9 أبريل، 2024 7:55 م
Search
Close this search box.

العشق العراقي الأصيل..كيف ينهل العالم من بحور غرامه وقيمه الأصيلة؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كان العالم كله ينظر الى العراق على انه قبلته في الحكمة والتروي والعشق الاصيل الذي يذوب عشقا في هيام الحبيب ، وهو من تعلم فنون القيادة والحنكة ، وفن منازلة الاعداء والخصوم..وكيف يقيم هذا البلد الحضارات ويخرج العلماء والمفكرين وأصحاب الخلق الرفيع والكرم اليعربي الأصيل.
كان العراق أمثولة الدنيا وقبلتها في فن التعلم من القيم الرفيعة ومن الآداب العامة ومن الفلسفات والمذاهب والحوارات والثقافة، يمنح الحالمين بفجر الحرية أن يروا نور شمسهم وقد أشرقت فوق بلادهم، لأنه نبراسهم الذي يهتدون به، للخلاص من نير العبودية والطغيان، وكيف لا وهو صاحب القدح المعلى في فجر الحضارة، ومن وضع أول حرف في لغات الدنيا، وكتب أول مسلة للقوانين في تأريخ البشرية تعلم الدول والحكومات ومنظمات حقوق الانسان والجهات المهتمة بالعدالة ،كيف يمكن ان يقام العدل وتستقيم الاوزان، ويضعون خارطة الطريق الموصلة الى النجاة من الأهوال والشدائد والمحن والنكبات.
كان كل من لديه مشكلة او توتر في علاقاته مع الآخرين يأتي الى العراق ليسهم في حلها ، او يضع له خطوط عمل توصله الى الطريق الأسهل للحل، فيذهب وهو مستريح البال من ان تمكن برجاحة العقل ان يكتشف ذاته ، ويعود الى بلاده وهو مطمئن من ان من يغترف من عبقرية أهل العراق، لابد وان تكون الشمس مآله الى حيث التطلع المشروع والحلم القريب والامال التي تداعب مخيلة الملايين الى حيث غدهم المشرق الوضاء.
كان العراق قلعة الفكر والتطرف الفكري الذي لايعني الثورة العبثية بل الثورة المنظمة الاخلاقية التي تحافظ على القيم وتنهل من مبادي الاخلاق مدارس للحياة ، وترى العلماء يتفننون في إثارة الجدل واكتشاف معادن العلم وجواهره من خيالهم الخصب وعقولهم المليئة بالشجاعة والقوة والحكمة، وكأنهم ( خليفة الله على الأرض ) حقا وحقيقة ، فكانوا وكانوا وما زالوا رجالها الصيد الغر الميامين ، وان إدلهمت بهم نوائب الدهر وغدر الزمان وشيوع مظاهر الخسة والنذالة لدى جماعات لاتخاف الله، فعاثت في الارض خرابا ودمارا، وهي عهود مرت العراق وأسماها العراقيون بالفترات المظلمة كونها غريبة عن طباعهم واخلاقهم ومروءتهم وبطولتهم، فمن لديه ذرة خلق وبقية قيم لايقبل ان يعتدي على الاخرين ، لكنه في المقابل لن يسمح للآخرين بأن يتطاولوا عليه، وكيف يجرأ من يسعى للتطاول ان يقترب من أنف العراقيين حتى تجدهم وقد ثارت ثائرتهم لترد اليهم الكرامة اذا ما حاول كائنا من كان يثلم كرامتهم او يمس ارض العراق ومقدساته وابنائه مما لايرضاه العراقيون عن انفسهم وعن قيمهم وتاريخهم الضارب في اعماق الأرض.
