20 مايو، 2024 9:11 م
Search
Close this search box.

العزوف عن الانتخابات الاسباب والدلالات !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا شك ان العملية الانتخابية هي ممارسة ديمقراطية ، و من سمات الانظمة السياسية اجراءها لتاكيد التداول السلمي للسلطة  . والمؤسف حقاً ان الناخب العراقي بات لا تعنيه العملية الانتخابية وما تفرزه واضحى متوعداً لها منذ الاعلان عنها بأنه سوف لن يكون مشاركاً فيها بل متفرجاً لما يحدث  في وقائع المهرجان المارثوني لها  ، بالرغم ان اللوائح الانتخابية في الانظمة الديمقراطية لا تجبر المواطن على المشاركة في الانتخابات بقدر ما تحضه على المشاركة وتضمن له ما وعدت به الكتل السياسية من وعود . ومن بين اكثر من ثلاثة عشر مليون ناخب لم يصوت سوى ستة ملايين اي ان النسبة ينبغي ان تكون اقل من (50% ) الا ان المفوضية قدرتها بهذه النسبة ، وبغداد من اكثر المحافظات عزوفاً حيث بلغت النسبة ( 33% ). فيما رافقت الانتخابات عمليات ارهابية راح ضحيتها عدد من المواطنين ، وبالتالي اصبح الشارع العراقي ناقماً ومحرضاً على عدم الانتخاب فضلاً عن تصاعد وتيرة التهديد من قبل الجماعات المسلحة بغية منع الذين يريدون الادلاء باصواتهم . امام هذه التناقضات في المشهد العراقي نرى ديمقراطية عرجاء تفتح صناديقها للاقتراع ولا تجد من يلبي نداءها مما ستفسح المجال لنفس الوجوه للصعود ولكن بعناوين جديدة ومسميات مختلفة . واللافت للنظر ان الذي يحدث هو تراجع وانتكاس للعملية الديمقراطية ، لان معيار نزاهة الانتخابات ليست فقط بشفافيتها وحصانتها من التزوير والاختراق فحسب  وانما بعدد المقترعين واقبال الناخبين عليها ، اما بقاء صناديق الاقتراع فارغة دلالة على فشل العملية الانتخابية وعدم ايمان المواطن بما يجري . ومن افرازاتها ارتفاع وتيرة الاصطفاف الطائفي واختفاء هوية العراق الواحد وبروز الطائفة والعرق والمكون بديلاً عن الهوية الوطنية التي كان ينادي بها اغلب المرشحين في حملاتهم الانتخابية واضحت زوراً وبهتاناً ، لا بل تلاعب بمشاعر ومقدرات الناخب العراقي . وحل التنافس الانتخابي الشريف بدله الصراع وتسقيط الاخر ولم يتمكن بعض الساسة من السيطرة على نزواتهم اثناء الحملات الانتخابية وراحوا يقدحون هذا وذاك وتناسوا المشروع الوطني المعلن ان يكن هناك مشروع وطني واضح حقاً . الشارع العراقي يتساءل هل ان الساسة قد ادركوا ان فشل الانتخاب وعدم حصوله على الاجماع والنصاب ماذا يعني ؟ ، انها  الخديعة واللعب على الذقون قد طالت ، وردة فعل المواطن حتى وان كانت باردة فأن دلالاتها الواقعية تشير انهم لا يريدون تجاراً للمناصب والكراسي وانما لمن نذر نفسه لخدمة شعبه بشرف . .
[email protected]

  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب