23 ديسمبر، 2024 6:28 م

العشق المستحيل… وليس الممنوع…

العشق المستحيل… وليس الممنوع…

تحدث في الحياة أحياناً حكايات تشبة الخرافات . حكايات كأنها من نسج الخيال بيد أنها وجدت لها طريقاً في عالمنا المعاصر. بينما كنتُ منكباً على – شخبطة- أشياء ليس لها قيمة في حياتنا اليومية وصلت الرسالة التالية من خلف البحار وكان ذلك التناغم الفكري بين الطرفان ” …أنا أعرف أيضاً هذا الشيء ..ومتاكدة أنني سأتزوج شخصا آخر ..شخصا ثانياً ينتمي الى أصول أخرى وحضارة أخرى, ومع هذا أنا مقتنعة بك كلياً. من المستحيل أن أدعك تذهب..ترحل عني. أحبك وهذا يكفي. سأعيش معك لحظات تعادل كل سنوات العمر التي عشتها في الماضي.أقسم لك أنني لن أتزوج قبل أن أعيش معك كل شيء كنتُ أتمناه معك. أحبك ..وحبي هذا ليس منبثقاً من فراغ عاطفي أو حنين الى جسدٍ فقط. أنا لا أعرف أن أكتب كلمات جميلة مثلك ولكن الذي أعرفه هو أنني أحبك ومتأكدة من ذلك. الشيء الوحيد الذي أتمناه ألآن هو أن أكون راقدة في أحضانك ..قربك..أرقد هناك في دفيء أحضانك الى يومِ يبعثون. أحبك بكل قطرة دم في جسدي.أعرف أن المسافة بيننا آلاف الكيلو مترات.. بحور وجبال ووديان وسهول تفصل بيننا . لدي المال الكافي لأعبر بثمنها كل البحار. سأجلب لك أي شيء تحلم به.. حاسبات..قمصان..جواريب , أي شيء. لا أعترف بفارق الزمن بيننا.هنا لايوجد حبٌ وعشق وغرام. لايوجد إلا عملٌ متواصل بين الجبال والحقول والوديان. أجساد الشباب هنا ليس لها قيمة..مشبعة برائحة التراب والغبار. لايعرفون سوى لغة الجسد والمال . “

لم اصدق أن هناك مخلوق يتجاوز الطفولةِ بسنوات يتكلم بتلك العفوية الصادقة يبحث عن شيءٍ مفقود بين حنايا الروح والخيال. كتبت لها أشياء واشياء…”  أنت ِ عشق غفلت عنه روايات الكتاب الخيالية..لم تتناولهُ قصائد الشعراء النارية..أنتِ سيلٌ وطوفانٌ وهيجان بلا حدود…

خمسة وثلاثون عاما ..هي الفترة الفاصلة بين سنوات العمربيننا ..إلا أنني أشعر أن فواصل الزمن لم يعد لها وجود في تاريخ هذا الحب الذي إنبثق الى الوجود منذ أن  راحت كلماتكِ الجميلة تنسلُّ إليَّ عبر المسافات …سحقاً للزمن الذي يقف حجر عثرة في إلارتباط بين  روحينِ  تتطلعان الى تلاحمٍ جسدي روحي لايعترف بقوانين التقاليد ألأجتماعية على مر العصور…

كلماتكِ التي تنبعث من ألأعماق بلا رتوشٍ بلا تحسبٍ بلا ترقبٍ بلا إنتظار..إنها كلمات تنبعث من عشقٍ ناري يكاد أن يُحرق كل قصائد الشعراء وتعابير ألأدباء الصادرة من خيالٍ خصب..وسنواتٍ من مطالعاتٍ …أنه الحب الصادق الذي لايعترف بقوانين التقاليد مهما رُسمـت..مهما كُتِبتْ..إنه أنتِ إنه أنا…

 

حتى لوتزوجتي فأنني سأبقى أتذكر حبكِ وعشقكِ وكلماتك الرقيقة مادمت على قيد الحياة

 

أعرف أنكِ ستطيرين يوما ما الى عشٍ آخر وطيرٌ آخر ومع هذا أبق اخاطبك في خيالاتي على مدارِ ساعات الليل والنهار

 

 

أنتِ حبٌ متفجر..أنتٍ عشق متأخر..أنت هي الحياة كلها رغم فارق ألأعوام الطويلة بيننا..

 

سلاما تاريخ العشق المستحيل وليس الممنوع…..”

لم تتوقف لحظة وحدة عن الكتابةِ , تبث من خلالها أحلامٌ وأحلام. ساعات طويلة تخترق جدار صمت الليل وهي تئن وتحنُ الى لقاءٍ يجمع خيالها الطفولي بخيال مخلوقٍ آخر لم يعد ينتظر آمالاً مرسومةً في ذهن إنسانٍ لم يعد له من الحياة إلا سويعاتٍ قليلة .