 وكان كل من يريد ان يغترف من العشق والصبابة ومن هوى الأحباب ويريد ان يغوض في أعماقه المبحرة ويتذوق طعم الحب العذري وعشق الجنون في قصص غرام قيس وليلى وجميل وبثينة ولوعته وجماله الساحر وعذاباته وكيف يكتوي بناره، ليزداد منها إشتعالا بلا احتراق ،  يقال له اذهب الى العراق وتعلم من العراقيين كيف يتذوقون العشق وكيف يصعدون الى السماء عندما يعشقون، في حب متوقد بين الآله والعاشق ، حبا ليس بمقدورك ان تكتشف اعماقه الا عندما تسبر اغواره، ليختلج في النفوس توقدا وهياما ، وربما تحتاج الى أشهر وسنين لتتعلم كيف يتعذب العراقيون بعشق حبيباتهم ويهيمون في بحور الغرام ، وفي مدارس العشق وجامعاته الرهيبة ، فيتخرج من يروم الدخول في عالم العشق العراقي كيف يعوم على شواطيء الحب وكيف يكون بإمكانه ان يدخل أعماق البحار والمحيطات، لينهل من عمقها وعبق طبيعتها الساحرة الآخاذة مايزيده حبا وتطلعا الى الأبعد ، ليكتشف انه كما أوغل في العشق ونهل من عذاباته إزداد سعادة وشعر بقيمة الحياة وعرف كم هي جميلة حتى وان ذاق  مراراتها ، فيجدها بعد ان يرتشف من بحور عشقها ان الحب العراقي نعمة آلهية لاتقدر بثمن ، وهو كنز الكنوز ، يضاهي كل قيم الدنيا ، ورياضها الفاتنة وليس بمقدور كل شعوب الأرض ان تتعلم العشق كما أو أن يكون ملهمك كما يجيده أهل العراق ، وكيف يتفنون في ولوج بحور الغزل والهيام، فتصدح قلوب الشعراء أجمل كلمات المحبة وارق المعاني والتعابير التي تنبثق من بين ثنايا هذا الهيام ، الى حيث الطيران في عالم الفضاء ليحلق في فضاءاته وهو واثق من نفسه انه بدا يعرف كيف يطير وكيف يكون بمقدوره ان يعود الى أرض العشق، ليحط على سفينتها أو مركبتها الفضائية او الارضية ، فيحلق في أجوائها الساحرة ، وقد تعلم فنون الحب والعشق العراقي، ولامس أطرافه، لكنه قد يكتوي بنار صبابته دون ان يحترق جسده، قد يخترق قلبه وقد تثور ثائرته لكنه يرى نار الحب بردا وسلاما ، كما كانت على ابراهيم عليه السلام.
 كان الكثيرون يتمنون أن يأتوا الى العراق ليتعلموا معنى الشجاعة وفنون القتال الشريف ، وكيق يبنون قيما للفضيلة ومتارايس للبطولة ، يتعلمون كيف تصهل الخيول الأصيلة وكيف يداعب الفارس خيله، ليحلق الى حيث العلى عندما تدلهم بالعراق الأقدار ، ليضع حدا لمن يفكر ان يصيب اهل العراق أو يخطط  للنيل منهم، عندها يجد نخل العراق وقد انتفض ليضرب بجذوعه الفارهة القوية كل طامع او عديم أخلاق يفكر بأن ينال من اهل العراق ونسائه وشيوخه أو يروع اطفاله، ليرد على جحوره نادما على ما إقترفه بحق العراقيين لمجرد التفكير بأن ينال منهم ، وقد نال خزي الدنيا مثلما نال عذاب الآخرة، وغضب رب السموات والارض لمن تجرأ على ان يدنس أرض الانبياء والرسل والمقامات الصالحة التي تزخر بهم أرض العراق، فهم كنوزها النادرة وهم أئمتها وأعلامها ونوابغها وذهبها وكل الجواهر التي تزدان بها مدنهم .. هكذا كانت احوال العراق.. لكنها الان للأسف الشديد ليست كذلك، ولكن فيها مكامن للعشق والرجولة والكرم والإبإء ما زالت فضائلها بين الخيرين ممن لم تزيدهم الأزمات والكوارث الا لمعانا وبريقا، وهكذا هم أهل العراق، قبلة الدنيا ، وتوقها الى المعالي والقيم العليا والاخلاق الفاضلة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب