12 أبريل، 2024 5:26 ص
Search
Close this search box.

العشاء الأخير على مائدة التحالف الوطني !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

عكس جميع معايير فنون التفاوض، مثلت مقولة مشهودة للراحل مام جلال الطالباني في ان ازمة المفاوضات بين الأطراف العراقية كلما تشتد تنفرج !!وهكذا مضى العراق الجديد منذ اتفاق لندن بين أحزاب المعارضة عام 2002 برعاية زلماي خليل زادة ، والتي باتت قياداتها أحزاب سلطة ما بعد وصولهم على ظهر الدبابة الامريكية والأزمة العراقية تتدحرج الى الامام فقط لان قوى إقليمية ودولية لا تريد للنموذج الجديد من الفوضى الخلاقة التي ابتدعها المحافظون الجدد من الانهيار وكانت الجولات المكوكية لكل الجنرال قاسم سليماني او دبلوماسية الاتصال الهاتفي من البيت الأبيض مع رموز العملية السياسية تعجل بالانتهاء الى تشكيل حكومة او تتدخل لحل ازمة بين بغداد وأربيل او داخل قبة البرلمان بين التحالف الوطني واتحاد القوى العراقية بتشكيلاتها المعروفة مثل جبهة التوافق والقائمة العراقية، حتى ظهر تنظيم داعش على مسرح الاحداث ليحتل بين ليلة وضحاها اكثر من ثلث أراضي العراق الجديد وهروب القوات الحكومية وقادتها برتبهم العالية الى أربيل .
ولم تفلح مفاوضات تشكيل حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي الى حلول عاجلة للتعامل مع الازمة العراقية المتوالدة والتي تفرخ الازمات الأمنية والاقتصادية وهي تواجه حربين الأولى اقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط والأخرى تمثلت في الاستجابة لمتطلبات اقصاد حرب لمواجهة تنظيم داعش، وهكذا بات الحشد الشعبي بلا رواتب، وهو يدفع انهار من الماء دفاعا عن تجربة العراق الجديد ، وتعاملت الحكومة باقتصاد تقشفي أقرب الى اعلان حالة طوارئ اقتصادية مع الاشاعات التي تطلق من مسؤولين حكوميين عن جفاف موازنة الحكومة حتى في دفع الرواتب.
في ظل كل هذه الازمات وما ينتج عنها يوميا انبرى السيد مقتدى الصدر الذي يحمل على كاهله ميراث والده المرجع اية الله محمد محمد صادق الصدر ” رحمه الله “لكي يقول قولته في احقاق الحق من وجهة نظره في قيادة تظاهرة الجمعة والتهديد باقتحام المنطقة الخضراء ، فانتهت التوسطات الإقليمية ومن مراجع دين محسوبين على هذا التيار او ذاك داخل التحالف الوطني الى عقد اجتماع كربلاء لزعامات التحالف الوطني وبعدها صدر بيان سياسي تبرأ منه السيد مقتدى الصدر وأيضا رئيس الوزراء وربما حتى السيد عمار الحكيم فهل كان هذا الاجتماع هو العشاء الأخير للتحالف الشيعي ؟؟
ويبدو ان المجتمعين في هذا العشاء الأخير لم يتبينوا حقيقة كبرى مفادها انهم كانوا قبل أعوام خلت أحزاب معارضة سياسية يقومون بكل الأفعال المتاحة لإسقاط نظام سياسي معترف به دوليا تحت مختلف الحجج والذرائع قد نتفق او نختلف معها لكنها كانت أحزاب معارضة تمتلك مليشيات عسكرية، وتقوم بعمليات تفجيرات منتظمة داخل العراق، وتنظم التظاهرات في عواصم الدول الاوربية او امام الأمم المتحدة من اجل ماذا ؟؟ الجواب عند المواطن العراقي الذي غمس أصابعه في الحبر البنفسجي من اجل حكم متعادل وليس عادلا بالمعنى الفصيح لأي عقد اجتماعي معروف في النظم السياسية تحت عنوان قبيح يتمثل في نظام المحاصصة، فانتهى الوضع الأمني والاقتصادي الى إزالة نعمة الامن والأمان بل وان الفساد عم البلاد، وتحولت الحكومة ومؤسساتها الى اقطاعيات حزبية، تطرد الكفوء المخلص لوطنه وتأتي بأبناء زنا المحارم السياسي لمحاصصة أموال الشعب وسرقتها وهكذا تحولت مؤسسات الدولة الى دوائر تسرق بأسماء الشهداء لهذه الأحزاب او ذاك وسجناؤهم السياسيين بامتيازات تفوق الخيال ، بل وان هذه الطبقة الجديدة من المنتفعين من هذه المحاصصة حولت هذه المؤسسات الحكومية من حالة النفع العام الى النفع الخاص، وظهور طبقة من موظفي الخدمة العامة غير الاكفاء الا في انتماؤهم السياسي لهذا الحزب او ذلك ،وتفسي الفساد بسبب مضارباتهم السياسية من اجل بلورة أجواء الطائفية السياسية داخل مؤسسات الدولة وإلغاء سيادة القانون بفرض هينمة سلطة امراء الطوائف .
