23 ديسمبر، 2024 10:00 ص

العشائر بين الجهاد والسياسة العشائر بين الجهاد والسياسة

العشائر بين الجهاد والسياسة العشائر بين الجهاد والسياسة

القبائل والعشائر تعتبر المكون الأساسي للمجتمع العراقي، فهي حاضرة بتقاليدها وأعرافها منذ مئات السنين، شاركت وساهمت ببناء المجتمع وكانت جزءا لا يتجزء منه، ولم تكن هذه الميزة تخص مكون دون آخر، فالعرب والكورد والتركمان والقوميات الأخرى تشاركوا جميعهم هذه الميزة .
حملت هموم الوطن على أكتافها، فبذلت رجالها وأموالها في سبيل العراق، وكانت ثورة العشرين خير مصداق لتضحياتها، فألزمت نفسها بإطاعة فتوى المرجع الشيعي الحبوبي، بوجوب مقاتلة القوات الغازية، فالإنتفاضة تفجرت وكانت نواتها، وإنطلقت من الرميثة لينطلق وهجها ليمتد جميع المدن العراقية، غير مكترثة بالماكنه الحربية للقوات الإنجليزية “بريطانيا العظمى”، فأطلق مجاهدو العشائر العنان فلم يتهاونوا بالقتال رغم التفوق العسكري للمستعمرين .
لم يقتصر دورها على الجانب الجهادي فقط، فكانت تلعب دورا مهما بالجانب السياسي، يتناسب مع قوة الرد الجهادي، وكانت دائما ما تلتزم بما تطرحه المرجعية، فقاومة مشاريع الإستعمار ورفضت المؤامرات الخبيثة، والتي أرادت فرض دساتير ومعاهدات إنتدابية، لجعل العراق بلدا يخضع للمملكة البريطانية، غير مبالية بالتهديدات الرامية لأقسمة الوطن .
في الانتفاضة الشعبانية والتي إنطلقت شرارتها من مضايف الجنوب في البصرة،  شاركت بقوة لإسقاط نظام الطاغية صدام، ولم تكن مبالية بجبروت وقوة هذا النظام وماكنته العسكرية، وبذلت كل ما تملكه من نفس ومال للإطاحة به، لكن وقوف المجتمع الدولي إلى جنب صدام أجهضها .
بعد 2003؛ وإسقاط النظام الديكتاتوري، مر العراق بمرحلة جديدة تملؤها الأمل، فرغم تنوعه تنفس الشعب الحرية، وانطوت صفحة من الصفحات السوداء، التي ملأت التاريخ منذ تأسيس الدولة الحديثة، ولم يخلو المشهد السياسي الجديد من العشائر فهي كانت حاضرة بدعمها للعملية الجديدة، حيث إلتزمت بفتوى المرجعية ولزوم المشاركة بالإنتخابات .
إلتزمت العشائر الاصيلة بفتوى المرجعية، بوجوب مقاتلة الدواعش، ولبت النداء ولم تتقاعس عن القيام، فذكرت المجتمع الدولي بصولاتها وجولاتها بمقارعة المحتلين والمستكبرين، وهي الآن تحث الخطى لتأخذ مكانها الحقيقي والريادي في الدولة، وبدلا من جعلها مؤسسة خاضعة لسلطة الحكومة، ستكون مؤسسة مستقلة تعمل على لم الشمل وفض الخلافات، والإرتقاء بمكانة هذه العشائر .