* ما هي العصرية المتزنة لتقدم الإنسانية ؟
من الرؤى العصرية والعولمة الرأسمالية التي حطت ظلالها على البشر وأثرت في معيشتهم وأسلوبهم وتصرفاتهم وأوهنت أحلامهم وآمالهم وأبعدت أحلامهم إلى أقاصي بعيدة وإن رأت رؤية العين تكون كالسراب في الصحراء هي ” الوحدة ” فكلما زادت العولمة وتقدم العصر بدلا من أن يزيد من تلاحم البشر وتوادهم وتراحمهم زاد الشعور والإحساس بالوحدة ليست الوحدة غربة الذات ” الوحدانية لله ” وعدم المخالطة شيء آخر هو غربة الذات إحساس الوحدانية خوف يلازم الإنسان نتيجة غربة الإنسان مع محيطه وعدم الاحتكاك مع الآخر خشية الظلم ولاشك كثرة الحروب والتشرد والفقر والبطالة وحتى تأثير تناقضات شحت الماء والكهرباء والتأمين الاجتماعي ” الرعاية الاجتماعية ” ونوم العدالة في سبات عميق والعدل مهم في حياة البشر ” إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُ بِٱلْعَدْلِ وَٱلْإِحْسَٰنِ – النحل 90 ” عدم تطبيق الحقوق والواجبات وفرض الضرائب والرسومات والغرامات على كاهل الإنسان خاصة حينما يكون بلا مورد مالي وعدم توفر سبل العيش الكريم وسلب الإرادة البشرية من شدة ضنك العيش وبطالة الشباب والخريجين وهجرتهم ومشاكل المهجرين والمشردين وانتشار التسول والدعارة والسرقات وتعين الفاشلين في أجهزة الإدارة واعتمادها على المعايير الضيقة بدون الكفاءة والفوضى والفساد ” وَلَا تَعْثَوْا۟ فِي ٱلْأَرْضِ مُفْسِدِينَ الشعراء 183 ” ناهيك عن كثرة المستشفيات الأهلية ومحطات الوقود الأهلية والصيدليات الأهلية والرأسمالية بصورها العصرية في كافة المجالات الحياتية التي تمس حياة الإنسان كالجامعات الأهلية والمعاهد الأهلية والمدارس الخصوصية حتى رياض وحضانة الأطفال الأهلية واستغلال الإنسانية من خلالها بشكل كبير والتي تزرع الفرقة والتميز والطبقات الاجتماعية بين فقير يقتات على فضلات البشر وغني يعيش على معاناة البشر ، تزرع النظرة الدونية والحقد والحسد والشر والعداوة والانتقام فليس كل الناس فقراء مظلومين مقهورين ولا كل الناس أغنياء لا يهتمون بتغيرات الضرائب والغرامات والرسوم والرأسمالية العصرية في كل جوانب الحياة ، هل هذه هي الحياة السليمة للبشر.. ؟ هل هذه العصرية المتزنة لتقدم الإنسانية ..؟ هل هذه هي السبل التي تقدم حضارة علمية أدبية إبداعية صناعية متطورة تضاهي بلدان العالم في التطور والتقدم الإنساني ..؟ لماذا بعض الدول في العالم من مبادئها الأولية كرامة وحياة الإنسان أولاً..؟ لأن الإنسان هو الأول من خلق آدم وحواء ولحد الآن من خلال أمنه كرامته سلامته عزته قوته يبدأ كل شيء فهل أكرمتم الإنسانية ..؟ من خلال كل هذه التداعيات والظروف والتناقضات والمعاناة يلجأ الإنسان المسلوب الإرادة الفقير الضعيف إلى ” الوحدة ” إلى ” الانطواء ” كأن هذا العالم ليس عالمه كأن هذه الحياة ليست حياته وفوق هذا الظلم يضاف عليه ظلم آخر ظلم الأقرباء والأصدقاء ، ظلم الناس الوحدة وظلم الأقرباء والناس من أصعب الأمور التي تؤذي ويحس ويتألم منها الإنسان وإن لم يظهرها علانية ” إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم – الشورى 39 ” فالشعور بالخذلان والإهانة والضعف والبعد عن الأحلام وسراب الآمال وتدهور الأمنيات والشعور بالنقص واختلافه عن البشر كوجود وفكر وإحساس وعدم الاهتمام واللا مبالاة بكلمة طيبة وعطاء بسيط وصورة ذاتية مصغرة جميلة يضاعف قدرية ” الوحدة المؤلمة ” ويضاعف الظلم خاصة ” ظلم الأقرباء ” أعداء الجمال والرحمة والحب والسلام والأمان أعداء التقدم والارتقاء والسمو والنجاح والإبداع يسرقون كل شيء في ضعفك وحاجتك وحرمانك يسرقون ورثك ” وَلَا تَقْرَبُوا۟ مَالَ ٱلْيَتِيمِ إِلَّا بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ – الإسراء 34 ” أحلامك نجاحك انتصارك سلامتك صحتك زادك ، الفرق بينك وبينهم هو في صدرك ضمير حي وفي صدورهم مات الضمير .
هناك العديد من الأشخاص يشتكون من الوحدة رغم وجودهم بين الأهل والأصدقاء والشباب أكثر إحساسا بالوحدة لوجود الطاقة الشبابية والأحلام والآمال والأهداف. يعتقد الناس أن الوحدة قد تكون إيجابية خاصة في عصر العولمة والرأسمالية ، والمرأة لأنها تحمل مشاعر صادقة وإحساس نقي وأفكار إنسانية ايجابية. والمسن الكبير بالعمر والوحدة قد تختلف من وقت وآخر حسب الظروف والمكابدات والتناقضات. ولكي نعيش بعيدا عن الوحدة وظلم الأقرباء خاصة والناس عامة لابد من ارتقاء قيم التعارف والعدل والوعي والعيش الكريم وإن الاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة لمشيئة إلهية وليس بيد البشر ولا يمكن فرض أسلوب إنساني حضاري لا يقبله الآخر وإن العدل والرحمة والكرم والأمن والسلام على الجميع أن يعيش تحت ظلها ، ونشر ثقافة التسامح والأخوة والتعايش مع الآخر من خلالها تسهل الكثير من الجوانب الاجتماعية والبيئية والفكرية والحسية . وتجنب الجدل العقيم وإعلاء القيم الروحية والإنسانية والاجتماعية ، التكفل بحماية الإنسان فهي من القيم الإنسانية في جميع الأديان السماوية والمواثيق والأعراف الدولية العالمية ، سياسات الجوع والفقر والفساد والبطش والتعالي على الآخر مفهوم خاطئ في الوجود والحياة ، ترسيخ مفهوم الحرية والعدل والمساواة والحقوق والواجبات ، تحرير المرأة من الآثار التاريخية السلبية والضغوطات الاجتماعية والسياسية التي تبعدها عن عفتها وكرامتها وعزتها ،واجب تكفل ورعاية التنشئة الطفولية من الدولة والأسرة في التعليم والتغذية السليمة من بداية الحضانة إلى الجامعة وما بعدها ، توفير اللازم لحماية كبار السن والضعفاء والفقراء والمقهورين والمظلومين ، من هنا نخلق أجيال بعيدة عن الوحدة والظلم وتحمل الخير والسلام الفكري والروحي والاجتماعي وترسخ العدل والأمان وتقدم العباد والبلاد في أي زمان ومكان .