23 ديسمبر، 2024 8:38 ص

العشائر بين الاحتلالين وحكم الطاغية!

العشائر بين الاحتلالين وحكم الطاغية!

رغم كل ما مر به العرق من تدخلات,واحتلال وظلم,أثبتت المؤسسة العشائرية وجودها وأصالتها وعدم تأثرها رغم ذلك.
 التركيبة العشائرية للمجتمع العربي عامة والعراقي خاصة, مؤسسة مستقلة,ورجالها أصحاب تاريخ ومواقف,على عكس الحكومات.
 جاء الاحتلال العثماني الذي أرد تمزق الوحدة العشائرية؛فوجد الصعوبة بذلك قتل ماقتل,نفى العديد من رجالها,حتى سقطوا بالاحتلال البريطاني ليرمي بظلاله على المؤسسة العشائرية, آلا أنها وقفت بوجه الانكليز؛ بعد التفاف حول المرجعية الدينية بالجهاد والعمل المسلح لمقارعتهم.
 انطلقت الشرارة الأولى من البصرة, بعدما أرسلوا ببرقية الجهاد الشهيرة لعلماء ومراجع النجف لدحر الانكليز وطردهم من ارض الإسلام, ابان زعامة السيد كاظم اليزدي(طاب مثواه الشريف)للمرجعية.
بعد ما حظيت بدور مهم تعمًت تلك البرقية على بقية المحافظات وبغداد؛وقادة تلك المعارك رؤساء العشائر كالشيخ شعلان أبو الجون,رئيس عشيرة الظوالم, صاحب الشرارة الأولى للثورة في الفرات الأوسط, والشيخ خيون العبيد, شيخ عشيرة عبودة في الشطرة.
أقف عند حادثة الشيخ شعلان مع الضابط الانكليزي “استدعاه الملازم (هيات)معاون الحكم السياسي بالرميثة, بان يوقف العمليات ضدهم حدثت مشادة كلامية شرسة وقال له : العراقيين ليس كالهنود يتحملون ذلك.!
 أمر بحبسه, وإرساله بالقطار الى الديوانية,فالتفت الشيخ على الشخص الذي معه: فطلب منه أن يبلغ ابن عمه(غيث الحرجان)بان يبعث أليه عشر ليرات عثمانية ذهبية.؟
 هنا يقصد عشرة رجال من الشجعان!بالفعل تم تجهيزهم وهجموا على السراي, وحرروا الشيخ شعلان, من قبضة الانكليز وأعادوا به الى عشيرته”.
اجتمعت اغلب تلك العشائر(ال زيرج,والبوحسان وبني عارض,والظوالم,وعشائر المنتفج)حتم تم طردهم.
بعد ذلك أعطى لهذه المؤسسة دورا مهم, لا تقل أهمية على المؤسسة الأم المرجعية.
 واستمر الحال الى أن جاء حكم البعث الفاشي,والطاغية الذي أرد إفراغها من محتواها وأصالتها؛ ليئطرها بإطار حكومي؛ فبحث عن نقضي لها بـ(المختارية)التي هي وظيفة لرجل ولائه للطاغية وجلاوزتة هو امتداد للاحتلاليين السابقين فلم يتمكن من ذالك لان شيخ العشيرة ليس لديه هوية تعريفية من قبل الحكومة,او دائرة مهتمة بشؤون العشائر.!
مضيف الشيخ ملتقى لرجالها ولجميع الشرائح ليس كما يفعله الشيخ الحكومي(المختار)يوطئطء رأسه أمام ضابط الأمن والقائم مقام.
وبعد الانتفاضة الشعبانية المباركة صنع شيوخ عشائر ليكون وعاض للسلطان! إضافة الى المختارية, ليقتاتوا على المساعدات لتغير مفهوم العشيرة,واستحداث عادات وتقاليد منافية للعرف والإسلام, وأطلق عليهم بـ(شيوخ التسعين)! فهم اشخاص غير محترمين ومنبوذين بين الشيوخ المعروفين الأصلاء.
فالمؤسسة العشائرية بشيوخها ورجالها كالحجر العقيق, كلما مرت به ضروف وزمن طويل ازدادت قيمة وثمن فهي تلك,اليرات الذهبية العثمانية..