هذا ليس عنوان المسلسل التركي المدبلج والمصدر للرذيلة بل هو عنوان لقصة ماساة الشعب العراقي المثيرة للاستغراب التي دعت مختلف طبقات المجتمع تتحدث عنها في مجالسهم وعندما سالتهم عن ماهية هذه القصة او الماساه فاجابوني بانها تتحدث عن علاقات لا اخلاقية خارج (الدين) وبعيدة عن (الاعراف) ويشمأز منها كل (شريف).
حزب الدعوة كما يتحدث عن نفسه في سيناريو المسلسل : انه حزب اسلامي وطني قدم الكثير من التضحيات لايتنازل عن المباديء يتخذ من الدين الاسلامي الحنيف منهجا له لايتنازل عن حقوق الضحايا متمسك بالاقتصاص من المجرمين والقتلة الذين عاثوا في العراق واهله فسادا .
لكن عندما قدم هذا السيناريو الى طاقم التمثيل(قيادات الحزب) وانيط دور البطولة الى زعيمه نوري المالكي على مسرح حكومة الشعب العراقي فاننا نرى العديد منهم قد انبهر بالاضاءة والالوان وحشود (المتفرجين) الذين بدورهم ايضا انبهروا بالاداء الجديد ودهشتهم للحداثة في (التمثيل) حتى انهم من شدة انبهارهم لم يشعروا هل انهم يشاهدوا عملا مسرحيا ام انهم يعيشون واقعهم المر .
مدحت المحمود الاف الدعاوى المقامة ضده وكذا عدد من الوثائق التي تدينه وتؤكد ليس فقط انتمائه لحزب البعث بل لفاعليته في صياغة قوانين جائرة لصدام المقبور الذي لم يكن حتى ليحتاجها بل لاثبات عشقه وولائه له فلم يقصر مدحت بهذا الولاء والعشق فهو صاحب الرسالة الغرامية الشهيرة (نعم نعم لرجل الديمقراطية الاول في العراق) وهو صاحب تشريع قطع صيوان الاذن للجنود الذين هربوا وتخلفوا عن الالتحاق بجيش يعتدي على (ايران) و(الكويت) و وهو صاحب الملفات التي اختفت على حين غرة ولايعلم مجلس النواب اين اختفت وماذا تحتوي من قصص مع معشوقه. ومدحت وهو صاحب الزيارة المفاجئة للولايات المتحدة الامريكية حين تم اعفائه من رئاسة محكمة التمييز وقد اشارت بعض الاخبار على الفيس بوك وتويتر عن لقاءات عدة قد اجراها مع شخصيات حكومية امريكية بل البعض منهم يؤكد لقائه بـ جو بايدن وغيره فمن الامور التي بدات تظهر ان مدحت المحمود قد تعدت علاقات عشقه ليس فقط الحدود بل حتى الدين والقومية مع الامريكيين . ليس عجيبا اذا كان هنالك عشق بين صدام والمحمود لكن العجيب والمخيف ان نرى تبلور عشق جديد بين المالكي ومخضرم العشق مدحت المحمود ففي نظام فصل السلطات تبقى العلاقات ورسائل الود لايمنعها صرامة العهد الجديد لدولة العراق فكم رسالة غزل بعث بها المحمود لنوري المالكي من خلال نقض قوانين لايريدها وها هو المالكي يرد تلك الرسائل برسائل عشق اكثر حرارة من خلال نقض قرار هيئة المساءلة والعدالة وأقصاء رئيسها الجديد الذي لم يتسنى له المسكين حتى ان يفرش ذراعيه على مساند الكرسي جرىكل هذا خلال ثمانية عشر ساعة يعني بمجرد تنضيد قرار النقض وطبعه وارساله ببريد العاشقين السريع .
صدقوا من قالوا ان العشق يصنع المستحيل , فمن كان ليصدق ان حزب الدعوة والمالكي سينسون المقابر الجماعية والاف الشهداء والمعذبين بسجون البعث والتفجيرات والمفخخات والتشريد ويتغلبوا على جراحهم ليجعلوا من يضمدها لهم من البعثيين من خلال التستر على الملفات وتعطيل القرارات ونقض التشريعات , انه العشق الـمشروع بين الـدعوة والـبعث .
[email protected]