لو لم يكن صدام حسين على علم برغبة العشائر العربية المنتشرة بالقرب من الحدود الاجتماعية للكرد. للسكن في اراضي الكرد. لما انتهج التعريب ضد الكرد. لذا لايصح التمييز بين النظام السياسي والقاعدة الاجتماعية التي يستند عليها كما يسعى الى ذلك بعضهم عبثا كأن يحملوا النظام السياسي وزر الظلم والقمع ويبرء وا قاعدته الاجتماعية. واذكر انه عند اندلاع ثورة ايلول الكردية 1961- 1975 كان من هتافات تللك العشائر بوجه الكرد:( احنا البدو وين العدو). واضيف انه لم تكن وما يزال لدى هذه العشائر اية روح وطنية. والاكيف تركت قراها وموطنها- ولم تكن مضطرة الى ذلك- وتقدم على اغتصاب اراضي الكرد. وتشريدهم بل وحتي طردهم منها وقتلهم؟ والذي يؤسف له ان الراي اعلاه ينسحب على العشائر العربية في القرون الغابرة كذلك والامثلة على ذلك كثيرة. اذ ان العشائر العربية التي غادرت الجزيرة العربية في صدر الا سلام بحجة نشرالدين الاسلامي.فانها لم تتوقف عند نشره بين معتنقي الديانات المسيحية واليهودية والزردشتية والايزيدية..الخ وفرضه عليهم انما احتلت اراضيهم وكنائسهم ومعابدهم وانتقلت للسكن في اراضيهم. الشي نفسه فعلته الجيوش الاموية التي غزت اسبانيا وغيرت اسمها الى(الاندلس) فقامت بنقل الالوف من القبائل العربية الى اسبانيا والتي بقيت فيها قرابة اكثر من 600سنة الى ان قام الاسبان بقيادة المللك فيليب الثالث بطردهم واجلا ئهم الي شمال افريقيا فيما بعد. والافت ان رموزا اسلامية كبيرة فضلت الانتقال من موطنها الجزيرة العربية الى البلدان التي انتقلت الى الدولة الاسلامية فلقد سكن الامام علي ابن طالب (رض) مع اولاده من مكة الى الكوفة وانتقل معاوية بن ابي سفيان الى دمشق وعمرو بن العاص الى مصر .. الخ
لم تتصرف العشائر العربية مع الكرد من منطلق الاخوة في الدين اوالجيرة ومشتركات اخرى. لهذا لم يكن لدى الكرد ولع بالعرب منذ قيام الدولة العراقية 1921 كما يقول السياسي المعروف حازم صاغية و لايميز الكرد هذه العشائر عن الاعراب الذين قال القران الكريم فيهم من انهم اشد كفراً ونفاقاَ. وراح المصطلح الاعراب يطلق على العشائر العربية في الموصل مع شي من التحوير وهو (العريبان) ويتهمها الموصليون الا صلاء با لاساءة الى العلاقات العربية الكردية.وكيف انها عاثت فساداَ في الموصل ويوم سقط النظام السابق في 9-4-2003 فان تللك العشائر ليس في محافظة نينوى فحسب بل في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين اصبحت حاضنة للارهاب ومحطات استراحة لمسلحي دولة العراق الاسلامية لسنوات طويلة وقبل ظهور داعش. ويقر بهذه الحقيقة الكثير من القادة العسكرين العراقيين وغيرهم. ولما احتل داعش المناطق السنية في العراق ومن بينها مدينة الموصل يوم 10-6-2014 فان العشائر العربية لعبت دور القوة الصدامية الامامية لداعش في الفتك بالقري الكردية وبالاخص الايزيديين الذين غدرت بهم بمنتهى الوحشية فنهبت اموالهم وسبت نساء هم واودعت المئات منهم الى المقابر الجماعية.كمال كركوي رئيس البرلمان الكردستاني السابق قال في تصريح له عن العشائر العربية في محافظة كركوك. وهذا على سبيل المثال :(ان عرب المنطقة اطلقوا النار من الخلف على البيشمركة) و(عرب خبازة جواسيس داعش)..الخ
ولدى الايزيدين وكرد غرب دجلة وكرد اخرين والمسيحيين ايضا اكثر من دليل على تورط تلك العشائر في تنفيذ جرائم داعش بحق الشعب الكردي من مسلمين وايزيدين وبحق المسيحين كذلك. عليه فان معاقبة هذه العشائر بسبب تعاونها مع داعش وقبله مع دولة العراق الا سلامية وقبلهما مع النظم الدكتاتورية العراقية، بات ضروريا ولكي تكون عبرة لمن اعتبر، على ان يشمل العقاب استرداد الاموال التي نهبتها والجرائم التي اقترفتها تحت قيادة داعش، مع بناء جدار عازل بين كردستان وبينها فعدم السماح لها بالعودة الى قراها ومناطقها السابقة لكي لا تتكرر الماسي والمظالم واعمال السلب والنهب والقتل وينعم الكرد والمسيحيون والشيعة والكاكائيون بالامن و الاستقرار، وتقبر الى الابد الاساءات التي الحقتها هذه العشائر بسمعة العرب والمسلمين. والحذر كل الحذر من تسليحها او الدفاع عن جرائمها تحت اية ذريعة كانت. واخيراً وليس أخراً القيام باعادة تربيتها، تربية تقوم على التمسك بالاخوة في الدين و الانسانية ونبذ التعريب والارهاب والعنصرية ونهب الاموال .. الخ من الجرائم والاثام التي قامت بارتكابها على مر العقود والسنوات.