18 ديسمبر، 2024 5:48 م

العرفان و التصوف و الغنوص و ترحيل المفاهيم

العرفان و التصوف و الغنوص و ترحيل المفاهيم

لا تتوقف ريح الشرق الهندية و المكون الهيلنستي و سينوية ابن سينا الشيخ مثالا لا حصرا
تلوح على العرفان الإسلامي في طبعته الأصيلة و النقية..
حتى تزحزح العرفان الإسلامي عند من ليس لديهم ذوق منضبط بالإيمان الديني..
و بات توظيفه في الفلسفة غنوصا و في الصورة الشعرية و النثرية و الأدبية ذوقا فنيا و قيمة وإشارة و
رمزا..
و حاول البعض مقاربة العرفان بالسريالية كما فعل أدونيس..
قلت تزحزح العرفان الإسلامي من خلال حالة إلتباس مفهومي..
فتحدث البعض عن عرفان دريدا و دو سارتو وغيرهما..
“ب ” العرفان ” و حصل التباس بين العرفان و المعرفة بل ترجم البعض عبارة ” كوغنيسيون
و كوارث الترجمة الى العربية لا تحصى و لا تعد لفقرها في انتاج مفاهيمها و عدم رسوخ
أقدام المترجمين في العلوم المترجمة و المنقولة و غيرها من العوامل..
الغنوص الغربي غير العرفان الإسلامي الأصيل..
التعبد لله بالذوق يبقى تعبدا لا نشوة فلسفية و عرفانية مجردة و مفصولة عن نسق من الوسائل المشروعة للقرب من الله و طاعته ..
التعبد لله بالزهد يبقى وسيلة تعبد إختيارية ليست قهرية لها تأصيلها و تتم في حدود حفظ المقاصد و لا تتحول الى نهج اجتماعي عام…
هذه التجارب المحكومة بضوابطها و التي تتعلق بالفرد مراسا فتكون تجارب فردية..
لا يجب أن تتزحزح إلى أقانيم تتداخل فيها المكونات المفاهيمية الأخرى فيصبح الغنوص
عرفانا..
لأنها عبادات تقوم على القرب و الفناء ( ليس الفناء الشرقي الوجودي الغنوصي في السرمدي ) وتقوم
على الذوق و الشوق و المحبة و الطاعة و الواجب و المستحب و الحلال و الحرام..
والتعبد لله يبقى عبادة و إله المسلمين غير إله الغنوصيات و تجربة برينستون مثلا التي قدم لها ريمون
روييه لا علاقة لها بالتصوف الإسلامي..
مارسوا التفلسف للنشوة فقط إن شئتم لكن لا تنسبوه إلى التصوف و العرفان النقي الصافي..
فنحن لا نمارس عبادتنا إلا للقرب و المحبة الالهية و الطاعة أيضا على ضوء العبادات المنصوص
عليها بأبعادها و مقاصدها..
ليس عرفان دريدا و لا دوسارتو إلا غنوصا..
فلننتبه الى معركة المفاهيم و المصطلحات و أدوات الفهم و لغة التعبير والأنظمة المعرفية التي ينتسب
إليها هذا كله..