23 ديسمبر، 2024 10:31 ص

العسكر يذودون عن ديمقراطية مصر والاخوان يداهمون العالم

العسكر يذودون عن ديمقراطية مصر والاخوان يداهمون العالم

• السيسي قاد الجيش لاستخلاص مصر من مخالب الاخوان
•  افتعلوا مشكلة شيعية لتصفية الحسابات وتشتيت الثورة عن اهدافها
•  اضفوا على انفسهم متعة التفوق على الدستور

قال الشاعر: “لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم، ولا سراة اذا جهالهم سادوا” وهو منطق واقعي يتكرر في كل زمان ومكان، بموجب العقد الاجتماعي الذي اختطه جان جاك روسو، منهجا لتنظيم العلاقة بين الشعب، ومن يختارهم لادارة دفة الحكم، يضع مجموعة اشتراطات؛ كي تنجح تجربة السلطة.
ولم تنجح في اية بقعة على الارض يوما؛ إذ لم تخلُ اية دولة، من انحرافات، في سياقات الدستور، تشريعا وتنفيذا، لكن حال اخف من اخرى، وتنازل الشعب عن كامل حريته، مقابل تمتع السراة المتعاقدين معه على ادارة الدولة، بكامل الصلاحيات، بل يستحدثون صلاحيات، ويضفون على انفسهم مميزات، حتى تتخم التجربة بالجور، من الطرف الثاني على طرف الاول في العقد (الشعب).
وهذا الذي يتكرر في كل مكان وزمان، كما اسلفنا، بلغ ذروة الالتفاف، في مصر، بعد ثورة اسقاط مبارك، التي قفز عليها الاخوان، فاجهضوا التجربة، وتبوؤا موقعا، راحوا من خلاله، يعيدون مصر الحضارة الى بدائية الاسلاف الموتورين ازاء التطلعات المعاصرة، نحو مستقبل الرفاه الانساني.
اشتغلوا وفق منهج قمعي يتنافى مع الديمقراطية، التي شيد شباب الفيسبوك اركانها بدمائهم.
الاخوان، كيان سلفي مريب، له ولاءات تتنافى مع طروحاته، يتضاد مع الانسانية والجمال ورفاه المجتمع، ايمانا بجلد الاخر، ومصادرة وجوده، وابادة المجتمعات، وتصفية مخالفي رأيه، قتلا، في حين يرفع راية الاسلام في ادعائه.
لم يكتفِ الاخوان، بسرقة الثورة المصرية، التي اسقطت الرئيس السابق محمد حسني مبارك، انما راحوا ينعطفون بتقاليد حياة الشعب، نحو التخلف، الذي يتغلف ببدعة اسلام، لا اصول له ولا تعاليم ولا خبر جاء ولا وحي نزل، انما هو اسلام يكيفونه وفق امزجة هوجاء.. موتورة، تؤدي بالاسلام الى ما هو غير اسلامي… هواء عاصف يدمر حياة الابرياء، بافتعال آثام يلبسونها الناس؛ كي يبطشوا، مقيمين الحد عليهم.
في غضون عام واحد، من حكم الاخوان المسلمين، يمثلهم د. محمد مرسي، نفذوا الى الدول الاخرى، يداهمونها، ويمدون (جوينات) غير بريئة، في خطى مريبة، لا تفسير لها، سوى العبث بأقدار الشعوب، والتطفل على استقرار حياتهم، بعد الفراغ من تدمير مصر العامرة دوما ان شاء الله.
قمعوا الحريات، وذهبوا بالبلاد الى ما لا علاقة له بالاحداث، يشبكون اللحى، ويجرون فئات خارج اللعبة، كي يتشتت الكلام، وتضطرب الافعال.. يصفون حساباتهم، مع مذاهب واديان وطوائف وقوميات، ليست طرفا في الاحداث ولا تريد ان تكون طرفا؛ لأنها اوهى وجودا واضعف قوة واقل عددا من ان تشكل ثقلا ما، من اي نوع في الاحداث الحجارية، داخل مصر.. اقحموا الشيعة؛ فلم يقتحموا حرمة الوطن.
واعني قتل الشيخ حسن شحاتة، الذي فتحوا بقتله بوابة، لو ان وراءها عدد وعدة؛ لثارت حرب اهلية، بين مرسي الحكم حينها، والشيعة، الذين لم يشكلوا يوما اي تأثير على بنية المجتمع المصري.
فالقضية سنية برغم كونها غير طائفية؛ اذ ان من اسقطوا مبارك، تم لهم الامر، بموجب تداعيات مدنية وليست دينية، ومع ذلك، فهم سنة وليسوا شيعة، ومن تسلم الحكم بعده، هم الاخوان المسلمون، وهم سنة، التفوا على سنة، اسقطوا سنيا.
اين الشيعة في هذه المعادلة!؟
اذن قتل الشيخ حسن شحاتة، يدل على ان الاخوان يستغلون السلطة التي سقطت تحت اقدامهم، في تصفية حسابات باطلة، ضد من يكرهون، لاسباب اخرى لا علاقة لها بادارة الدولة وعقد روسو و…
قتلوا الشيخ حسن شحاتة، بالفظاعة والتمثيل والضرب بالعصي حد الموت، وعدم الاكتفاء بذلك، انما واصلوا سحل الجثمان الطاهر في الشوارع، مزقا وجمجمته تتشظى، بابشع ما يمكن ان تكون عليه المثلة التي نهى عنها الرسول محمد (ص) ولو بالكلب العقور.
سبقه تشكيل جمعيات تحت شعار (التصدي للمد الشيعي) وحكومة مرسي تجيز وتبارك وتشجع وتدعم تلك الجمعيات، التي صاح ذوو العقل بوجهها: – اين هم الشيعة؟ وما هي القناة التي يتسرب منها مدهم!؟ وهم ليسوا سوى بضعة آلاف وسط عشرات ملايين المصريين.
اذن ذهب الاخوان بمصر الى متاهات خطيرة، تعطي الحجة للشيعة بتنظيم قوى صدامية للدفاع عن نفسها، لولا ان الشيعة اثبتوا ولاءً وطنيا لمصر، تسامى فوق اخطاء الاخوان، التي دفعتهم للفئوية، لكنهم عادوا للوطن، وتركوا الاخوان وما يأفكون؛ يلقون مصيرهم الذي يستحقونه، بالخطوة التاريخية الجريئة، التي اقدم عليها اللواء عبد الفتاح السيسي.. وزير الدفاع، يقود الجيش باتجاه استخلاص مصر من مخالب الاخوان.
فأرض الكنانة، تاريخ ووعي مشفوع بارادة قوية، لا تلين لمغتصبي ثمار الثورة، نهازي الفرص، الذين تركوا شباب الفيسبوك يواجهون مبارك، ثم استولوا على النتائج، الى ان صحح الجيش انحراف الاخوان، بما توافق الاعلام على تسميته بـ (مصر الثورة الثانية).
ولسوف يعلم الذين كفروا اي منقلب ينقلبون، وها هي ارادة الله تتم على يد الجيش المصري العظيم، الذي اثبت انه جيش شعب وليس جيش حكومة.