بين الفترة و الاخرى، تطل علينا أقلام و وجوه تسعى بکل طاقاتها من أجل إثبات حقيقة إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو نظام مسالم و ليست لديه أية خلفية عدوانية حقودة ضد العرب خصوصا وإن”البعض”يحاولون تشويه صورة هذا النظام و ذکر أمور و مسائل لاوجود لها إلا في مخيلتهم الحاقدة عليه، وقد کانت کاتبة هذه السطور واحدة من اللائي تعرضن لهذا النقد بإعتبار إنني أکتب من باب الحقد و ليس من باب الحقيقة و الواقع!
يدعي القادة و المسٶولون الايرانيون بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يعمل مابوسعه من أجل إستتباب السلام و الامن و الاستقرار و التعاون و التفاهم بين شعوب المنطقة التقارب بين المذاهب و نبذ و مکافحة کل مامن شأنه يبعث على التوتر و إثارة الحقد و الضغينة، لکن هذا الکلام المنمق ليس له من أي معنى عندما نضعه أمام تصريحات لواحد من أبرز مستشاري الرئيس الايراني حسن روحاني وهو يتعرض فيها للعرب بإسلوب فج تغلب عليه وقاحة غير عادية.
علي يونسي، مستشار الرئيس الايراني لشٶون القوميات و الاقليات الدينية الذي سبق له وإن أکد في تصريح سابق له في شهر آذار المنصرم بأن”إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي”، وهي تصريحات حاول ذلك البعض المشغول بترقيع و تجميل الحقيقة البشعة لهذا النظام، أن يقللوا من شأنها بإعتبارها تصريحات عابرة ولاتمثل رأي طهران، يونسي هذا عاد اليوم ليطلق تصريحات أقل مايقال عنها بالغة الاستفزازية و في منتهى الوقاحة.
تنظيم داعش الارهابي الذي إنطلق و قوي عوده في ظل ظروف و أوضاع غير عادية في اواخر 2013، عندما قام نظام بشار الاسد بإطلاق سراح المتطرفين السنة من سجونه فجأة(!!)، کما صادف في نفس الوقت أيضا حادثة أخرى غريبة جدا من نوعها و تدعو للتساٶل و الاستفهام وهي هروب 1500 سجين من السنة المتطرفين من السجون العراقية، وقد حدث ذلك في عهد”سئ الذکر و السيرة”نوري المالکي، وهذه المسألة أشار لها جون کيري، وزير الخارجية الامريکي قبل فترة ملوحا من خلالها بالنوايا المبيتة و المغرضة من هذين الامرين المريبين اللذين کانا بعلم و معرفة نظام الملالي في إيران.
تنظيم داعش هذا، يطل علينا يونسي ليصفه بإنه يمثل العرب برمتهم عندما قال في تصريحات له في 13 کانون الاول الجاري في طهران”أن تحرك داعش جاء تلبية لنزعة العرب الرامية إلى التحكم في العالم الإسلامي والتخلص من شعورهم بالدونية تجاه الفرس والأتراك”، مضيفا و بکل صلافة و دونما حياء أن داعش يريد
“استعادة الخلافة العربية وليس الإسلامية لذا ترتكب أي جريمة لتحقيق هذه الغاية”!
الغريب إن هذا الملا الحقود المتعجرف لم يقف عند هذا الحد وإنما ذهب أبعد بکثير عندما حاول أن يبعث أحقاد و أضغان الماضي التي عفا عليها الزمن حين زعم”تعد إيران منطلق كافة الثورات المعادية للظلم، مضيفا “عندما قتل الإيرانيون شقيق المأمون (الأمين) سحبوا السلطة من العرب إلى الأبد”.! وإننا نتساءل: لو کان أي مسٶول في أي بلد ديمقراطي بدرجة يونسي، يطلق هکذا تصريحات متعجرفة غبية، أما کان سيتعرض من فور للمساءلة و المحاسبة، لکن نظام الملالي الذي يستند منطقه و خطابه على التطرف و الحقد و إثارة الکراهية و البغضاء ليس لايصدر رفضا لهذه التصريحات وانما يرقص لها طربا.
لايمکن للمنطقة أن تهنأ بالامن و الاستقرار من دون إستئصال شأفة نظام الملالي من طهران. تصريح لزعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، وجدنا من المفيد جدا الإشارة إليه في نهاية هذا المقال، واللبيب بالاشارة يفهم.