12 أبريل، 2024 8:09 م
Search
Close this search box.

العــذراء والزهــــراء (ع)  في المشـروع الإلهـــــي ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

………. منزلة العـــــــذراء:
  يمكن القول، ان منزلة مريم (ع) هي أعلى مما يتداول، وعلى ذلك أدلة، منها، التعامل المباشر مع الملائكة، فضلا عن توضيحاتها للنبي زكريا (ع) الذي سألها عن كيفية حصولها على المعجزات، كما ورد في القران الكريم:
…. وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (ال عمران37)
ثم، يضاف الى ذلك، تكريمها في القران، حيث ينسب اليها رسول الله .. كما ورد:
….. وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ………….. (البقرة-87)
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ ………( البقرة 253)
..ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (مريم 34)
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ……… (المائدة 17)
مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ ….. (المائدة 75)
جَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ( المؤمنون50)
ومن ذلك يثبت القران الكريم، منزلة وتشريف عظيم للسيدة العذراء… لماذا؟
…….. العــــــــــذراء والزهـــــــــــــراء (ع):
ثم حصل ربط محكم بين منزلة العذراء والزهراء في البيان الشرعي (الحديث النبوي) ومن ذلك:
قال رسول الله (ص واله):
 ( حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون ) صححه الترمذي والحاكم وغيرهما ..
وأخرج النسائي بسند صحيح عن ابن عباس قال: قال رسول الله) (ص واله)..:
أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ..
ويضاف الى ذلك اكثر من 30 اية، اتفق اهل الاختصاص، باختصاصها بمنزلة الزهراء (ع).. فضلا عن عشرات الاحاديث، بل المئات، مما تؤكد منزلة الزهراء العظيمة ، وربطها بمنزلة مريم التي تبتت في القران..لماذا؟؟
…….. متطلبات المشروع الالهـــــي:
لا يمكن للقاريء اللبيب ان يتصور وجود هذا الكون العظيم، دون هدف وغاية، يتحرك لها، استنادا الى تخطيط عظيم، وهو ما اطلق عليه السيد الشهيد محمد الصدر (رض) بالتخطيط الالهي العام، واشار الى احتياج هذا التخطيط الى ثلاث:
اولا: الاطروحة ثم القيادة ثم القواعد الشعبية التي تتبنى الاطروحة السماوية، وتتبع القائد ، لتنجز وتنفذ المشروع الالهي، الذي يهدف الى ايجاد مجتمع ينعم برعاية دولة رشيدة خادمة وعادلة، توفر له الخدمات بافضل ما يمكن، وتفسح المجال للعقول ان تتامل وتفكر ..لاجل الرقي والتكامل والتطور الروحي والمادي..
ومن هذا يتضح ان الحكومات الحالية، وخاصة في العراق، وخاصة حكومة (ما ننطيها) هي ضد المشروع الالهي، وضد الدين، لانها لم توفر الامن والخدمات، بل شوشت العقل المجتمعي، وابعدته عن التامل والتفكر، وهذا يؤكد فشلها وزوالها القريب..جدا جدا..
اما عن منزلة مريم (ع) العظيمة، يمكن القول انها ملازمة لمنزلة النبي عيسى عليه السلام، ولان العذراء هي التي تولت اعداد القائد الالهي، وكذلك هي فاطمة التي تولت هذا الامر الخطير، ويمكن استنتاج الاتي:
اولا: ان الاهتمام والتكريم بمن ذكرهن القران الكريم من النساء -أمهات الأنبياء- يبدو ان علته، هي التعلق بمن ارتبط بهن من الانبياء والرسل.
ثانيا: ان هذا الارتباط، له شرفية، لكونه يتعلق بمهمة رعاية وتربية واعداد لشخصيات رسالية، من قبل تلك النساء، وخاصة مريم واسيا وام موسى وام اسماعيل (عليهن السلام)
ثالثا: وهذا الاستقراء للحالات القرانية، يمكن ان ينتج قاعدة مفادها: ان الدور الاساس لهذه النساء الرساليات، ضمن المشروع الالهي هو اعداد القيادات الالهية.
رابعا: ان الربط الثابت، والاكيد، في البيان الشرعي، والحديث النبوي، بين سيدتنا الزهراء، ومريم ، هو لوحدة الدور الرسالي لهن في المشروع الالهي، اي، ان الدور الاساس لهن، جميعا، ضمن المشروع الالهي هو رعاية واعداد القيادات الالهية.
خامسا: ان افضلية الزهراء (ع) يتعلق بدورها في التربوي، ضمن المشروع الالهي، لقيادات رسالية، مفصلية في التخطيط الالهي، وخاصة الحسن والحسين (ع)، فضلا عن دورها المساند للنبي الاكرم (ص) وبدلالة ما روي: ان فاطمة ام ابوها..!
 وهو ليس اعتباريا او مجازيا بل ان منزلة (ام ابوها) هي قضية حقيقة يمكن ان توضح للقاريء علة التحشيد الثقافي والعاطفي السماوي نحو الزهراء (ع).
وللحديث بقية..
………. الكاتب في سطور:
أستاذ في كلية الهندسة – ج. المستنصرية. حصل على الدكتوراه من ج. بغداد، والماجستير من ج. التكنولوجية، والبكالوريوس من ج. البصرة. عارض الديكتاتورية.. ويؤمن بالشراكة الوطنية لاجل عراق مستقل ديمقراطي حر.. لتحقيق الامن والخدمات لشعبنا المظلوم.. مرشح تسلسل 25 في قائمة تجمع الشراكة الوطنية 269
صفحة الكاتب على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/Dr.Nadhim.M.Faleh

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب