على الرغم من ان العراق اكثر الساحات العربية تعرضا للعواصف السياسية منذ قرون عديدة خلت ، إلا ان الشعب العراقي ومع الاسف لا يزال ينجر وراء التسويفات والخدع السياسية التي تتجلى احدى صورها الان من حدوث المظاهرات في الانبار والتصريحات المتبادلة في السياسيين وردة فعل الحكومة والتي تندرج جميعها في خانة الحصول على المطالب و مظلومية اهل السنة ووصلت هذه المرة الى حد نزيف دم عراقي من جانب المتظاهرين و رجال الامن ، لأن الوتر الوحيد الذي يستطيع ان يعزف عليه السياسيين هو الوتر الطائفي للفت الانظار وخلق نوع من الرهبة بين الطوائف المتعايشة بالداخل من سنة وشيعة وحتى القوميات عرب واكراد وعذرا لبقية الطوائف والقوميات كون التي ذكرتها تحمل ثقلا في صناديق الاقتراع لذلك يجب ان تضرب ببعضها لنحصل على نتيجة جيدة من الاصطفاف الطائفي او القومي ، بالطبع لأن ( قادة ) العراق الجديد لم يستطيعوا خلال السنوات العشر الماضية من تحقيق تقدم يشكل علامة فارقة في حياة المواطن وحتى النزر اليسير من الخدمات او المشاريع التي حصل عليها المواطن بالقطارة تعتريها الاخطاء التنفيذية ، لذلك يمثل الموضوع الطائفي والاصطفاف المذهبي هو المخرج الوحيد للفوز بأكثر عدد من المقاعد بالإضافة الى خلق الخوف المستمر من رجوع البعثيين والتذكير بالجرائم التي قاموا بها ، والأمر لا يخدم الجانب الشيعي او المحافظات الشيعية فقط بل يخدم الجانب السني ايضا ، ومع اقتراب فترة الحملة الانتخابية ويوم الاقتراع نشاهد تطور الوضع السياسي وتصاعد الاحداث من قبل المعسكرين ، بذلك يرى المواطن الشيعي البسيط ان خطر سيطرة السنة وعودة البعثيين يهدده لذلك يجب ان ينتخب القائمة الشيعية والقائد الشيعي الذي يستطيع ان يتصدى للسنة و يمنع عودة البعثيين ، ومن الجانب الاخر يرى المواطن السنى البسيط ان الحكومة الشيعية تسعى لتصفيته واقصائة وعدم منحة الحقوق وعدم مساواته مع بقية افراد الشعب من شيعة واكراد بالتالي يتوجه لأختيار القائمة السنية والقائد السني الذي يستطيع قيادتهم الى بر الامان وينجيهم من ( المد الصفوي ) بحسب تعبيرهم ، اما البعثيين القدامى فيسعون الى تثبيت اقدامهم سياسيا وايجاد مخرج من هنا او هناك لإيصال عدد من الرفاق الى مجالس المحافظات ومجلس النواب وخير دليل ماحدث في الانتخابات السابقة والتي فاز فيها عدد اعضاء حزب البعث ممن يمتاز بالسمعة الجيدة والسيرة الحسنة ولم يشمل بقانون المسائلة ، عليه يتحقق المراد وتنتهي المشكلة بتشكيل اللجان والنظر بالمطالب وتعود المياه الى مجاريها .
المسلسلات الطائفية كثيرة ابتداء بأجتثاث المطلك وعودته وهروب الدايني وادانة الهاشمي واليوم نشاهد مسلسل مظاهرات الانبار التي باتت كالمسلسل التركي إلا ان الفارق في الامر ان المسلسل التركي يختلف بالقصة ينتهي بحلقة اخيرة والمسلسل الطائفي يتشابه بالقصة ولا ينتهي ابدا واللجوء اليه ضرورة لابد منها مع استمرار الفشل في توفير العيش الرغيد والخدمات للمواطن العراقي .
وهنا اتمنى من ابناء شعبي العراقي بعيدا عن أي تسميات ان يستفيد من تكرار المسلسلات ولا يكون جسرا لإيصال من لا يستحق الى منصب حكومي او سياسي ، وادعوا شيوخ العشائر المحترمين منهم فقط ان لا يكونون طرفا في مثل هذه المهاترات …. والسلام