وهكذا انتهى العشاء الأخير من البحث عن حلول وطنية وفقا لرؤية الراحل مام جلال بان الحلول تأتي بعد اشتداد الازمة، لتنتهي اليوم الى تهديد وتهديدات مقابلة بان( إشاعة الفوضى ضد المصلحة الوطنية) التي كان لكل من حضر هذا الاجتماع وجهة نظره في محاصصة المصلحة الوطنية وفقا لمفهومه الحزبي الضيق، لذلك تنقل مواقع إخبارية تصريحات نسبت لرئيس الوزراء حيدر العبادي في حساب باسمه على مواقع التواصل الاجتماعي ‘تويتر’ جاء فيه ‘البعض يريد ان ينهار كل شيء وتسود شريعة الغاب’، ويشير الحساب الذي يتحدث على لسان رئيس الوزراء على ما يبدو الى اجتماع كربلاء الاحد 6 أذار الجاري، ورفض التيار الصدري لبيان الاجتماع.
وفي ذات السياق، وصفت النائبة عن ائتلاف دولة القانون عواطف نعمة الاتهامات التي وجهها النائب عن كتلة المواطن محمد اللكاش عبر لقاء بثته قناة السومرية الفضائية الى حزب الدعوة بإفشال مشروع الشيعة في بناء دولة عصرية بأنها ” محاولة مفضوحة لإبعاد الأنظار عن المسؤولين الفاسدين التابعين لكتلته “، مؤكدة” ان حزب الدعوة سيقيم دعوى قضائية ضد اللكاش “!!
فهل ينطبق المثال المصري الساخر( مشافوهم وهو بيسرقوا شافوهم وهم يتحاسبوا ) على حال هذه الأحزاب التي ترفض حق المواطن العراقي في مطالبة أصحاب السلطة بحلول عاجلة لازمة خانقة يشيب لها الطفل الرضيع ، فيما يتحدثون عن شهداؤهم وسجناؤهم الذين ضحوا بحياتهم من اجل حرية الشعب العراقي من دكتاتورية صدام واليوم يمارسون ابشع انواع الدكتاتورية في محاصصة الفساد مما جعل المرجعية الدينية الشريفة تتبرأ منهم بعد ان بح صوتها وهي تنصح الحكومة بحلول مطلوبة لتفادي الازمات ، وتبرأ منها زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر وطرح مشروعه للإصلاح .
هكذا يمكن ان يفهم الشعب وقواه المدنية الفاعلة اليات تصرف هذه القيادات وهي تناقش على مائدة العشاء الأخير في كربلاء الإبقاء على زنا المحاصصة، بأنهم ليسوا من أصحاب مسيرة جدنا الامام الحسين بن علي صلوات الله عليه في خروجه للإصلاح في امة جده بل هم كما يكرر المثل الشعبي العراقي (يلطمون على الهريسة مو على الحسين) ولله في خلقه شؤون.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب