العرب واقعا وأحداثا وحراكا وأفعالا ، كدول وشعوب ، يمر بأسوأ حالاته ، وعلى جميع المستويات ، تكاتفا وتضامنا وأتحادا ، أنهم حقا الأن ، يمثلون أسوأ نموذج للأنظمة من بين كل الحالات التي يزخر بها عالم اليوم . العرب ، ضرب من المؤامرات والتحالفات الأسقاطية والمعاهدات التي على قدم وساق فيما بينهم ، فقطر والسعودية / مثلا ، تسعيان مع التحالفات الغربية لأسقاط سوريا / ونحن هنا لا نبرأ سوريا كنظام من واقع المشكلة وتعقيداتها ، ولكن هاتين الدولتين ليستا بأفضل من سوريا حكما وسلطة وعدلا ، وتناستا الحديث القائل : ( يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع في عينه! ) وبالتأكيد هناك دولا عربية تؤيد هذا النهج من تحت الطاولة ، ودولا أخرى لا تؤيد هذا العمل التخريبي ضد دولة تعتبر من أهم أعضاء جامعة الدول العربية ، بالرغم من أن الجامعة العربية بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة خلال العقدين الأخيرين ، وهناك دول صراحة رافضة لهذا العمل ، كمصر والعراق ولبنان ، وبالبرغم من النهج الرافض لأي بقاء للنظام السوري من قبل السعودية وقطر ، وبالرغم من تضادد بعض المصالح الأقتصادية ، وبالرغم من الدعم والعون اللامحدود للفكر الوهابي المنبثق من السعودية الداعم للمنظمات والجماعات الأرهابية العاملة على الارض السورية ، وبالرغم من التحالفات السياسية .. ولكن سائل يسأل أين العروبة و أين الأسلام ، بل أين الأنسانية ، وأين التضامن العربي ، وأين الحكماء العرب ، أليس من قادة عرب أن توقف نزيف دم سوريا الجريحة ، هل قطر والسعودية دولتان نموذجيتان في التعامل الأنساني والأجتماعي مع شعوبهما ، حيث حز الرؤوس وقطع الأيدي والجلد في الساحات وكبت الحريات في السعودية .. ، أما قطر ، التي نفوسها لا يتعدى بضع مئات الألاف ، بجولاتها وأدوارها المشبوهة ، وتصريحاتها التي تحسب على أنها أكثر وأكبر من طاقتها وقدرها ، حيث ( أعلن وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية ، الأربعاء 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 ، عزم بلاده التدخل عسكريا في سوريا إذا اقتضت المسألة ذلك بالتعاون مع تركيا والسعودية . ) / نقلا عن روسيا اليوم . أما وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم – ودوره في زعزعة أمن مصر / نقلا عن موقع ويكيليكس ، فبين الموقع مفاجأة اخرى ، حيث ( كشفت وثيقة عن أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أبلغ «إسرائيل» أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف والأمر كذلك يشمل لعبا بمشاعر المصريين لإحداث الفوضى عن طريق قناة الجزيرة باعتبارها عنصرا محوريا في الخطة ، وفي لقاء سري جمع بين بن جاسم ومسؤول إسرائيلي نافذ في السلطة أبلغه فيه نيته تلك ، ووصف مصر بـ«الطبيب الذي لديه مريض واحد» ويفضل أن يستمر مرضه لفائدته الخاصة .. ) / نقلا عن موقع الوفد الألكتروني ، ولا يخفى على الجميع أضافة الى ماسبق وغيرها من الأدوار في الجانب الفلسطيني ، أضافة لدور قطر في ضرب العراق عن طريق قواعده العسكرية / قاعدة العديد العسكرية ، في نيسان 2003 ، أما دور السعودية في سوريا والعراق واليمن فلا يقل فظاعة عن دور شقيقه قطر ! ونتساءل هنا ماهي الصلاحية او ماهي المرجعية القانونية التي تخولهما في تمويل أي عمل من شأنه أسقاط سوريا ! وما هو موقف المملكة العربية السعودية / مثلا ، وملكها خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز ، من قوله تعالى ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ سورة المائدة الآية 2 . التي تفسيرها واضح في !
أن بعض الأنظمة العربية ، هي أنظمة لا قواعد أخلاقية تحكمها ، ولكن تحكمها المصالح الضيقة ، والمنافع القطرية ، وحياكة المؤامرات ، فالدفاع المشترك تحول الأن الى العدوان المشترك ، أما الحكام فهم يخدمون السلطة ، والشعب بلا سقف أمني يحميه وبلا تغطية صحية و بلاوعي ، لأنه لاهث وراء لقمة العيش !! .. سابقا كان القوميون يرفعون شعارات في أواخر الأربعينات من القرن الماضي ، كشعار حزب البعث ” أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ” ، أما الأن لا أمة ولا عرب ولا وحدة ولا أهداف ، أمة بلا رسالة بل كل دولة لها رسالتها ولها تحالفاتها ، أمة أصبحت أسوأ أمة وجدت بين أمم العالم ، شعوبها تهجر أوطانها ، ومن جانب أخر ، سائل يسأل لمن نزلت هذه الأية : ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُون ) 110 سورة أل عمران ، أرى أنها نزلت لأمة غير العرب ، وكما يقال :
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة … وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم وأعتقد أن القادم من الأيام أسوأ ، لأن أبار النفط ستنفذ ، ومنابع الغاز الى زوال ، والتحالفات سينتهي نفاذها ، وغطاء حماية الدول ستسحب ، وكل دولة ستدافع وتحمي أرضها ذاتيا وسيرجع الحال كما كان في قديم الزمان !