23 ديسمبر، 2024 5:59 ص

العرب ونصرة المعارضة الوطنية الإيرانية

العرب ونصرة المعارضة الوطنية الإيرانية

لا نشك أبدا في أن الاختراق الإيراني الخطير للأمن القومي العربي قد شكل تحديا ستراتيجيا خطيرا يتطلب تفعيل إدارة الصراع وفق مواصفات وأسس ومنطلقات وآليات عمل مختلفة بالكامل عن الصيغ التقليدية، النظام الإيراني على المستوى التعبوي يمثل حالة إحتلال فعلية لمواقع عربية مهمة ومتقدمة في الشرق القديم. ففي الملف السوري يشكل التواجد الإيراني والعصابات الطائفية التابعة له والمتحالفة معه حالة عدوانية موجهة بشكل مباشر للأمة العربية، فآلة القتل الإيرانية الفظة أضحت واقعا إختراقيا خطيرا لقلب العالم العربي وعمقه الستراتيجي، فسياسة النظام الإيراني في الشام هي سياسة عدوانية مصيرية مرتبط إستمرارها بالطبيعة الآيديولوجية للنظام الإيراني الذي يعي جيدا بأن خسارة وهزيمة وإندحار حليفه الستراتيجي السوري يمثل إنتكاسة حقيقية للمشروع الآيديولوجي والسياسي الإيراني، وتلك الإنتكاسة سترتد مؤثراتها بشكل صميمي على المركز في طهران، ولعل القضية المركزية التي يركز عليها النظام الإيراني هي توسيع مستوى الصراع في سورية بعد إدخال الجيش الإيراني في المعركة وزج جميع العصابات الطائفية في المعركة وتوسيع حالة التخريب الشامل ليشمل حرق العاصمة السورية دمشق إستجابة لمخططات تغيير ديموغرافية شيطانية تستهدف الهوية الطائفية والتاريخية للشام وأسوة بالحالة الشاذة القائمة في العراق.كما أن التخريب الكبير الذي يحدثه النظام الإيراني في جنوب الجزيرة العربية في اليمن واستهدافه المباشر للأمن الخليجي في البحرين والكويت بعد أن وضع العراق تحت إبطه يشكل تحديا رهيبا وغير مسبوق للوضع الأمني في الخليج العربي.وأزاء كل هذا الإنسياح الإيراني في العالم العربي ما زال الرد العربي في منتهى الضعف والخوار، والتمدد الإيراني في العمق العربي لم يقابله للأسف أي رد فعل معاكس الإتجاه، بمعنى تفعيل أدوات الصراع الداخلي في إيران ونقل المعركة للعمق والداخل الإيراني، والمهمة سهلة ويسيرة للغاية إن صدقت النوايا وتم إتخاذ القرار، فالمعارضة الوطنية الإيرانية التي تمتلك رصيدا شعبيا هائلا في الداخل الإيراني كما تمتلك تاريخا نضاليا حافلا وتجربة سياسية مريرة قدموا خلالها عشرات الآلاف من الشهداء في مقارعة نظام البغي الكهنوتي الطاغوتي الإرهابي المجرم، هي رصيد قوي وفاعل ومهم للعالم العربي لم يتم إستثماره أبدا بل كان الإهمال والتناسي سمة الموقف! وذلك يمثل خللا ستراتيجيا غير مقبول ولا معقول بالمرة!، فحركة مجاهدي الشعب الإيراني وهي كبرى حركات المعارضة الوطنية الإيرانية المعروفة بإسم (مجاهدين خلق) تمتلك من الخبرة ومن أدوات التوغل في عمق مركز القرار الإيراني لابد أن يتم الإنفتاح العربي عليها، والتعاون معها ليس لهدف إسقاط وزعزعة نظام الملالي المتوتر فقط، بل لبناء جسور تواصل وتفاهم مشترك مع الشعب الإيراني الصديق، فالشعب الإيراني بمجمله ليس عدوا للعرب بل على العكس فإن الوحدة النضالية ووحدة الأهداف والتاريخ والثقافة المشتركة تلعب دوراً تاريخياً في تمتين الأواصر وتعزيز الصلات، فنظام الملالي لايمثل الشعب الإيراني الواسع الرؤى الثقافية والحضارية واللاعب المهم في الحضارة الإسلامية، بل أن هذا النظام يمثل صفحات الخزي والتخلف والغيبية الفاشلة، فرؤاه تخريبية، ومنهجه تخريبي، والأدوات الطائفية التي يعتمد عليها في منتهى البؤس، لابد من دعم عربي حقيقي للمعارضة الوطنية الإيرانية وكسر جدران الصمت والخشية من فتح أبواب التعاون المشترك، فالمعارضة الوطنية الإيرانية حليف لا غنى عنه للعالم العربي، فليس معقولا أن تعج العواصم الأوروبية بهم ويترك المجال الحيوي العربي لدعايات وأباطيل نظام الملالي ويعزل عن التواصل مع العالم العربي المعارضون الإيرانيون الذين مازالوا أهدافاً لمشانق الملالي الإرهابية الرهيبة، لقد أثبتت المعارضة الإيرانية قدرات لوجستية كبيرة وعن علوكعب في مقارعة النظام الفاشي الكهنوتي، كما أنها في المحصلة الستراتيجية حليف طبيعي ولكن مهمل للأسف للعالم العربي وهويخوض حرب الإرادة والوجود ضد تحديات نظام الملالي وإرهابه المستمر، ندعو أهل القرار في الأمة العربية لفتح أبواب التعاون والعمل المشترك مع المعارضة الوطنية الإيرانية لكسب المستقبل ولبناء حوار حضاري وسياسي والإستفادة من الخبرات والطاقات الإيرانية المعارضة في إفشال مخططات الملالي الخبيثة، لابديل عن التعامل الميداني المباشر مع مجاهدي الشعب الإيراني وغيرهم إن أردنا الإنتصار وحسم المعركة بأقل الخسائر، ونتمنى أن لاتضيع الفرصة التاريخية كما ضاعت فرص عديدة للأسف… المعارضة الإيرانية إحتياطي جاهز ومضمون في إدارة معركة الوجود في الشرق القديم.. فما تراكم فاعلون؟

[email protected]