العطب الذي أصاب حكم القانون عند الأمريكان يشبه ما جرى ويجري في العراق /ج٣ والأخير

العطب الذي أصاب حكم القانون عند الأمريكان يشبه ما جرى ويجري في العراق /ج٣ والأخير

لما استمر النزيف الداخلي والخارجي للأمريكان من حملتهم ضد إرهابالقاعدة و احتلالهم لأفغانستان والعراق ثم تورطهم بالحرب على داعش بكلفهاالفلكية المادية وخسارتها المعنوية ، امة ترهلت بالدين الداخلي والخارجيواستغلال قوى خارجية لانشغالات الأمريكان بمحاربة الارهاب وضبط النظامالعالمي مع تحللها التدرجي عن قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحكمالقانون التي اثارت شماتت القوى القمعية والديمقراطية في العالم ضدهم ، على راسها قوى امنية و اقتصادية ( ادمنت) على تحديهم ،من كوريا الشماليةوالصين إلى روسيا وايران وميليشاتها التي اصبحت داخل اسرائيل او علىأبوابها وبين حلفائها التقليدين بالشرق الأوسط،  ظهر (االهوليودي الأشقر) الطامع بالمجد الشخصي ترامب ،يسب ويشتم بطريقةشعبوية مفرطة كلالاسباب التي أدت إلى خسارات امريكا وتراجعها الداخلي والخارجي، تلقفهذه الظاهرة الشخصية اعلام متعطش للجديد ولوبي يهودي فعال كسب قلوبالأمريكان المحبطين ليفوز ترامب بطريقة مفاجئة بالرئاسة الأمريكية ،

الكل كان يتوقع بان رئاسة ترامب الاولى ستكون واحدة من اهم مواسمالتسطبح بالقيم الأمريكية التقليدية بحكم القانون والتخلي عن مبادئالديمقراطية واحترام حقوق الانسان ، بما فيها ما تضمنه خطابه بالقسمالرئاسي ،ولهذا دفعت السناتور الجمهوري المخضرم جان مكين بإعلان منمشفاه بارزونا  وقبل وفاته، بان ما يمييز قوةتنا.العالمية على كل أمم الارضليست قوتنا العسكرية العظيمة ولا تحكمنا بالطاقة العالمية ولا الدولار ولاالتكنولوجيا  وانما هي القيم  الامريكية العظمى التي دافعت عن حكم القانونوالنظام العالمي والتي لا تملكها اي قوى اخرى على الارض ، ولكن ترامب سخرمن هذا البطل الشعبي عند الأمريكان ، بل وارد الحط من بطولاته الحربيةبتنبش واستعراض بعض إخفاقاته وظيفية ايام خدمته العسكرية ،  

وبمجرد بداية حكمه الرئاسي باشر الرئيس المهووس بالسلطة  اكثر من احترامهللقيم الأمريكية ، تفجرت فضيحة خطته بتسقيط خصمه الرئاسي  المحتملبايدن والتامر مع القيادات الاوكرانية لرصد وتضخيم بعض الإسقاطات الماليةاو السياسية لولده هنتر، شكلت صدمة  في منظومة اخلاقية قانونية تاسستعليها الدولة الامريكية، وشعلت الصراخ داخل الكونريس وخارجه ولم ينجوالرئيس ترامب من التحقيقات والعزل الرئاسي إلا بأعجوبة، ثم حربه على كل ماهو اجنبي بحجة مواجهة الهجرة غير الشرعية ، وفضيحة دعوة مليشات طالبانالافغانية الإرهابية  إلى كامب ديفد لتوقيع اتفاق سلام معها هزت ضحاياالامريكان والأفغان وفي كل مكان ،  تلتها  كارثة التحقيقات بتهمة التحرشالجنسي لمرشح الرئيس ترامب، القاضي كافنان الذي  أصر الرئيس ترامبعلى ترشيحه لاعلى محكمة عليا  لمجرد كان موظف قانوني بمكتب الرئيسالجمهوري بوش الابن ، وبدل ان يعلن القاضي المرشح  بالانسحاب حتى قبلمن رشحوه لهذا المنصب  حفاظا على كرامته الشخصية ومعايير النزاهة والثقةالقضائية بلكل المنظومة العدلية في الولايات المتحدة الأمريكية ، أجهش بالبكاءهذا المرشح امام لجنة التحقيق في مجلس الشيوخ وكانه طفل فقد لعبته للتو، كانت في تقديري واحدة من أخطر الشواهد  في تحطم مسؤوليات واخلاقياتأسمى وارفع وظيفية قضائية على الارض ،!

ثم توالت انكسارات حكم القانون في رئاسة ترامب الاولى يمين وشمال حتىتفجرت كلها مرة واحدة بقضية الهجوم على الكونغرس جموع السطحيونوالغوغاء لاعتراضهم على  خسارة ترامب، بما لم يتخيل ان يحدث ذلك حتى فيانتخابات العراق او الصومال !

