ليس لها مثيل اجراءات الاجهزة الامنية في بغداد ، هذا ما اشيع في وسائل الاعلام ، وعلى طريقة (اتعشى واتمشى ) قضى البغداديون نهارهم ، وتنافسوا في مارثون اجباري على الوصول الى اماكن اعمالهم ، لكن وسائل الاعلام على مايبدو قد نسيت او تناست ان تلك الاجراءات مسبوقة وفي موعد قريب على مدى اعوام خلت ،وما قمة بغداد في اواخر اذار من العام الماضي عنا ببعيدة ، وقبلها وفي مطلع كل اذار تقوم الدنيا ولا تقعد لزيارة مسؤول ايراني ضمن بروتوكول الزيارات المتبادلة بين البلدين، لكن مالذي جرى ياترى وتاخر موعد الاجراءات (غير المسبوقة ) حتى مطلع نيسان من هذا العام؟
سالت العصفورة هذا السؤال فاجابتني دون تردد : ان زيارة سرية رسمية او شبه رسمية ، لتمتين العلاقات الودية ، عكرت صفو الاجواء البغدادية ، ما دعا المسؤولين الى اتخاذ اجراءاتهم الامنية .
وقد تكذب العصفورة ، وتبالغ مخيلتها المسحورة ، لكن الاجراءات إتُخذت ، وبغداد اختنقت ،ولو كانت الجمعة قريبة من مطلع نيسان لعرفنا السبب وبطل العجب .
لاتقلقوا ايها البغداديون فان حكومتنا المعطاء حريصة كل الحرص على شحذ هممكم ورفع معنوياتكم ، وخفض مستوى الدهون في دمائكم ، فالمشي صحة ، بقمة ، بزيارة ، اجراءات .. اجراءات ، وعليكم الصبر والثبات .
لكم حق المشي والانتقاد وحتى التذمر ، فاي ديمقراطية افضل من ذلك كله ؟
كذبة نيسان في العام المقبل انشاء القدير (عدم اتخاذ اجراءات مشددة ) ، او منعنا من الوصول الى مناطق محددة ، والجيش منتشر على الحدود ، لمنع المتسللين من الشرق والغرب والجنوب ، اما الشمال فهو خارج نطاق الخدمة ،ونقاط السيطرة على مداخل المدن حصرا ، وسيقصد الموظفون والطلاب مؤسساتهم الحكومية والتعليمية راكبين لا ماشين ، مادحين لاذامّين ، وفوق هذا وذاك فان الكهرباء موجودة في البيوت قبل المؤسسات ، ولاوجود للمفخخات ، الا في ذاكرة العراقيين ، وقد عادت الى اعمالها جموع المتظاهرين ، نالوا مطالبهم وأُطلقت الحكومة سراح ابنائهم ، ذلك كله في نيسان المقبل ، من يدري قد تصدق العصفورة وننسى كذبة نيسان.