25 نوفمبر، 2024 10:47 م
Search
Close this search box.

العشق المستحيل…وليس الممنوع 2

العشق المستحيل…وليس الممنوع 2

” وصلتني سيدي العزيز..تعليقاتك ورسالتك الطويلة التي تطلب فيها مني أن نكون واقعيين منطقيين في مناقشة هذا الموضوع الذي وصفته –بالمعقد – من جوانب كثيرة- لك الحق في ذلك . إذا كنا نبحث عن المنطق في أشياء كثيرة فأننا سنجدها بعيدة كل البعد عن أي منطق يمكن أن يكون في هذه الحياة. المنطق يُحتم علينا أن نفعل أشياء كثيرة جداً كي نكون الى جانب المنطق الذي تتحدثُ عنه. من خلال دراساتي المستفيضة لواقع الحال الذي تعيشه في بلدك ومنطقتك – التي لا أعرف هي أين- إلا إسماً تذكرهُ مرات كثيرة في كتاباتك التي تضيف الى روحي نوعاً من ألأنشراح على مدار الساعات – . المنطق الذي تتحدث عنه ليس له وجوداً في شغاف القلب الذي يسكن بين مساحة الجسد المخصصه له..هنا لاابحث عن المنطق ولا أريد حتى التفكير فيه . كلما رجعتُ الى الواقع والمنطق الذي تُكثر الحديث عنه أشعر أنني أكاد أختنق وتتحول روحي الى ضياع وحياة ليست لها قيمة. أنا أبحث عن السعادة التي تتعارض مع المنطق. لايهمني كم أعيش وكيف أعيش فمساحات الساعات الزمنية ليس لها قيمة في نظري إذا لم أكن أعيشها حسب مايمليه عليَّ قلبي الضعيف الباحث عن كل أنواع العشق والغرام وساعات اللقاء المرتقبة. لو كنتُ أبحثُ عن اللقاءات الجسدية فقط – هنا- لوجدتها مترامية كثيرة مرمية عند أقدامي بأشارةٍ من إصبعي الصغير ..لتهافتت عند أقدامي مخلوقاتٍ بشرية تبحث عن أي لغةٍ من لغات الجسد المحموم كالسموم في فصل الصيف. لكنتُ قد عشتُ في لهيبٍ جسدي لايتوقف عند حدٍ من الحدود. أنا لستُ بائعة الهوى أو الجسد كما يفعل البعض في كل زمانٍ ومكان. أنا روحٍ مقيدة بسلاسل لايعرف قوتها إلا من عاش في العصور ألأفلاطونية أو أزمنة تاريخية تحدثت عنها روايات العشاق زمناً طويلاً. أنا لستٌ خيالاً منبثقاً من أذهان الشعراء والكتاب في ألأمةِ التي تنتمي إليها. أنا واقع لهُ تاريخٌ ووجود يشبه وجود المادة هنا وهناك. أنا لستُ كالماء بلا لونٍ أو طعم أو رائحة..أنا أمتلك كل الصفات ألأخرى المرسومةِ في أجساد البشر في كل مكان. أنا جسدٌ يمتلك حِساً وشعوراً ودموعاً وألماً , يتطلعُ الى حبٍ وعشقٍ وحنين. مساحات الزمن الكبيرة التي تفصل بيننا- كما ذكرت لي ذلك – ليس له وجودٌ في قاموسِ أحلامي المتفجرة عند ساعات النوم واليقظة…المعذرة أنت واهم بعيدٌ عن الحقيقة. أنا مخلوقة تهدف الى شيءٍ آخر قد لايفهمهُ ألآخرين…
لايهمني كلام المخلوقات البشرية من كل ألأصناف..هم يتحدثون يتكلمون يتهامسون يذكرون يستهزؤون عن كل شيء حتى عن المخلوقات التي لاتنتمي الى صنف البشر. من أصغى لكلام ألآخرين على حساب سعادتهِ ومسراتهِ فسيعيش مضنوكاً مهموما مغلوباً  مادامت هناك شمس تشرق وتغيب. أنا لاأعرف كيف أتعامل مع الكلمات كما تتعامل معها أنت لكنني أفهم شيئاً واحداً إلا وهو عشقي الكبير اليك. قد يقول ألاخرين عني وعنك – هذا وهم وخيال- لايهمني حتى لو كان خيالاً…فالخيال الذي يرسم لي سعادة كبيرة كل يوم كلما وصلتني منك حروف وكلمات تعادل في نظري كل ساعات الواقع والمنطق التي يعيشها ألآخرين على مدار ألأيام والسنين.  لاتقل هذا – مجرد إنشاء وحروفٌ وهمية – سأمت هذه الملاحظات من جميع ألأطراف التي تعيش قربي هنا عند الحقول والوديان والسهول. هم لايفهمون لغة االروح , لغة النظرات والحسرات وألآهات المنبعثة من جسدٍ يتوق اليك كلما خرجتُ الى الحقول عند الصباح . كلما وقعت نظراتي  على طيورٍ كبيرة أو صغيرة – وأنا أسير بين الحقول- الخضراء الممتدة الى مرمى البصر أشعر أننا نشبه تلك الطيور التي لاتعرف معنى فارق السنوات ..لاتعرف معنى المنطق وتقاليد النظريات التي ترسم لنا طرقاً ينبغي علينا أن نسير بمقتضاها ومبادئها . لايهمني كم من الزمن أعيش معك و تعيش معي..مايهمني أن تكون الى جانبي في السراء والضراء في الحزنِ والفرح وتعاقب ألأيام…مايهمني أن ننتج مخلوقاتٍ بشرية صغيرة عيونها تشبه المساحات الخضراء هنا عند الحقول. لا تقل لي – هذا هو العشق الممنوع..هذا هو العشق المستحيل..ضجرتُ من تلك التعابير التي تناولتها ألأفلام الخيالية على مدار السنوات. لماذا هو العشق المستحيل؟  أنا ..أنت..مخلوقان موجودان على هذه ألأرض نستطيع أن نفعل أي شيء لايتعارض مع حقوق ألأخرين هنا وهناك..نحن نشغل حيزاً في الفراغ ولنا وزنُ نستطيع أن نتحرك من خلالة في كل ألأتجاهات. لاتذكر لي مراراً وتكراراً – أنك تنتمي الى فئة ٍالفقراء المحتاجين كباقي الفقراء في مساحات بلادك.. أنا واقعُ يمتلك كل شيء أستطيع من خلال ذلك الواقع أن أنتشلك من واقعك ألأليم وأحلق معك الى مساحاتٍ من خيالاتٍ وأحلامٍ لاتنتهي مادمنا على قيد الحياة. أنا – مغرومة بك بكل مدلولٍ من مداليلِ هذه الكلمة –  هل تعرف معنى هذا أم أنك تريد الهرب كي تبرر أن مساحات العمر بيننا هي السبب في ذلك الهروب؟ سأبعث لك كل شيء يساعدك في رحلتك من أجل  القدوم الي..سأنتظرك عند ذلك المحيط الكبير الذي تحط عنده السفن العملاقة…وسنبدأ حياة جديدة رغم مسافات الزمن بيننا..ورغم مساحات البعد بيننا على خارطة الكرة ألأرضية……………….” .

أحدث المقالات

أحدث المقالات