مجرمي الخطف !؟ إلا أن هذه المادة و قد يكون غيرها ستكون بمواجهة الاعتراضات و الطعون التي ستقدم ضد بعض مواد القانون أمام المحكمة الاتحادية العليا . .

أحدث المقالات