يا قائدا جفّت أمامه الأقلام، وخجلت عنده ألسنة أكبر الأدباء والشعراء، فأنتم افنيتم عمركم ووقتكم وشبابكم، لخدمة الوطن والدين والمؤسسة وخدمة المجتمع، وتركتم وراءكم قدوة طيبة صالحة، تشجع الأجيال على العمل الطيب.
كانت حياة السيد عبد العزيز الحكيم، تتميز بالبساطة والزهد في، سواء في حياته الخاصة او العامة، زاهدا مع أهل بيته وأبناءه, ولكن في المقابل كان كريماً وسخياً وجواداً مع الأخرين, كذلك الحال في مأكله وطعامه, فقد كان زاهداً مع نفسه مضيافاً مع زواره.
كان سمة التوكل على ربه حاضرة، ويتبين ذلك في الازمات والمحن و الشدائد، وحينما تضيق الامور وتسير التحديات في اتجاهات خطيرة، حينذاك يتبين من الذي يضعف، ومن الذي يبقى قويا معتمدا على خالقه سبحانه وتعالى.
الثقة بربه كانت المدخل الحقيقي لمعالجة كل الأزمات، وهذا الذي جعل منه ذلك الرجل الشامخ، المؤثر في مسيرة التضحية الطويلة، وهذه الثقة العالية بربه سبحانه وتعالى، عند الشدائد والمحن القاسية، كانت تمثل معلماً بارزاً ومهماً في شخصيته.
كان محباً للخير صلباَ وحازماً، في القضايا الخطيرة والحساسة، يتميز بالقوة والثبات والإصرار على المضي، كان آية في الصبر والاستقامة في الثبات، رقيقا على دمعة اليتيم وألم المظلوم، فسعى لإنشاء «المركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق»، وقد تطور هذا المركز وتوسع، حتى أصبح مصدراً رئيسياً لمعلومات، لجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، والمقرر الخاص لحقوق الإنسان في العراق، والمنظمات الوطنية والدولية الحكومية وغير الحكومية، خاصة عندما كان يعرض بالأرقام والإحصائيات الدقيقة، الممارسات الوحشية لأجهزة امن النظام السابق ضد العراقيين.
تزامن اهتمامه في مجال حقوق الإنسان، مع عمله في مجال الإغاثة الإنسانية، وتقديم الدعم والعون للعراقيين، في مخيمات اللاجئين الذين هجرهم النظام السابق، عندما سحب منهم حقوق المواطنة والجنسية.
كان عقلية استراتيجية لا يقف كثيرا عند الجزئيات والتفاصيل، ويستحضر المصلحة العامة والهدف، ويستذكر المسارات ويستحضر الاولويات، ويتأكد هل اننا نسير في الطريق الصحيح، واين يجب ان نصل..
كان حازما و شجاعا وجريئا في اتخاذ القرارات الخطيرة، ويسمع ويدقق يراجع يقلب، يتشاور حتى يستوضح، لكن حين يستوضح يتخذ القرار ويمضي، ومهما كلفه الثمن.. كان رجل القرارات الجريئة..
كان عزيز العراق واضح البصيرة شديد والعزيمة، عظيم الهمة والإرادة، في أحلك الظروف وأشدها عتمة، كان يرى الأزمة بعين الفرصة، وكان يرى المحنة بعين المنحة، لأنه ينظر الى عناصر القوة، وكان يرى الوحدة والتماسك صمام الأمان للمواجهة والاختبار..
التفاؤل بالمستقبل من السمات التي ميزت شخصية عزيز العراق، فكان يركز على النصف الممتلئ، حتى في الظروف الحرجة، فكان هذا التفاؤل والثقة بالمستقبل، هو الحافز لمواصلة المشوار بقوة وزخم، مما جعله يحقق الكثير.
ان صلابته «قدس سره» لم تكن أمر طارئاً ولا عابراً، فهي غرس نما عبر مراحل حياته، وبفعل الظروف التي واجهها، فجعلته ذلك الإنسان الحكيم والثابت على مواقفه، النابعة من تحليل دقيق وتعمق ومشورة، وكم اعتاد سماحته على الصبر وتحمل الأذى والمعاناة، في حياته المليئة بالآلام منذ فتوته..
غادر العراق بعد ان عاش حياة البساطة والكفاف، ولم يترك الذي يتركه الاخرون وذهب خفيفا الى ربه، وهو ما يثير الاعتزاز والفخر، بأن شخصا بكل المواقع والامكانيات الكبيرة، والفرص التي سنحت له لم يترك ميراثا سوى مواقف لاتنسى.
لقد عاش السيد عزيزا وغادر عزيزا، وترك ذكريات اثيرة في قلوب محبيه، ومن يتعرف على سيرته في هذه الحياه ٠٠