22 ديسمبر، 2024 11:21 م

في حزيران عام ( 1967 ) كنا تلاميذَ صغار في الدراسة الابتدائية .. ولا أتذكر حرب حزيران وسقوط القدس وسيناء والجولان والضفة الغربية بيد العدو الصهيوني إلا بعد أن قرأ علينا معلم الرياضة في السنة التي تلتها ( 1968) خطاباً عن الفدائيين والعاصفة ومنظمة التحرير الفلسطينية وعبد الناصر والتبرعات .. وكبرنا وكبرت معنا الهزيمة وبقينا نسمع .. أبو عمار .. أبو أياد .. أبو جهاد .. أبو نضال .. والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية وجبهة التحرير العربية وجبهة النضال وحواتمة وحبش .. وإستمرت الهزيمة تنموا في نفوسنا وزاد عدد المناضلين .. حماس والقوميين والشيوعيين والبعثيين والإسلاميين والليبراليين والعلمانيين والراديكاليين وزاد معهم عدد المناضلين من كوبا والصين وكوريا الشمالية وفيتنام وروسيا والدول الإشتراكية وأصبحت قضية فلسطين القضية المركزية للعرب ولم يتحرر منها شبرٌ واحد .. العدو الصهيوني أصبح يمتلك قنابل نووية ودولة إقتصادية محكمة وعلاقات دولية متينة وأقوى جهاز مخابرات ( الموساد) عرفه التاريخ سيطر بشكل محكم على جميع منافذ التهديد للكيان الصهيوني مهما كان حجمها وأنى يقع مكانها .. وديمقراطية محكمة وحياة سعيدة وباب مفتوح لكل اليهود في العالم للتوجه إلى (أرض الميعاد ) .. بعد أن حضّر العدو آلاف معسكرات الإستيطان والمجمعات لمن يريد أن يسكن في الأرض المحتلة .. وجيش متمكن وإسناد إعلامي قلَّ نظيره وضحك على ذقون العرب ليلاً ونهاراً .. وقتل وتشريد الفلسطينيين ومحاصرتهم وتجويعهم وإرعابهم وإغتيال الجميع متى ماسنحت الفرصة وزج الآلاف في سجون العدو وبث الفتن والفرقة والخلافات بين فصائل المقاومة وتدنيس مستمر للأراضي المقدسة والعبث بالإرث الخالد للديانتين المسيحية والإسلامية وإستيراد جنود معلبين من أثيوبيا واليمن ( يهود الفلاشا) يمتلكون حقداً عجيباً على العرب .. فلسطين ذهبت بلا رجعة ولن تعود لنا أبداً .. ولستُ هنا في معرض التشكيك بأي موضوع لكنّي على يقين أن فلسطين لن تعود إلا بعد أن يتم إستبدال عشرات الأجيال العربية وبخاصة الأجيال التي عاشت في القرن العشرين وحتى نهاية القرن الثلاثين على أقل تقدير !!