فجاءنا رجل القانون ورئيس اللجنة القضائية في مجلس الشويخ المخضرمالرئيس بايدنً ، ولما بدأت حكومته باللجوء للقضاء لمحاسبة ترامب وغوغائه علىتركتهم الجنائية ومباركته للمحكمة الدولية بامر القبض على بوتين الذي غزاأوكرانيا بلا مبرر قانوني وتأكيده لاح أحد فوق القانون بكا فيها ولده هنتر الذيباشرت وزارة العدائيه بمحاسبته وقطع على نفسه امام الشعب الأمريكي بانهلن يشمل ولده بعفوه الرئاسي اليوم او غدا  مهما كانت الاسباب، وصار عندناامل بإعادة ترميم قيم الامريكان لحكم القانون ،ولكن بمجرد وقعت  أحداثأكتوبر ٧ قفز على مبادئ ليعلن بأنه اكبر صهيوني ولا يهمه مذابح غزة ولا تهمهقوانين الأرض والسماء ، المهم اللوبي الصهيوني وتمويلات الانتخابات ، بمافيها نعت اصحاب الضمير من الطلاب والأستاذة المتظاهرين في افضلالجامعات الأمريكية  ارهابيون ومغرر بهم من حماس وايران، اما اعضاءالمحكمة الجنائية الدولية فتحولوا من أنبياء على الأرض إلى فاسدين واشرارلانهم اصدروا امر قبض على ذباح النساء والأطفال نتنياهو مع قادة حماس، ضنا من الأمريكان سيبلعون هذه الاهانة بالقيم ويفضلونه هو او نائبتهالمتصهينة كاميلا هيريس على المجنون ترامب،

وبمجرد خسر بايدن نائبته والشيوخ والنواب رمى تاريخه وحزبه ومبادئه فيسلة المهملات ليعلن تبيض اجرام ابنه من يوم مراهقته إلى يوم نهاية  رئاستهومعه شمل بعض أنصاره واصدقائه ، بالشكل الذي صدم الشعب الأمريكي،الديمقراطيون قبل الجمهوريون ،فانتشرت ظاهرة تبيض السجون حسب مااصدره خلفه ترامب على آلاف المحكومين بقضية الهجوم على الكونريس وقتلبعض الحراس ،وعندها تساوت عندي تبييض سجون الامريكان مثل تبييضسجون صدام، لما فعلها يوم شعر بخطر استهداف نظامه، بما لم يحدث إلا فيايام سقوط الدول والانظمة اوالانقلابات ،فأحدث اكبر عطب في تاريخ العراقمنذ تاسيسه قبل قرن من الزمان ما زلنا نعاني منه في العراق المعطوب، رغمكل الصيحات والمظالم العراقية واشكال عمليات الترقيع والإصلاح والدعمبالحقن العراقية والدولية والامميه ،

وبالفعل ما باشر ترامب برئاسته الثانية حتى ظهر وكانه فوق الدستور والقوانينالتي عمرها مئات السنين ، يعفوا عن محكومية ويعاقب مسؤلين ويشطب ويوقفقوانين ويمسح مؤسسات اتحادية بجرة قلم، ووزير خارجيته علنا يرشي أنظمةقمعية في امريكا الجنوبية حتى تستقبل بزنازينها المرعبة محكومين منهمحاملي الجواز الامريكي ، ويبعد مهاجرين خلاف امر القضاة ،ويطرد طلاب في اعظم جامعات القانون في  امريكا لانهم شاركوا طلاب امريكان ، اغلبهمابناء قيادات امريكية متنفذه ماليا وسياسيا بل وبعضهم يهود، في مظاهراتضد الحكومة الأمريكية التي تسخر اموال دافعي الضرائب لدعم جرائم الذبحالجماعي في غزة ،  ثم  يباشر الرئيس ترامب وانصاره في الكونغرس بشتمقضاة اتحاديون، مقترحين بنفس السطحية الدستورية والقانونية التي تعانيهاالقوى التشريعية في العراق والأنظمة التي تنتمي( لنادي الدول الفاشلة) بمشروع اصدار قانون يلزم بعزل كل قاضي يرفض الولاء لسياسة رئيسهمترامب ، حتى دفعت لاول مرة بالتاريخ ،رئيس المحكمة العليا المعين منالجمهوريين القاضي جون روبيرتس ، بإعلان ان استهداف قاضي بالعزل لانهطبق القانون امر غير مسبوق سيسبب اخطار جسيمة لحكم القانون والعدالةفي امريكا والعالم اجمع،

بالنهاية ، نجيب وزير خارجية ترامبالمحاميماركو روبيو، على سؤالهالاحتجاجي امام الرأي العام والإعلام العالمي،لما قال،لماذا طالب يطلب تأشيرةدخول إلى امريكا للدراسة ثم يشارك بالتظاهرات؟

ياسيدي الوزير، ان هؤلاء الطلاب يصرفون ملايين الدولارات سنويا ليتعلمواعلى قيم الامريكان بحكم القانون، وان تظاهراتهم ليست فقط ضد الجرائمالمشهودة الواقعه على الأبرياء في غزة فحسب وانما هو احتجاج علمي وعمليعلى  سياسات وأفعال وتطبيقات من أعلى سلطات أمريكية تلغي المعنى مندراستهم الحالية في التدريب على معايير حكم القانون والعدالة في امريكا،وانالقاضي الأمريكي الذي رفض امر الحكومة الأمريكية بطرد الطالب محمودخليل يعلم اكثر من رئيسك وحكومتك واصحاب نعمتك اليهود وانصاركم ،ان هذاالطالب الذي اختار الدراسة في امريكا وتزوج امريكية كان له تجربة مريرة معجيله في وطنه السوري والعراقي والفلسطيني واليمني واليبي،لما انكسرحكمالقانون وانتشرالقمع والفساد ،ظهرت القاعدة وداعش وحماس والمليشيات فهتزالنظام وانتصرت روسيا والصين وايران في كل مكان، فهل تريدون هذا المصيرلاولادنا الأمريكان ؟

انتهى