23 ديسمبر، 2024 1:25 م

من الحقائق العلمية التي لاتزال صامدة أمام التطور العلمي والطبي هي ظاهرة أعوجاج ذيل الجلب فلايمكن للعلم مهما تطور أن يغير من جينات هذا الذيل ويجعله مستقيما ومن هذا اليوم الى بعد مليار سنة سوف يبقى ذيل الجلب أعوجا … حتى أصبح هذا الذيل تضرب به الأمثال فالشخص الذي يكون سلوكه غير مرغوب فيه ويحاول أن يغيره ويفشل يقال له ( يظل ذيل الجلب أعوج ) وهي أشارة واضحة على أن صاحب السلوك هذا سوف يبقى على سلوكه … وأفضل من تناول هذا المثل هو الشاعر العراقي عباس جيجان في قصيدته التي تتحدث عن الربيع العربي الذي تمر به الأمة العربية الآن , حيث قال ” العرب مرة سوو إبتكار حصلوا على براءة أختراع … جابوا مسطرة جدا مستقيمة … شدوها على ذيل الجلب عشرين عام … ومن بعد عشرين عام … حلوا الشدة الجماعة … وبعده ذيل الجلب أعوج … لابل المسطرة طلع بيها أعوجاج ” أنه تجسيد رائع للحالة العربية وللأبتكارات والأنجازات العربية , اليوم أصبحت لدينا قناعة واضحة على أن هذه الأمة العربية لايمكن أن تنهض من جهلها وتخلفها مهما حاول الغرب والتقدم العلمي ان ينهض بها , فحالة بوعزيزي لم تتكرر بعد اليوم لأنها كانت حالة شاذة أنطلقت من رحم المعاناة الشخصية التي يعانيها المرحوم محمد بوعزيزي وبالتالي أستغلها الشعب التونسي بشكل جيد , ولأن الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي لم يؤسس الى دولة تونس الدينية لا الشيعية ولاالسنية استطاع الشعب التونسي أن يقضي عليه بسرعة فعلمانية زين العابدين الديكتاتورية ساعدت الشعب التونسي على تنفس الحرية وقول كلمته , وكذلك حسني مبارك أسس الى ديكتاتورية علمانية ساعدت الشعب المصري على التخلص منه , وكذلك القذافي هو الآخر اسس الى علمانية ديكتاتورية ساعدت الشعب الليبي على التخلص منه , ولوكان هؤلاء الرؤساء يحكمون بطريقة الأسلام السياسي السني أو الشيعي لما أستطاعت هذه الشعوب أن تهز شعرة من شعرات رؤوسهم , أن هؤلاء الرؤساء لم يعرفوا قواعد اللعبة التي تريدها الشعوب العربية فالشعوب العربية تريد أسلام سياسي سني يحارب أسلام سياسي شيعي , وهذه اللعبة أكتشفها بشار الأسد وهو الآن يعيش بنعيمها ومن الآن فصاعدا سوف لن نسمع أن هنالك بلدا عربيا أستطاع أن يتخلص من ديكتاتوره لأن الرؤساء والملوك غير المتساقطين عرفوا ماذا تريد الشعوب العربية , أنها تريد الطائفية والخرافة الدينية وهي أبسط الحقوق التي من الممكن أن يقدمها لهم هؤلاء الملوك , ولي أن أضرب لكم عدة أمثلة منها لماذا لم يسقط بشار ؟ لأن الطائفة العلوية أصطفت الى جانبه وأعتبرته حامي دمها من مصاصين الدماء السنة ! لماذا الشعب العراقي لم يتظهار وهو يعيش الحالة المأساوية والقتل المبرمج بالمفخخات وأنعدام الخدمات ؟ لأن الطائفة الشيعية تخاف على كرسي الحكم أن يذهب منها ليعود الى السنة ! البحرين لماذا لايثور الشعب البحريني ؟ لأن الملك البحريني السني لايريد أن يعطي حقوق الى الشيعة في البحرين ولذلك يقف السنة معه ولايتظاهروا ضده مهما قتلهم وجوعهم وعذبهم ! هذا على الصعيد السياسي , أما على صعيد التقدم والأزدهار فلازالت هذه البلدان العربية متخلفة وتعيش على الأستثمارات الأجنبية وهي دول كانت ولازالت وسوف تبقى دولا ريعية ’ أما أستعمالات العرب للأنترنت فهي لازالت مقتصرة على المقاطع الأباحية التي تلبي حاجتهم الجنسية التي يعتبرونها من أولى مراتب التقدم وبعد الأنتهاء من مشاهدة هذه المقاطع والأكتفاء منها يذهبون الى مواقع الدردشة لينقسموا الى قسمين قسم يروج الى فكر سني وآخر يروج الى فكر شيعي وتي تي مثل مارحتي جيتي ويبقى ذيل الجلب أعوج الى أبد الآبدين .
[email protected]